راج استخدام "العلامات الحمراء" للإشارة إلى الشخصيات الذين ينبغي تجنّب الدخول في علاقات معهم نظراً لتصرفاتهم السامة؛ أما مؤخراً فظهرت "العلامات البيج" على وسائل التواصل الاجتماعي، وخصوصاً في تطبيقات المواعدة. فما هي يا ترى؟
يزداد عالم المواعدة تعقيداً مع التقدم في الزمن، فإذا صار بوسعنا اليوم بلمسةِ شاشة "التوافق" مع أشخاص كثر وإجراء محادثات معهم عن طريق تطبيقات التعارف، فقد بات أيضاً من السهل علينا طبقاً لمؤشرات اتُّفق عليها التوصل مبكراً إلى قرار يخصّ ملاءمة هذه العلاقة لنا من عدمها. وقد يحصل ذلك قبل اللقاء نفسه؛ إذ تسمح لنا المعلومات التي يقدمها الشخص على هذه المواقع بالتكهن بجودة الموعد المرتقب. بعد "العلامات الحمراء" التي تحذر من خصال سيئة مؤذية وسامة عند شخص يُنصح بتجنّب الدخول معه في علاقة، جاءت "العلامات البيج" لتزيحها وتكتسح وسائل التواصل الاجتماعي هذه الأيام. فإلى ماذا تشير بالضبط؟ هي ببساطة عبارة عن مؤشرات إذا صادفتها، اعرف أنك بصدد شخصية مملة ستمنحك موعداً سطحياً.
دلالة "العلامات البيج"
إنها علامات تحذيرية، ومجرد رؤيتك لها في ملف (بروفايل) شخص ما كفيلة بجعلك تدرك أنك أمام شخصية غير مميزة وموعد مُحتَمل ممل؛ إذ لا يكون في الأغلب متحدثاً جيداً ولا يحمل في جعبته أي مواضيع مثيرة تثري دردشتكما. وأنت تقرأ ما سبق، هل كوّنت صورة ذهنية عن هذا النوع من الأشخاص؟ هم الأشخاص أصحاب الملفات التي لا تحمل أي وصف، أو تلك التي تتصدرها عبارات ثقيلة الدم من قبيل "أقصر طريق إلى قلبي هو معدتي"، وقد تجد عوضاً عنها اقتباسات مكررة من مسلسلات تافهة، فيما المعلومات الوحيدة التي يضعونها هي في الغالب حول أطوالهم وأبراجهم.
إن عدم بذل أي جهد في هذا الاتجاه يندر أن يمرّ الشخص مرور الكرام دون ملاحظته حين تكون في رحلة بحث عن شخص ملائم للدخول في علاقة جدية معه. حسب خبيرة العلاقات ومؤسِّسة "سو سينكد" (So Syncd)؛ جيسيكا ألدرسون: "إذا لم يبذل الشخص أي جهد في أثناء إنشاء ملفه الشخصي، فحريّ بكم أن تشكّوا في مدى الجدية التي سيأخذ بها العلاقة". وتضيف: "في تطبيقات التعارف، من شأن مثل هذه الملفات التي لا يميزها شيء أن تشكك فيما إذا كان صاحبها يتمتع بكاريزما مؤثرة أو لطيفَ المعشر، ففي نهاية الأمر جميعنا نطمح إلى رفقة شخص فريدٍ ومميز بطريقة أو بأخرى".
الإهمال والافتقار إلى الحساسية
فضلاً عن أنهم في أغلب الأحيان غير مثيرين للإعجاب ولا يتمتعون بحس إبداعي، فإنهم كذلك أقل تفاعلاً في الرد على الرسائل؛ ما يشير إلى شخصياتهم المُهملة وغير الملتزمة. توضح خبيرة العلاقات: "الملف الشخصي الذي لم يبذل الشخص لأجل إنشائه سوى القليل جداً من الجهد، قد يُؤخَذ كمؤشر مبكر على أننا أمام شخص غير مستعد ليستثمر الكثير في العلاقات؛ إذ إن إمكانية ردّه أصلاً على الرسائل هي موضع شك كما الوقت الذي قد يأخذه قبل أن يُخرج العلاقة من التطبيق الافتراضي إلى الواقع".
إذا كان انخراط هذا النوع من الأشخاص في التعارف سطحياً فمن الوارد أيضاً أن الافتقار إلى الحساسية والانفتاح على الآخر سيحول دون تطوير التعارف إلى علاقة. تؤكد جيسيكا ألديرسون: "إن إنشاء حساب على تطبيق تعارف مع الاهتمام بجعله أصيلاً وعاكساً للشخصية هو عملية تتطلب قدراً من الحساسية، وهذه الحساسية في المقابل تمثل إحدى اللبنات الأساسية لبناء أي علاقة". لكنها مع ذلك تلفت النظر إلى أمر مهم: "في الوقت نفسه ثمة أشخاص مهتمّون بالتعارف ومثيرون للاهتمام حقاً؛ لكن بالنسبة إليهم تظل فكرة مشاركة قدر كبير من التفاصيل ونشرها لتكون متاحةً على الإنترنت مسألةً لا تُشعرهم بالراحة، ومن الجيد أن نضع هذا أيضاً نصب أعيننا".