ما أعراض الوسواس القهري الجنسي، وكيف يتم تشخيصه؟

3 دقيقة
أعراض الوسواس القهري الجنسي

قد يجهل البعض أن أعراض الوسواس القهري الجنسي من تخيلات جنسية وأفكار مزعجة خارجة عن السيطرة، هي في الواقع سبب رئيسي في معاناة حقيقية للمصاب. فليس لهذا الاضطراب بالفعل أي جانب مشرق؛ فليست لحظة المتعة الخالصة ما يشكّل عالم المريض. بل إن حياته برمتها تصبح بلا معنى، لأنه يعيش في دوامة لا تنتهي من الوحدة والقلق والغضب، تغرقه تدريجياً في عالم من الاكتئاب، يصعب عليه الخروج منه، حتى إن كانت تلك رغبته.

"حياتنا الاجتماعية تدور حول الجنس". تحكي سيدة في بداية عقدها الثالث. وتقول أخرى في الأربعين من عمرها أنها تفقد أعصابها إذا قضت ليلة نوم هادئة دون الاستمناء ومشاهدة الإباحية، ما يجعلها أماً غير صالحة".

وعلى الرغم من أن القصص الحقيقية للمصابين قد تختلف من شخص ومجتمع إلى آخر، تبقى نسبة الإصابة بهذا الاضطراب عالية ضمن فئة الذكور مقارنة بالإناث، بنسبة تتراوح بين 3.9٪ إلى 30٪، مقابل 2.1 و25٪ عند النساء. وفقاً للمعلومات الصادرة  عن إيفا رينينغهاوس ونينا لاكنر من قسم الطب النفسي بجامعة غراتس الطبية في النمسا.

لكن كلتا الفئتين تشتركان في وجود معاناة إضافية بسبب اختلاف معايير التشخيص والاعتراف الرسمي بالاضطراب، وهو ما سيأتي هذا المقال على مناقشته، إلى جانب التعريف بالمرض وأعراضه.

ما هو الوسواس القهري الجنسي؟

الوسواس القهري الجنسي (Compulsive Sexual Behaviour Disorder) هو اضطراب نفسي، يجعل المصاب يفرط في الانشغال بالتخيلات أو الدوافع أو السلوكيات الجنسية التي تصعب السيطرة عليها وتسبب له القلق؛ كما يمكن أن تؤثر سلباً في صحته أو وظيفته أو علاقاته الاجتماعية أو جوانب أخرى من حياته. ويُعرف أيضاً بالإدمان الجنسي أو السلوك الجنسي المفرط الذي يتميز بسلوكيات قهرية كالاستمناء.

يؤدي الوسواس القهري الجنسي غير المعالَج إلى تدني احترام المصاب لنفسه، فتتأثر حياته المهنية وعلاقاته مع الآخرين سلباً، غير أن طلب العلاج وتقبُّل المساعدة يمكن أن يعيدا له حياته الطبيعية، ويعلّماه كيفية إدارة سلوكاته الجنسية القهرية.

ويتميز اضطراب السلوك الجنسي القهري بنمط مستمر من الفشل في السيطرة على الهواجس الجنسية الشديدة والمتكررة؛ حيث تصبح انشغالاً رئيسياً في حياة الشخص المصاب، لدرجة قد يهمل فيها صحتة واهتمامه بالعناية الشخصية أو الاهتمامات والأنشطة والمسؤوليات الأخرى، وذلك على الرغم من مجهوداته ومحاولاته من أجل التوقف.

أعراض الوسواس القهري الجنسي

رغم أن التشخيص الصحيح مرتبط بكل حالة على حدة، وأن القرار الأخير يرجع إلى الطبيب المعالِج؛ إلا أن خبراء الصحة من "مايو كلينيك" (Mayo Clinic) يحددون بعض العلامات التي قد تشير إلى إمكانية الإصابة بالوسواس القهري الجنسي وتتضمن الآتي:

  • التخيلات والسلوكيات الجنسية المتكررة والخارجة عن السيطرة؛ والتي تستهلك الكثير من الوقت.
  • الشعور بالاندفاع نحو السلوكيات الجنسية، ثم الشعور بالذنب والندم بعد ذلك.
  • المحاولات الفاشلة لتقليل التخيلات أو الرغبات أو السلوك الجنسي أو التحكم فيها.
  • استخدام السلوك الجنسي القهري كوسيلة للهروب من مشكلات أخرى كالوحدة أو الاكتئاب أو القلق أو التوتر.
  • الاستمرار في الانخراط في السلوكيات الجنسية رغم عواقبها الوخيمة المتمثلة في احتمالية إصابة شخص آخر بعدوى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، أو فقدان علاقات مهمة، أو مشكلات في العمل، أو ضغوط مالية، أو مشكلات قانونية.
  • صعوبة إقامة علاقات اجتماعية صحية ومستقرة والحفاظ عليها.

قد يفيدك أيضاً: أفكار مزعجة تتربص بك: تعرف إلى الوسواس القهري وعلاجه

كيف يتم تشخيص مريض الوسواس القهري الجنسي؟

يبدو أن هناك معاييرَ مختلفة لا يتفق حولها المختصون لتشخيص مريض الوسواس القهري الجنسي، فالجمعية الأميركية للطب النفسي (APA) لا تعترف بالسلوك الجنسي القهري كتشخيص رسمي في الدليل التشخيصي والإحصائي الخامس الذي يستخدمه اختصاصيو الصحة العقلية في الولايات المتحدة (DSM-5)، نظراً لنقص الأدلة التي تدعم صلاحيته كتشخيص قائم بذاته؛ إذ يمكن تشخيصه على أنه فئة فرعية من حالة صحية عقلية أو نفسية أخرى مثل اضطراب السيطرة على الانفعالات أو الإدمان السلوكي.

بينما أدرجت منظمة الصحة العالمية (WHO) السلوك الجنسي القهري في التصنيف الدولي للأمراض (ICD-11)، لذلك يعتقد الخبراء من مايو كلينيك أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتصنيف جميع المعايير وتقديم الدلائل العلمية والطبية على مشروعية هذا الاضطراب.

ويعتبر بعض المتخصصين أن السلوك الجنسي القهري يتمثل في الأنشطة الجنسية المفرطة ذات العواقب الوخيمة والسلبية. ونظراً للاختلافات في معايير التشخيص؛ يمكن لأي معالج ذو خبرة في الإدمان والسلوكيات القهرية أن يقدم المساعدة اللازمة للمصاب.

قد يميل الشخص المصاب إلى الدخول في حلقة من الإنكار وتبرير سلوكياته وأنماط تفكيره، وربما قد يكون من الصعب الحصول على تشخيص رسمي للسلوك الجنسي القهري؛ لكن علاماته واضحة، فقد استطاع المتخصصون والخبراء تحديد العديد من أعراض الوسواس القهري الجنسي.

اقرأ أيضاً: كيفية علاج الوسواس القهري الجنسي من الأدوية إلى جلسات الكهرباء

المحتوى محمي