قد تتحسر على زواجك السابق وتشعر بأنك تفتقد إلى الحب الحقيقي وتفكر في استعادة علاقتك بشريكك السابق وإعطائه فرصة أخرى على أمل نجاح علاقتكما مجدداً. وعلى الرغم من ذلك؛ يجب ألا تتخذ هذا القرار بناءً على أي من الأسباب الخمسة التالية التي توضحها لنا مختصة التحليل النفسي فابيان كرامر.
استعادة علاقتك بشريكك السابق نتيجة الابتزاز العاطفي
لقد اتخذت قراراً بالانفصال عن شريك حياتك لكنه لم يحتمل هذا القرار ويحاول ابتزازك عاطفياً مراراً وتكراراً حتى أنه يهدد في بعض الأحيان بالإقدام على الانتحار ما يجعلك تخاف من أن ينهار بسبب ابتعادك عنه؛ ولكن كن حذراً من مشاعر الشفقة "الخطرة" هذه.
تقول مختصة التحليل النفسي فابيان كرامر: "لا يمكن للخوف من انهيار الآخر والشعور بالذنب تجاهه أن يكونا سببين تُبنى عليهما استعادة علاقة عاطفية، ولا يمكن للمرء أن يزدهر في ظل هذه المشاعر الفظيعة التي لن تؤدي إلى علاقة مستقرة ودائمة".
من الخطأ أن تفكر باستعادة علاقتك بشريكك السابق بسبب تعاطفك معه، لأن ذلك أولاً يعني تجاهل حقيقة أنه قادر على العيش من من دونك، كما أن اعتقاد المرء بأنه لا يمكن الاستغناء عنه بهذه الطريقة فيه نوع من التكبر والغرور.
يمكن أن تكون الرغبة في استعادة شريك الحياة السابق نابعةً من الغيرة وغريزة التملك وليس الحب. تقول فابيان كرامر: "في معظم الأحيان أدرك أن الانفصال قد حرر الطرفين، وأن الطرف الذي تخيلنا أنه سيكون هشاً للغاية قد تعايش مع الحالة بطريقة جيدة جداً. كما أن تخيل أن الآخر لن يكون قادراً على العيش من دونك هو نوع من التعدي على جزء من "حريته المستقبلية"!".
تكرار المعاناة خوفاً من المجهول
في بعض الأحيان قد تكون العلاقة التي قرر المرء إنهاءها علاقةً سامةً، تعرّض فيها لسوء المعاملة والتقليل من قيمته ولم يشعر فيها بأي تعاطف من الطرف الآخر، وعلى الرغم من ذلك قد نجد أنه يفكر باستعادة هذه العلاقة مجدداً، فما الذي يجبر أحداً ما على استعادة علاقة كهذه وتكرار المعاناة التي سببتها له؟ الجواب هو أنه يفضل ما يعرفه على ما يجهله.
تقول مختصة التحليل النفسي: "إن رغبة المرء في تكرار التجربة ذاتها واتخاذ موقع الضحية مجدداً هو تعبير منه عن التآلف مع العلاقة التي تضرر منها، وعجزه عن الخروج منها وبقائه حبيساً فيها".
قد يدخل المرء في علاقة غير صحية لكن المهم في النهاية هو أن يعرف كيفية الخروج منها. تقول مختصة التحليل النفسي: "يحدث أن يقع المرء في حب شخص لا يستحق حبه، وأنا أخبر مرضاي دائماً أن هذه العلاقات غير مثمرة ولا مستقبل لها".
استعادة علاقتك بشريكك السابق نتيجة الضغط الاجتماعي
هنالك الكثير من الضغوط الاجتماعية التي قد تؤثر في قرار المرء باستعادة علاقته بزوجه السابق؛ مثل نظرات أفراد العائلة وتعليقاتهم المليئة بالتعاطف التي قد تخفي اللوم والتأنيب، ورغبته في عدم إحباط والدته مجدداً بخياراته "السيئة وغير المتسقة" وعدم فقدان الأصدقاء المشتركين، أو تجنب استهزاء الآخرين به.
وعلى الرغم من اضطراب حياتك وعلاقاتك بسبب الانفصال، فإن الحفاظ على الصداقات السابقة أمر ممكن حتى لو اعتقدت عكس ذلك في البداية. لكن رغبتك في الحفاظ على صداقات معينة لا يمكن أن تكون سبباً لاستعادة علاقتك بشريكك السابق، وتجاهُل أن عدم ارتياحك في هذه العلاقة كان سبب قرارك بالانفصال في الأساس.
العودة لشريكك السابق حفاظاً على مصلحة الأطفال
لا يعد الحفاظ على مصلحة الطفل عذراً مقبولاً لاستعادة العلاقة بشريك الحياة السابق، لأن الطفل لا يريد من والديه البقاء معاً؛ بل أن يكونا سعيدين معاً أو أن يكون كل منهما سعيداً بمفرده، لأن بقاءهما معاً في جو من التعاسة سيكون حملاً ثقيلاً عليه لا يمكنه تحمله.
يحتاج الطفل إلى جو من الأمان والحب ليكون سعيداً، وهو أهم ما يمكن تأمينه له حتى لو كان انفصال والديه مصدر خوف كبيراً بالنسبة إليه، وعلى الرغم من صعوبة هذه اللحظة فإن تحمله للمعاناة التي قد تنجم عن بقاء والديه معاً سيكون أصعب بكثير.
لا يعني انفصال الزوجين تخليهما عن دورهما كوالدين، فالطفل الذي يحظى باهتمام والديه رغم انفصالهما سيكون ممتناً لهما ولا يتطلب هذا الأمر بالضرورة وجودهما معاً تحت سقف واحد.
العودة لاستعادة الراحة المادية
من المسلَّم به أن الانفصال يؤدي إلى انخفاض المستوى المعيشي؛ لكن استعادة العلاقة بشريك الحياة السابق بسبب العوامل الاقتصادية هي ذريعة ضعيفة فلا يمكن أن يتخذ المرء هذا القرار بسبب رغبته في امتلاك شقة من ثلاث غرف والاحتفاظ بسيارته.
وفي كثير من الأحيان لا تتعلق المشكلة بالأمور المالية فقط؛ بل بصعوبة التفكير بهدوء في ترتيبات الحياة الجديدة دون استحضار الجروح النفسية التي يعاني منها المرء.
وفي الحقيقة يبقى التخلي عن الأحلام والمشاريع المشتركة التي يسميها مختص علم النفس روبرت نيوبورجيه "بيت الزوجية" أصعب من الانفصال في حد ذاته.
اقرأ أيضاً: 6 أسئلة يجب أن تطرحها على نفسك قبل أن ترتبط بشريكك السابق مجدداً.