الفكرة
كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من عدة جامعات دولية مثل جامعة تشيلي وكامبريدج، ونشرتها دورية نيتشر العلمية، أن ممارسة الأنشطة الإبداعية مثل الرقص والموسيقى والرسم وألعاب الفيديو، يمكن أن تبطئ شيخوخة الدماغ.
واستخدم الباحثون القائمون على الدراسة تقنية "ساعات الدماغ" لقياس الفارق بين العمر الزمني والعمر الفعلي للدماغ، وشملت الدراسة 1472 شخصاً تراوحت أعمارهم بين 17 و91 عاماً، منهم خبراء في مجالات إبداعية ومتعلمون جدد. وقد هدفت الدراسة إلى معرفة إذا ما كانت الخبرة الإبداعية الطويلة أو التعلم القصير يمكن أن يحافظ على صحة الدماغ.
لماذا هي مشكلة مهمة؟
مع التقدم في العمر، يفقد الدماغ كفاءته تدريجياً ويضعف الاتصال بين مناطقه، ما يزيد خطر التدهور المعرفي. لذا، فإن فهم كيف تبطئ الأنشطة الإبداعية هذه الشيخوخة قد يساعد على الوقاية من أمراض الشيخوخة مثل آلزهايمر ويحسن جودة الحياة، كما يمكن لهذه النتائج أن توجه سياسات الصحة العامة نحو دعم الفنون والتعليم الإبداعي باعتبارها وسائل لتعزيز صحة الدماغ.
ما هي أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة؟
- تأخر عمر الدماغ لدى المبدعين مقارنة بغير المبدعين؛ أي أن أدمغتهم بدت أصغر من أعمارهم الحقيقية.
- كلما زادت الخبرة أو الأداء الإبداعي، زاد تأخر الشيخوخة الدماغية؛ فالمحترفون في الفن أو الموسيقى أو الرقص أظهروا فرقاً واضحاً عن غير المبدعين.
- التجارب الإبداعية قصيرة المدى مثل تعلم لعبة فيديو جديدة حسنت مؤشرات الدماغ أيضاً، لكن بدرجة أقل من الانخراط المنتظم في نشاط إبداعي على المدى البعيد.
ويمكن القول إن العلاقة بين الأنشطة الإبداعية وإطالة عمر الدماغ ارتباطية؛ فالإبداع يرتبط بدماغ أكثر شباباً، لكن لا يمكن الجزم أنه السبب الوحيد، فقد تسهم عوامل أخرى مثل نمط الحياة أو الصحة العامة.
التوصيات والتطبيق العملي
- مارس نشاطاً إبداعياً بانتظام مثل الرسم، أو العزف، أو الرقص، أو حتى ألعاب الفيديو الذهنية.
- شجع الأطفال وكبار السن على الانخراط في الفنون لدعم صحة الدماغ عبر تقدم العمر.
- استخدم الإبداع في بيئة العمل والتعليم لتحفيز الدماغ وزيادة كفاءته.
مثال تطبيقي
شخص في الخمسين من عمره يبدأ تعلم آلة موسيقية أو رقصة جديدة، يمكن أن يحافظ على شباب دماغه ويقوي ذاكرته وقدرته على التركيز، ويمكن لأي فرد تطبيق هذه النصيحة بنفسه دون الحاجة لمختص، ما دام النشاط آمناً ومناسباً لحالته الصحية.
محاذير الدراسة
لم تثبت الدراسة سببية مباشرة، بل ارتباطاً، كما أنها أجريت على عينات محددة من محترفين وهواة؛ لذا قد تختلف النتائج باختلاف نوع النشاط الإبداعي أو طريقة إنجازه.
المصدر
عنوان الدراسة: Creative experiences and brain clocks
الترجمة: التجارب الإبداعية وإطالة عمر الدماغ
الباحثون: كارلوس كورونيل-أوليفيروس، وخواكين ميجو، وفرناندو ليهو، وآخرون.
المجلة: Nature Communications
تاريخ النشر: أكتوبر/تشرين الأول 2025