الفكرة
كشفت دراسة حديثة قام بها باحثون من جامعة ووهان للعلوم والتكنولوجيا في الصين أن القهوة ليست مجرد مشروب للانتباه، بل تحتوي على مكونات فعالة، مثل الكافيين والبوليفينولات، يمكن أن تؤثر في الاكتئاب والقلق واضطرابات النوم.
وقد حلل الباحثون نتائج 27 تجربة على الحيوانات، و11 دراسة سريرية، و6 دراسات وبائية لتوضيح كيفية تأثير القهوة في الحالة النفسية. وبينت الدراسة أن المشكلة تكمن في أن الكافيين قد يحسن المزاج واليقظة بجرعات معتدلة، لكنه في المقابل قد يسبب القلق والأرق عند الإفراط في تناوله، وهو ما يجعل العلاقة بين القهوة والصحة النفسية معقدة وتتطلب فهماً دقيقاً.
لماذا هي مشكلة مهمة؟
يعد الاكتئاب والقلق واضطرابات النوم من أكثر المشكلات النفسية انتشاراً في العالم، وتؤثر مباشرة في جودة الحياة والإنتاجية. كما أن العلاجات الدوائية التقليدية لهذه الاضطرابات قد تسبب آثاراً جانبية أو تفشل لدى ثلث المرضى تقريباً، ما يدفع الناس للبحث عن حلول طبيعية مثل القهوة. فهم العلاقة بين القهوة وهذه الاضطرابات يساعد الأفراد على استخدامها بذكاء دون الإضرار بصحتهم النفسية.
ما هي أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة؟
- جرعات معتدلة من الكافيين (2–3 أكواب يومياً) ارتبطت بانخفاض خطر الاكتئاب بنسبة تصل إلى 32%، كما حسنت المزاج والتركيز والانتباه.
- الجرعات العالية، أو تناول القهوة ليلاً، ارتبطت بزيادة القلق والأرق وتأخير إفراز الميلاتونين المسؤول عن النوم.
- بعض المكونات في القهوة، مثل حمض الكلوروجينيك، ساعدت على تهدئة الجهاز العصبي وتحسين جودة النوم من خلال تقليل الالتهابات والإجهاد التأكسدي في الدماغ.
التوصيات والتطبيقات العملية
- اشرب القهوة باعتدال: تناول كوبين إلى ثلاثة أكواب يومياً بالحد الأقصى لتحصل على الفوائد دون أضرار.
- تجنب القهوة قبل النوم بـ 6 ساعات على الأقل لتفادي اضطراب النوم وتأخير الساعة البيولوجية.
- اختر القهوة قليلة التحميص لأنها تحتفظ بنسبة أعلى من المركبات المفيدة مثل البوليفينولات.
مثال تطبيقي
شخص يعمل في مكتب يمكنه تناول كوب من القهوة في الصباح وآخر بعد الغداء لتحسين التركيز والمزاج، لكن عليه تجنبها بعد الخامسة مساء لتفادي الأرق.
يمكن للفرد تطبيق هذه النصائح بنفسه دون الحاجة إلى مختص، إلا إذا كان يعاني اضطرابات نوم أو قلق مزمن، فحينها يستحسن استشارة الطبيب.
محاذير
اعتمدت الدراسة على نتائج من دراسات متفاوتة (تجريبية وسريرية)، ولم تحدد بدقة الجرعة المثالية لكل فرد، كما أن التأثير قد يختلف باختلاف الوراثة ومعدل استقلاب الكافيين. لذلك لا ينصح بتعميم النتائج على الأشخاص جميعهم، خصوصاً من لديهم حساسية من الكافيين أو أمراض نفسية قائمة.
المصدر
عنوان الدراسة: Exploring the Impact and Mechanisms of Coffee and Its Active Ingredients on Depression, Anxiety, and Sleep Disorders
الترجمة: تحليل تأثيرات القهوة ومكوناتها النشطة في الاكتئاب والقلق واضطرابات النوم
المجلة: Nutrients
الباحثون: زيجون شي، وجين لوان، وياتينغ تشانغ، وغويبينغ وانغ، وكان مي، ولينوانيوي تشن، وويجي تشو، وتشانغ شيونغ، وتاو هوانغ، وجيانبو زان، وجينغ تشنغ.
تاريخ النشر: سبتمبر/أيلول 2025.