الرجاء تفعيل الجافاسكربت في متصفحك ليعمل الموقع بشكل صحيح.

كيف يهدد انفصال الوالدين أدمغة أبنائهم؟ دراسة حديثة تجيب

4 دقيقة
انفصال الوالدين
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: عبد الله بليد)

كشفت دراسة بحثية حديثة نشرتها دورية بلوس ون (PLOS One) في 22 يناير/كانون الثاني 2025 أن أبناء الآباء المنفصلين أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية، وقد أوضحت الدراسة أن السكتة الدماغية تحدث عندما ينفجر أحد الأوعية الدموية في الدماغ، أو حين يفقد جزء من الدماغ إمداداته من الدم، ما يمنع تلك المنطقة من الدماغ من الحصول على الأوكسجين، ومن دون الأوكسجين تتوقف خلايا الدماغ عن العمل على نحو صحيح، ويمكن أن تؤدي السكتة الدماغية إلى تلف دائم في الدماغ أو إعاقة طويلة الأمد أو حتى الموت، فما هي كواليس العلاقة بين انفصال الوالدين وإمكانية الإصابة بالسكتة الدماغية؟ الإجابة عبر هذا المقال.

انفصال الوالدين يزيد احتمالية إصابة الأبناء بالسكتة الدماغية بنسبة 60%

أكدت الدراسة البحثية السابق ذكرها، والتي أجرتها جامعة تورنتو (University of Toronto) بالتعاون مع جامعات أخرى أن كبار السن الذين انفصل والداهم قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية مقارنة بالبالغين الذين بقي والداهم معاً، وتضيف الدراسة أن كبار السن الذين نشؤوا في أسر مطلقة كانت احتمالات إصابتهم بالسكتة الدماغية أعلى بنسبة 60%.

وقد شارك في هذه الدراسة أكثر من 13000 شخص تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر لم يتعرضوا أبداً للإساءة الجسدية أو الجنسية في مرحلة الطفولة، وقد أكدت أستاذة علم النفس في جامعة تورنتو والمؤلفة الرئيسية للدراسة، ماري كيت شيلك (Mary Kate Schilke)، أنه حتى بعد الأخذ في الاعتبار معظم عوامل الخطر المعروفة المرتبطة بالسكتة الدماغية بما في ذلك التدخين، وقلة النشاط البدني، وانخفاض الدخل والتعليم، والإصابة بمرض السكري، واضطراب الاكتئاب، وانخفاض الدعم الاجتماعي، فإن أولئك الذين انفصل والداهم لا يزالون لديهم احتمالات أعلى بنسبة 60% للإصابة بالسكتة الدماغية.

وأوضحت الباحثة المشاركة في الدراسة إسمي فولر تومسون (Esme Fuller-Thomson) أن البقاء في منزل الطفولة مع شخص بالغ موثوق به لم يقلل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، ويعتقد الباحثون المشاركون في الدراسة أن العلاقة بين انفصال الآباء والإصابة بالسكتة الدماغية تكمن في: 

الإصابة بالإجهاد المزمن في فترة الطفولة 

يعتقد الباحثون المشاركون في الدراسة أن الإجهاد المزمن في أثناء الطفولة، والذي غالباً ما ينتج عن الاضطراب النفسي الناتج عن مشاهدة انفصال الوالدين، يؤدي دوراً مهماً في زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية في وقت لاحق من الحياة، إذ إن التعرض وقتاً طويلاً للإجهاد يمكن أن يعطّل المحور الوطائي النخامي الكظري (HPA)، وهو نظام بالغ الأهمية ينظم استجابة الجسم للإجهاد، وعندما يصبح هذا المحور غير منظم، يؤدي إلى زيادة خطر التعرض للسكتة الدماغية.

زيادة إفراز هرمونات التوتر 

تشرح الباحثة المشاركة في الدراسة إسمي فولر تومسون أن انفصال الوالدين في أثناء فترة الطفولة يؤدي إلى زيادة إفراز هرمونات التوتر، وفي الحقيقة إن تجربة هذا الوضع في مرحلة الطفولة قد يكون له تأثيرات دائمة على دماغ الأطفال وقدرتهم على الاستجابة للتوتر.

اضطرابات النوم 

الأشخاص الذين يعانون اضطرابات النوم معرضون لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية على نحو أكبر، وقد وجدت الدراسة البحثية أن وجود آباء مطلقين يرتبط باضطراب النوم الذي يمكن أن يستمر حتى مرحلة البلوغ، وتوضح تومسون أن هذه الدراسة تُظهر فقط ارتباطاً واضحاً بين الانفصال والسكتة الدماغية، وليس سبباً مباشراً، ما يعني أنه في حال انفصال الوالدين ليس بالضرورة أن يصاب أبناؤهم بالسكتة الدماغية.

اقرأ أيضاً: هل تعاني التوتر الزائد؟ احذر فقد تكون عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية

ما هي أهم أعراض السكتة الدماغية؟

يمكن أن يساعد تحديد أعراض السكتة الدماغية على تلقي العلاج في الوقت المناسب، وتشمل الأعراض ما يلي:

  • خدر مفاجئ أو ضعف في الوجه أو الذراع أو الساق.
  • ارتباك مفاجئ أو مواجهة صعوبة في التحدث أو صعوبة في فهم الكلام.
  • مشكلة مفاجئة في الرؤية في إحدى العينين أو كلتيهما.
  • مشكلة مفاجئة في المشي أو إحساس بالدوخة أو فقدان التوازن.
  • صداع مفاجئ وشديد دون سبب معروف.
  • الغثيان والقيء.
  • فقدان مفاجئ جزئي أو كلي لأي من الحواس، الرؤية أوالسمع أو التذوق أواللمس أوالشم.

5 إرشادات عملية للوقاية من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية

السكتة الدماغية حالة طبية طارئة تهدد الحياة، وينبغي لك ألا تحاول تشخيصها أو علاجها بنفسك، لذلك إذا كنت تعاني أعراض السكتة الدماغية أو يعانيها شخص ما معك، فيجب عليك الذهاب إلى المستشفى على الفور، لأنه كلما طال الوقت اللازم لبدء علاج السكتة الدماغية، زاد خطر التعرض لتلف الدماغ الدائم أو الوفاة، ويمكنك أن تقي نفسك خطر الإصابة بالسكتة الدماغية عبر اتباع النصائح التالية: 

حسّن نمط حياتك 

يزيد الوزن الزائد والسمنة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، لذلك حاول أن تتناول طعاماً غذائياً متوازناً، وادمج ممارسة التمارين الرياضية في روتينك اليومي، ولا تنس الحصول على قسط كافٍ من النوم، على سبيل المثال حاول أن تنام من 7 إلى 9 ساعات كل ليلة.

تجنب العادات والسلوكيات السيئة

توجد بعض السلوكيات التي تزيد خطر الإصابة بالسكتة الدماغية حاول قدر الإمكان أن تتجنبها، منها على سبيل المثال، التدخين بما في ذلك التدخين الإلكتروني وتعاطي المخدرات وإساءة استخدام الأدوية الموصوفة، وتعاطي التبغ وتناول الكحول.

اعتنِ بصحتك 

هناك العديد من الحالات الطبية ترفع احتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية، مثل السمنة، وأمراض القلب، وانقطاع التنفس في أثناء النوم، وارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري من النوع الثاني أو ارتفاع نسبة الكوليسترول؛ لذلك إذا كنت تعاني حالة واحدة أو أكثر من الحالات السابقة، فمن المهم أن تفعل كل ما بوسعك لعلاجها والتعامل معها بحذر.

اقرأ أيضاً: دماغ مهدد وقلب يستغيث:ماذا يحدث لجسمك عند الضغط النفسي؟

قلل تناول الكافيين والأملاح 

يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى الإصابة بالسكتة الدماغية، لذلك عليك أيضاً مراقبة صحتك جيداً من خلال تقليل تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية وما إلى ذلك، وكذلك الأطعمة التي تحتوي على الكثير من الملح أو الصوديوم، والتي يمكن أن تزيد ضغط الدم، والأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة، مثل الأطعمة المقلية وما إلى ذلك.

ابتعد عن مصادر القلق والتوتر

يوضح استشاري الصحة النفسية، عبد الله الزهراني، أن الاضطرابات النفسية، مثل الاكتئاب والقلق، تضغط على أعضاء الجسم بما في ذلك القلب، وتؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الكورتيزول، ويؤثر التوتر في الجهاز العصبي اللاإرادي، ويؤدي إلى تنشيط المحور الوطائي النخامي الكظري، وهذا يزيد خطر تكوين الجلطة وقد يؤدي إلى انسداد الأوعية الدموية وحدوث السكتة الدماغية، لذلك حتى تقي نفسك من الإصابة بالسكتة الدماغية حاول تخفيف حدة التوتر والقلق عبر ممارسة تمارين الاسترخاء والتأمل.

المحتوى محمي