الرجاء تفعيل الجافاسكربت في متصفحك ليعمل الموقع بشكل صحيح.

هل تعاني التوتر الزائد؟ احذر فقد تكون عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية!

4 دقيقة
السكتة الدماغية
shutterstock.com/Master1305

هل سبق لك أن شعرت بالتوتر في أثناء أداء مهامك اليومية؟ هل تتسارع دقات قلبك بقوة قبل العرض التقديمي في العمل؟ يمكن القول إن التوتر هو رد الفعل الذي يحدث لجسمك حين تواجه تحديات الحياة المختلفة، وعلى الرغم من أن الإحساس بالتوتر أمر طبيعي وقد يحدث للجميع، فإن زيادة التوتر تسهم في حدوث مضاعفات صحية خطيرة، منها على سبيل المثال، ارتفاع خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، لكن كيف يمكن أن تؤدي زيادة التوتر إلى إصابتك بالسكتة الدماغية؟ الإجابة من خلال هذا المقال.

8 علامات تخبرك بأنك تعاني التوتر

لا يجيد جهازك العصبي التمييز بين التهديدات النفسية والجسدية، ولذلك إذا كنت متوتراً جداً بسبب خلاف مع صديق، أو موعد نهائي للعمل، أو أزمة مالية، فقد يتفاعل جسمك بقوة كما لو كنت تواجه موقفاً حقيقياً يتعلق بالحياة أو الموت، إذ يُفعّل جسمك حينها استجابة المواجهة أو الهروب، ويمكن القول إن التوتر المزمن ومواجهة المواقف الصعبة مراراً وتكراراً ستجعل تلك الاستجابة تعمل طوال الوقت، ومن أهم علامات الإصابة بالتوتر:

  1. اضطرابات النوم.
  2. الشعور بالصداع.
  3. اضطرابات الجهاز الهضمي.
  4. ارتفاع ضغط الدم.
  5. الإصابة بالقلق والاكتئاب.
  6. توتر العضلات.
  7. ألم شديد في الصدر إذ تحس بأن قلبك ينقبض فجأة.
  8. الإفراط في تناول الطعام أو الإصابة باضطرابات الأكل.

ما هي السكتة الدماغية؟

تحدث السكتة الدماغية عندما ينقطع تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، إما عن طريق انسداد وعاء دموي أو انفجاره، ما قد يتسبب في موت خلايا المخ، ويمكن القول إن السكتة الدماغية من دون علاج طارئ قد تكون قاتلة أو تسبب إعاقات طويلة الأمد مثل الشلل وفقدان الذاكرة، وقد أكدت دراسة بحثية نشرتها المكتبة الوطنية الأميركية للطب (National Library of Medicine) أن السكتة الدماغية هي ثاني أكبر سبب للوفاة في العالم، وهناك نوعان رئيسيان من السكتة الدماغية، هما:

  • السكتة الدماغية الإقفارية: تحدث عندما تمنع جلطة دموية تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، وغالباً ما تحدث هذه الجلطة عندما تنكسر التراكمات الدهنية أو اللويحات وتسد الأوعية الدموية.
  • السكتة الدماغية النزفية: تحدث عندما ينكسر أحد الأوعية الدموية جزئياً أو كلياً، ما يؤدي إلى انقطاع تدفق الدم إلى جزء من المخ بسبب تسرب الدم إلى الأنسجة المحيطة.

اقرأ أيضاً: تعاني التوتر؟ هذه الوظائف هي الأنسب لك

7 علامات تؤكد الإصابة بالسكتة الدماغية

تحدث السكتة الدماغية عندما لا يحصل جزء من الدماغ على الدم والمغذيات التي يحتاج إليها، ويمكن أن تسبب السكتة الدماغية أعراضاً مختلفة، منها على سبيل المثال:

  1. الشعور بالصداع الشديد المفاجئ دون سبب معروف.
  2. خدر أو ضعف في الوجه أو الذراع أو الساقين.
  3. فقدان التوازن ومواجهة مشاكل في المشي.
  4. مشاكل في الرؤية بإحدى العينين أو كلتيهما.
  5. الإحساس بالغثيان والقيء.
  6. تيبس الرقبة.
  7. فقدان مفاجئ، إما جزئي وإما كلي، لحاسة واحدة أو أكثر.

كيف يمكن أن تؤدي زيادة التوتر إلى إصابتك بالسكتة الدماغية؟

تؤكد طبيبة الأعصاب، إيرين كاتزان (Irene Katzan)، أن زيادة التوتر ترفع خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، وهذا يحدث نتيجة:

1. تأثير التوتر على الجهاز العصبي

يؤدي الجهاز العصبي اللاإرادي دوراً مباشراً في الاستجابة الجسدية للتوتر، وينقسم إلى الجهاز العصبي الودي (Sympathetic nervous system) والجهاز العصبي نظير الودي (Parasympathetic nervous system)، وعندما تواجه موقفاً صعباً، يدخل جسمك في وضع القتال أو الهروب أو التجمد، هذه الأوضاع هي رد فعل فيزيولوجي تلقائي لموقف ينظر إليه الجسم على أنه مرهِق أو صعب، وفي أثناء وقوع هذا الموقف، يحول الجسم موارده من الطاقة نحو محاربة العامل المسبب للتوتر، أو الهروب منه، أو التجمد.

ويرسل الجهاز العصبي الودي إشارات إلى الغدد الكظرية لإطلاق هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول. وتسبب هذه الهرمونات تسارع معدل ضربات القلب، وارتفاع معدل التنفس، وتمدد الأوعية الدموية في الذراعين والساقين، وتغير عملية الهضم، وزيادة مستويات السكر في مجرى الدم، ويمكن أن يؤدي التوتر المزمن إلى استنزاف طويل الأمد للجسم، علاوة على ذلك، يؤدي تنشيط محور ما تحت المهاد والغدة النخامية والغدة الكظرية الناجم عن التوتر إلى تخثر الدم، وهذا يزيد خطر تكوين الجلطة؛ ما قد يساعد على انسداد الأوعية الدموية وحدوث السكتة الدماغية.

2. تأثير التوتر في القلب

يؤدي التوتر المزمن إلى زيادة معدل ضربات القلب، كما يؤثر في صحة الأوعية الدموية، ومستويات الكوليسترول في الدم، علاوة على رفع ضغط الدم؛ وتؤدي هذه التأثيرات إلى تصلب الشرايين. وإذا حدث ذلك، لا يمكن للدم الوصول إلى خلايا الدماغ، ومن دون الدم، تموت خلايا الدماغ، هذا ما يسبب السكتة الدماغية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الأشخاص الذين يعانون التوتر أكثر عرضة للجوء إلى سلوكيات التكيف غير الصحية، مثل تعاطي المخدرات والكحول أو التدخين، وجميعها سلوكيات تزيد خطر الإصابة بالسكتة الدماغية أيضاً.

اقرأ أيضاً: دماغ مهدد وقلب يستغيث: ماذا يحدث لجسمك عند الضغط النفسي؟

كيف تخفف حدة التوتر وتقي نفسك السكتات الدماغية؟

قد يساعد خفض مستويات التوتر لديك على تقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، وحتى تفعل ذلك الأمر، حاول اتباع النصائح التالية:

1. مارس التمارين الرياضية بانتظام

يٌفضّل أن تمارس التمارين الرياضية بانتظام مدة 20 دقيقة على الأقل في اليوم، وإذا كنت تعاني ضيق الوقت بسبب مواعيد العمل، يمكنك ممارسة التمارين السريعة في البيت مثل التمدد، أو الخروج للمشي في الهواء الطلق أو الركض، ويمكن القول إن ممارسة الرياضة تساعد على إطلاق هرمون الإندورفين ما يساعد على تحسين مزاجك، علاوة على أنها تخفض مستوى هرمونات التوتر مثل الكورتيزول.

2. تعلّم تقنيات الاسترخاء

دعني أخبرك بحقيقة واقعية للغاية، لن ينتهي التوتر من حياتك، سيظل موجوداً ما دمت على قيد الحياة، ولذلك لا تنتظر منه أن يختفي تماماً في أحد الأيام، لكن عوضاً عن ذلك، تعلم كيفية التحكم في مدى تأثيره فيك، على سبيل المثال، هناك بعض تقنيات الاسترخاء التي يمكن أن تساعدك على تقليل مستوى التوتر، مثل تمارين اليوغا والتنفس العميق والتأمل؛ إذا مارستها بانتظام ستحس بالهدوء والسكينة.

3. مارس اليقظة الذهنية

تعني اليقظة الذهنية ممارسة الحضور الكامل في أثناء إنجاز أحد الأنشطة، بدلاً من الانجراف بعيداً تجاه الأفكار السلبية أو الذكريات أو المخاوف، وهذا يتضمن الوعي بأفكارك وعواطفك وتنفسك وأحاسيسك الجسدية وتجاربك الحسية وسلوكياتك ومحيطك. على سبيل المثال، عندما تشرب كوباً من الشاي، ركّز على الاستمتاع بالشاي والوعي الكامل بجسدك وتجربتك النفسية.

وحين تمارس اليقظة الذهنية، حاول أن تكون بعيداً عن الشاشات؛ لأنها ستشتت انتباهك ولن تسمح لك بالتركيز على نشاطك الحالي، وفي هذا السياق، يوضح الطبيب النفسي، إبراهيم حمدي، أن الانقطاع عن التكنولوجيا يخفف حدة التوتر، ويحسّن جودة النوم، ويعزز التركيز والعلاقات الاجتماعية.

4. كن لطيفاً مع نفسك

أحياناً، تصبح الحياة مزدحمة للغاية نتيجة الأدوار المختلفة التي تؤديها على مدار يومك، فأنت تعمل بداوم كامل، وقد تكون أباً -أو أمّاً- ولديك أصدقاء تود أن تكون بالقرب منهم من أجل دعمهم؛ ولهذا قد يكون التوفيق بين كل تلك الأدوار والمهام مرهقاً للغاية. وفي بعض الأوقات قد تحتاج إلى التوقف والاستراحة والاعتراف لنفسك بأنك تبذل قصارى جهدك، لذلك حاول أن تكون لطيفاً مع نفسك، ولا تضع لها توقعات مرتفعة حتى لا تحس بالتوتر، وحاول من وقت إلى آخر أن تفعل شيئاً لنفسك، مثل أن تمارس هواية أو تخرج لمقابلة الأصدقاء، ولا تنس ممارسة أنشطة الرعاية الذاتية ومنها أن تأخذ حماماً دافئاً قبل النوم أو أن تقرأ في كتابك المفضل.

المحتوى محمي