ماذا نعني بالتشخيص المزدوج؟

يُعرف التشخيص المزدوج أيضاً باسم الاضطراب المتزامن، وهو يشير إلى الحالة التي يعاني فيها الشخص اضطراباً نفسياً واضطراب تعاطي المخدرات في الوقت نفسه، وكل حالة يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الأخرى، ما يجعل التشخيص والعلاج عمليتين معقدتين جداً، وتؤكد أستاذة الطب النفسي في جامعة ييل (Yale School of Medicine)، دانا كافالو (Dana Cavallo)، أن أحد الأمثلة على التشخيص المزدوج هو وجود اضطراب تعاطي المواد المخدرة مع اضطراب القلق، وإليكم أعراض التشخيص المزدوج وطرائق العلاج الممكنة عبر هذا المقال.

8 أعراض تؤكد التشخيص المزدوج

يمكن القول إن أعراض التشخيص المزدوج تتضمن أعراض اضطراب تعاطي المخدرات وأعراض الاضطراب النفسي معاً، وقد تختلف الأعراض على نطاق واسع لأن هناك العديد من التركيبات المختلفة للتشخيص المزدوج، وعادة ما تشمل أعراض اضطراب تعاطي المخدرات إلى جانب الاضطراب النفسي على:

1. السلوك المحفوف بالمخاطر مثل القيادة والسباحة الخطِرة.
2. تغيرات مفاجئة في الشخصية أو السلوك.
3. العزلة والابتعاد عن الأصدقاء والعائلة والأنشطة المفضلة.
4. الرغبة الشديدة في تناول المواد المخدرة.
5. عدم القدرة على التركيز أو العمل أو الدراسة.
6. تغيرات شديدة في الحالة المزاجية.
7. الأفكار الانتحارية.
8. تجنب اللقاءات الاجتماعية.

من يأتي أولاً: اضطراب تعاطي المخدرات أم الاضطراب النفسي؟

إن اضطراب تعاطي المخدرات واضطرابات الصحة النفسية، مثل الاكتئاب والقلق، مرتبطان ارتباطاً وثيقاً، وعلى الرغم من أن أحدهما لا يسبب الآخر بالضرورة على نحو مباشر، فإن تعاطي المواد المخدرة مثل الماريغوانا يمكن أن يؤدي إلى ردود فعل ذهانية طويلة، في حين يؤدي الإدمان على تناول الكحول إلى تفاقم أعراض القلق والاكتئاب.

علاوة على ذلك، قد يسيء الأشخاص المصابون بالاضطرابات النفسية استخدام المواد المخدرة، وذلك من أجل تخفيف أعراض الاضطراب النفسي أو من أجل التعامل مع المشاعر الصعبة التي قد تصاحب الاكتئاب مثل الحزن، كما يمكن أن يتفاعل تعاطي الكحول أو المخدرات أيضاً مع الأدوية النفسية مثل مضادات الاكتئاب وأدوية القلق ومثبتات المزاج، ما يجعلها أقل فعالية في إدارة الأعراض وتؤخر التعافي.

اقرأ أيضاً: مراحل علاج الإدمان على المخدرات أربع: تعرف إليها

هذه أشهر الاضطرابات النفسية التي تصاحب اضطراب تعاطي المخدرات 

لاضطراب تعاطي المخدرات واضطرابات الصحة النفسية عوامل خطر مشتركة ترفع نسبة الإصابة بها، مثل الإجهاد والتعرض لصدمات الطفولة وأحداث الحياة الصعبة، كما تؤدي العوامل الوراثية أيضاً دوراً مهماً، حيث تنتشر حالات التشخيص المزدوج داخل العائلات، أما بالنسبة لأشهر الاضطرابات النفسية التي تصاحب اضطراب تعاطي المخدرات فهي:

1. اضطراب نقص الانتباه وتشتت الحركة (ADHD).
2. اضطراب ثنائي القطب.
3. اضطراب الشخصية الحدية (BPD).
4. الاكتئاب.
5. اضطراب القلق العام (GAD).
6. اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
7. الفصام.

كيف يمكن علاج حالات التشخيص المزدوج؟

أفضل علاج للتشخيص المزدوج أو الاضطرابات المتزامنة هو نهج متكامل يرتكز على علاج مشكلة تعاطي المخدرات والاضطراب النفسي في وقت واحد، وسواء كانت مشكلة الاضطراب النفسي أم تعاطي المخدرات أولاً، فإن التعافي على المدى الطويل يستند إلى الحصول على العلاج لكلا الاضطرابين من قبل الطبيب النفسي، وقد تشمل خطة العلاج:

1. إزالة السموم 

تتضمن الخطوة الأولى، والتي قد تشكل عقبة كبيرة، التوقف عن استخدام المواد المخدرة وطردها من الجسم، وغالباً ما تكون عملية إزالة السموم في مستشفى داخلي، بعد ذلك يخضع المريض لرقابة مقدم الرعاية الصحية على مدار 24 ساعة في اليوم مدة تصل إلى أسبوع، وذلك من أجل المساعدة على الإقلاع عن الإدمان والتعامل مع أعراض الانسحاب.

2. العلاج الدوائي 

تساعد الأدوية على تقليل الرغبة الشديدة في تعاطي المخدرات والكحول، إضافة إلى المساعدة على تخفيف أعراض الاضطراب النفسية، كما يمكن أن تقلل الأدوية أعراض الانسحاب.

3. العلاج النفسي 

غالباً ما يكون العلاج النفسي جزءاً رئيسياً من خطة العلاج المتكامل، وعادة ما يرتكز على:

• العلاج المعرفي السلوكي (CBT): والذي يعلّم الأشخاص المصابين كيفية التعامل مع أنماط التفكير غير الفعّالة من أجل تغييرها.
• العلاج السلوكي الجدلي (DBT): يمكن أن يقلل العلاج السلوكي الجدلي سلوكيات إيذاء النفس، والتي تشمل تعاطي المخدرات والأفكار الانتحارية.

4. مجموعات الدعم 

قد يكون التعامل مع التشخيص المزدوج أمراً صعباً، ولهذا توفر مجموعات الدعم وسيلة للأشخاص المصابين من أجل مشاركة النصائح والاحتفال بالنجاحات الصغيرة والتنفيس عن الشعور بالإحباط وتقديم المساعدة؛ وهي أمور حيوية من أجل التعافي على المدى الطويل.