ملخص: ربّما سمعت من قبل باضطراب التشوه الجسدي، الذي يشوه نظرتك إلى جسمك، لكن هل تعلم أن هناك اضطراباً يشوه إدراكك لوضعك المالي؟ هذا ما يسميه خبراء الرفاهية المالية "اضطراب تشوه الوضع المالي". إذا كنت تشعر بالندم على أقل نفقاتك أو تتحقق باستمرار من حسابك البنكي فقد تكون معنياً به. إنه حالة نفسية لا يرى فيها الفرد وضعه المالي بوضوح، وقد يدفعه ذلك إلى التعامل مع المال من منظور مشوه. هناك عدة عوامل تؤدي إلى اضطراب تشوه الوضع المالي، مثل الحرص على الكمال والاكتئاب والقلق ونقص تقدير الذات، بالإضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي. وهناك 8 علامات تكشف هذا الاضطراب: 1) الخوف الدائم من عدم توفر المال الكافي. 2) العجز عن اتخاذ القرارات المالية. 3) التهرب من الإنفاق. 4) مقارنة وضعك المالي بأوضاع الآخرين. 5) تجنّب النقاش حول القضايا المالية بسبب القلق. 6) الشعور بالذنب بعد الإنفاق. 7) الشعور بالحاجة إلى كسب المزيد من المال. 8) شراء منتجات باهظة الثمن من أجل الشعور بالسعادة.
يولّد رهاب أو اضطراب التشوه الجسدي نظرة مشوهة إلى الجسم. فهل من الممكن أن يحمل المرء نظرة مشوهة أيضاً عن وضعه المالي؟
إذا كنت تعتقد أنك غير معني شخصياً برهاب أو اضطراب التشوه الجسدي، فمن المحتمل أنك صادفت من قبل شخصاً يعاني هذه المشكلة، ولا يرى صورة جسده على حقيقتها. يصاب بعض الأشخاص بعقدة تجاه إحدى سماتهم الجسدية، ويسيطر عليهم هوس حقيقي بهذا الجزء من أجسادهم، على الرغم من أنه يبدو طبيعياً جداً. وسبب هذه المشكلة هو أن هؤلاء الأشخاص يحملون نظرة مشوهة عن أنفسهم.
يبدو أننا قد نحمل أيضاً تصوراً مشوهاً عن أوضاعنا المالية. وهذا ما نسميه "اضطراب تشوه الوضع المالي". وفقاً لاستقصاء أجرته شركة كريديت كارما المالية (Credit Karma) في الولايات المتحدة الأميركية فإن هذه المشكلة ليست ظاهرة محدودة. فهي تمسّ ثلث الأميركيين، وتتعلق على وجه التحديد بنحو 43% من أبناء الجيل زد، و41% من أبناء جيل الألفية.
ما هو اضطراب تشوه الوضع المالي؟
هل تندم حتّى على أقل نفقاتك؟ هل تتحقق باستمرار من حسابك البنكي؟ هل تخشى دائماً الافتقار إلى المال؟ ليس المقصود هنا أنك بخيل، بل قد تكون مصاباً باضطراب تشوه الوضع المالي. تقول المعالجة المختصة في القضايا المالية جويس مارتر (Joyce Marter) في تصريح لموقع توداي (Today): "اضطراب تشوه الوضع المالي حالة نفسية لا يرى فيها الفرد وضعه المالي بوضوح ودقة، فعلى غرار اضطراب التشوه الجسدي، هناك أيضاً إدراك مشوه لكيفية رؤية المرء لنفسه مقارنة بما يراه الآخرون، ومقارنةً بالواقع أيضاً".
قد يدفع اضطراب تشوه الوضع المالي الفرد إلى التعامل مع المال من منظور مشوه، أو الانشغال الزائد بشأن وضعه المالي. وقد يؤدي ذلك إلى شعوره بالقلق والتوتر وعدم الرضا حتّى لو كان وضعه المالي مستقراً، وفقاً لما صرحت به خبيرة الرفاهية المالية داشا كينيدي (Dasha Kennedy) لموقع توداي. وترى المعالجة المختصة في المشكلات المالية ليندساي برايان بودفين (Lindsay Bryan-Podvin) في تصريح لموقع فيري ويل مايند(Very Well Mind) أن هناك عدة عوامل تؤدي إلى اضطراب تشوه الوضع المالي، مثل الحرص على الكمال والاكتئاب والقلق ونقص تقدير الذات، بالإضافة إلى دور مواقع التواصل الاجتماعي. توضح المعالجة ذلك قائلة: "لقد أصبحنا مطلعين أكثر من أيّ وقت مضى على طريقة إنفاق الآخرين أموالهم، أصبحنا نرى في إنستغرام المطاعم الفاخرة التي يزورونها، ونتابع في تيك توك الأماكن البعيدة التي يسافرون إليها، ونشاهد في فيسبوك السيارات الجديدة التي يشترونها". إن هذه المواقع واجهة تولّد لدى المرء شعوراً بالتخلف المالي مقارنة بالآخرين، وإحساساً متزايداً بالحرمان أو الرغبة في مسايرة هذا المستوى المعيشي.
علامات اضطراب تشوه الوضع المالي
قد يؤدي هذا الاضطراب إلى توتر دائم وعلاقة غير صحية مع المال، لذا؛ من الضروري أن تتمكن من كشف علاماته المحتملة، سواء في سلوكك أم لدى الآخرين. تقول المختصة في علم النفس سمريتي جوشي (Smriti Joshi) لموقع فيري ويل مايند: "في أحسن الأحوال قد يؤدي هذا الاضطراب إلى توتر لا داعي له تجاه الوضع المالي، وفي أسوأ الأحوال قد يدفع بعض الأشخاص إلى الإفلاس بسبب التبذير".
قد يظهر اضطراب تشوه الوضع المالي من خلال أعراض تختلف من شخص إلى آخر، لكن هناك علامات تساعدك على كشفه:
- الخوف الدائم من عدم توفر المال الكافي حتّى لو كان وضعك المالي مستقراً.
- الهوس بالنفقات الصغيرة، والعجز عن اتخاذ القرارات المالية.
- التجنّب التام للإنفاق.
- مقارنة وضعك المالي بأوضاع الآخرين، وهو ما قد يولد شعوراً بالنقص وعدم التكافؤ.
- تجنّب النقاش حول القضايا المالية بسبب الخوف والقلق.
- الشعور بالذنب أو العار بعد إنفاق المال (حتّى لو كان الإنفاق على الضروريات).
- الشعور بالحاجة إلى كسب المزيد من المال، حتّى بعد تحقيق الاستقلالية المالية.
- شراء منتجات مكلفة وباهظة الثمن من أجل الشعور بالسعادة والتكافؤ مع الآخرين.
اقرأ أيضاً: هل ضعف الشخصية سمة فردية أم اضطراب نفسي؟ وكيف تتخلص منه؟