كيف تتخطى أسلوب والديك المستبد في التربية وتتعامل معهما بحكمة؟

8 دقيقة
الآباء المستبدين
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

التهذيب وحسْن السلوك واتباع التعليمات الدقيقة والالتزام بالمعايير؛ لكن مع سلوك عدواني وصعوبات اجتماعية وتردد في اتخاذ القرارات؛ هي بعضٌ من الصفات التي كثيراً ما يظهِرها الأشخاص الذين تربّوا في كنف عائلة مسيطِرة. فللتربية المسيطِرة إذاً تأثيرٌ كبير في الصحة النفسية، لذا سنوضِّح في هذا المقال ما يميّز أسلوب التربية هذا، وتأثيراته، وكيف يمكن للإنسان أن يتعامل مع الآباء المستبدين دون أن يؤذي مشاعرهم.

اقرأ أيضاً: نفور الوالدين: الحاجة إلى الاحتماء من المضلّلين

بماذا يتميز أسلوب التربية المسيطِرة؟

تُسمى أيضاً التربية الاستبدادية؛ وذلك لأن الآباء يتحكّمون بكل ما يخص الأبناء دون احترام لحدودهم أو السماح له بالتعبير عن أنفسهم. فتراهم يتخذون القرارات جميعها، مثل المهنة أو التخصص الدراسي أو اختيار الأصدقاء أو حتى وجبات الطعام، ويتدخلون، في مراحل لاحقة، في العلاقات العاطفية أو الزوجية ضد إرادة الأبناء ويتعدّون على خصوصيتهم.

عموماً، يتسم هذا الأسلوب بالصرامة؛ حيث يفرض الآباء، أحدهما أو كلاهما، مجموعة صارمة من القواعد والتوقعات العالية، سواء أكاديمية أو سلوكية أو اجتماعية، دون تفسير، ويتوقعون من الأطفال الامتثال لها دون نقاش أو حوار أو تفاوض. ويعطي الآباء في هذا النمط الأولوية للطاعة العمياء، وغالباً ما يستخدمون العقاب أداة أساسية لتنظيم سلوك أطفالهم.

وقد يكون العقاب صريحاً ومباشراً؛ مثل الضرب أو الصراخ أو التهديد أو الترهيب أو تقييد الحركة، أو قد يكون خفيّاً وغير مباشر؛ مثل التلاعب أو التأنيب بإثارة الشعور بالذنب أو اللوم أو التشهير أو تقمّص دور الضحية وما إلى ذلك. وبالطبع، لا يمكن إنكار أهمية القواعد والحدود في تربية الأطفال؛ لكن الأبوة الاستبدادية عقابية للغاية، وقد تفتقر إلى الدفء والحب غير المشروط والرعاية التي يحتاجها الأبناء أيضاً.

على سبيل المثال، تقول الأم للطفل: "اذهب ونظِّف غرفتك"، فإذا سأل الطفل: "لماذا؟"، تجيب الأم: "لأني قلت ذلك" أو "نفِّذ ولا تناقِش" أو ما يشابهها. وهكذا بالنسبة لمختلف جوانب الحياة. وإذا قال الأب للابن: "لا تدخِّن"، وردّ الابن: "ولكنك تدخِّن يا أبي"، فيقول الأب: "لا تجادلني وافعل ما آمرك به وليس ما أفعله أنا".

وعلى الرغم من أن الوالديَن قادران على تلبية احتياجات الأبناء الأساسية من طعام ومأوى وملبس؛ لكنهما نادراً ما يقدّمان الدعم العاطفي والاحترام والاهتمام والدفء للأبناء. علاوة على أن الحب والعاطفة تكونان مشروطتيَن. على سبيل المثال، "أحبك إن نظفت غرفتك"، "أحبك إن كنت مطيعاً"، "سأقطع عنك المصروف إن لم تطعني"، وهكذا.

والجدير بالذكر مثلما يوضح استشاري العلاقات الأسرية جاسم المطوع، أن الآباء قد يستغلون مفهوم برّ الوالدين لتحقيق مصالحهم الشخصية، وهُم في هذا الحال يمارسون نوعاً من أنواع ظلم الآباء للأبناء.

اقرأ أيضاً: الاغتراب الأبوي: هل يمكن لأحد الوالدين التلاعب بطفله نفسياً؟

كيف يؤثِّر أسلوب التربية المسيطِر في الأبناء؟

غالباً ما يكون الأبناء الذين تربّوا في كنف عائلات مسيطرة مهذبين ومنضبطين، وقد يتفوّقون في اتباع التعليمات الدقيقة والالتزام بالمعايير؛ لكنهم قد يعانوا العديد من التحديات العاطفية والسلوكية والنفسية التي قد تستمر حتى مراحل متقدمة من الحياة، مثل:

  • السلوك العدواني: مع التسلط والسيطرة وغياب المساحة الآمنة للتعبير عن المشاعر وفقدان التوجيه الصحيح حول كيفية إدارة المشاعر، فلا عجب أن يعاني الشخص الغضب المكبوت أو غير المنضبط الذي قد يتجلى عبر مشكلات سلوكية مختلفة أو صراعات مستمرة مع الآخرين.
  • الخجل والصعوبات الاجتماعية: يكبر هؤلاء الأشخاص في بيئة لا تقدَّر فيها آرائهم ومشاعرهم، ما يصعّب التواصل الاجتماعي ويزيد الميل نحو الانعزال. كما قد يواجهون مشكلات في تكوين علاقات صحية، فإما أن يبالغوا في إرضاء الآخرين على حساب احتياجاتهم الشخصية وإما أن يغدوا مسيطرين ومتسلطين.
  • انعدام الثقة والأمان في العلاقات العاطفية: ربما يعتقد الشخص نتيجة تحكم أبويه فيه، أن الحب يأتي مع شروط دائماً، وقد يقلق من أن شريكه أو الآخرين سيحاولون السيطرة عليه أو التلاعب به، ما يؤدي إلى فقدان الشعور بالأمان ومشكلات في الثقة والإلفة.
  • تدني تقدير الذات: قد يثير كلٌ من الانتقاد والعقاب والتدخل في خيارات الطفل وتفاصيل حياته شعوراً بأنه ليس جيداً بما يكفي، وأن أفكاره ومشاعره غير مهمة، ما يؤدي بمرور الوقت إلى تآكل ثقته بنفسه والشك في قدراته وقيمته.
  • التمرد: في حين أن التربية الصارمة قد تنجح في أثناء الطفولة، فإن الأبناء، ومع تقدمهم في العمر، قد يتمردون كرد فعل على السيطرة التي شعروا بها في أثناء نشأتهم، وقد يتجلى هذا التمرد بطرائق مختلفة، مثل التحدي أو المخاطرة أو تبني المواقف السلبية تجاه الشخصيات التي تتمتع بسلطة ما.
  • ضعف مهارات اتخاذ القرار وتحقيق الاستقلالية: الأبناء الذين لا يُسمح لهم باتخاذ خياراتهم بأنفسهم لا يتعلمون مهارات التفكير النقدي، فيعانون التردد والخوف من اتخاذ قرارات مستقلة.
  • الاعتمادية: من المرجح أن يصبح الشخص معتمداً بدرجة كبيرة على الآخرين للحصول على التوجيه؛ فهو لا يشعر بالوضوح بشأن معتقداته وأهدافه ورغباته؛ إذ لم ينل المساحة الكافية لاستكشافها.
  • النزعة إلى الكمالية: قد يسعى الأفراد الذين تربوا تربية استبدادية نحو بلوغ الكمال، وذلك بسبب حساسيتهم الكبيرة لارتكاب الأخطاء وخوفهم من ارتكابها.
  • القلق: لربما يؤدي الضغط الكبير لتلبية التوقعات العالية والخوف من الفشل أو إثارة خيبة أمل الوالدين إلى الشعور بالقلق والتوتر وغيرهما من المشكلات النفسية.

اقرأ أيضاً: تربية الأبناء بعد الانفصال وضمن عائلة مختلطة: مهمة صعبة تنتظر الوالدين

10 نصائح تساعدك على تخطي هذا الأسلوب والتعامل مع الأهل المسيطرين

يمتد تأثير التربية المسيطرة إلى ما هو أبعد من مرحلة الطفولة، فالوالديَن الذين يقوّضون استقلاليتك، ويفرضون عليك خياراتهما، ويطالبونك بالطاعة لا لشيء إلا لأنهما والداك، يؤثران كما رأينا في ثقتك بنفسك وقدرتك على أن تكون على طبيعتك، وقد يمتد هذا التأثير إلى كيفية تعاملك مع المشكلات اليومية واتخاذ القرارات. فما الحل إذاً؟ إليك ما يمكنك فعله:

1. أعِد اكتشاف نفسك واعترف بالمشكلة

في البداية، عليك أن تعترف بوجود خطب في علاقتك مع والديك، لأنك ستبدأ حينها في إدراك كيف تؤثِّر سلوكياتهما في رفاهيتك العاطفية. على سبيل المثال، قد تلاحظ أنك تشعر بالتوتر في أثناء التجمعات العائلية، أو بالقلق حين يهاتفك أحدهما؛ ما يشير إلى كمّ العبء العاطفي الذي تشعر به.

وبالطبع، عملية الاعتراف هذه بالغة الأهمية لأنها تثبت صحة تجربتك، وتؤكد أن مشاعرك حقيقية وذات أساس، وهي تسمح لك بالانتقال من محاولة تغيير والديك إلى محاولة فهم احتياجاتك وحدودك الخاصة والتركيز على التحكم باستجابتك مستقبلاً.

ثانياً، من المهم جداً أن تعترف بمشاعرك أياً كانت وأن تسمح لنفسك بالإحساس بها دون إصدار أحكام أو انتقاد، فمواجهة المشاعر ومعالجتها أمر بالغ الأهمية لبناء المرونة العاطفية والنفسية، أما عندما تتجنب المشاعر السلبية، فإنك تفوّت الفرص اللازمة لتعلم مهارات التأقلم وتطوير القوة العاطفية اللازمة للتعامل مع التحديات، ما قد يجعلك أكثر عرضة للضغوط المستقبلية. ستجد في هذا المقال ما تحتاج معرفته عن التعامل مع المشاعر السلبية.

وعليك أيضاً أن تعيد اكتشاف حقيقتك، أي أن تحدِّد قيمك وشغفك وأهدافك، وأن تمعن التفكير فيما جعلك سعيداً فعلاً عندما كنت طفلاً قبل أن توجَّه بمناحي مختلفة. ستجد في هذا المقال كل ما تود معرفته عن كيفية اكتشاف نفسك ودعمها وتشجيعها.

2. وضِّح حدودك والتزم بها

الحدود ضرورية لحماية صحتك العاطفية والنفسية، لذا حدِّد السلوكيات التي تراها مقبولة وتلك غير المقبولة، ووضحها لوالديك، وكُن مستعداً لفرض العواقب ما لم تُحترم حدودك.

على سبيل المثال، إذا كان والدك ينتقد مسارك المهني كثيراً أو يقدم لك نصائح غير مرغوب فيها بشأن علاقتك العاطفية أو الزوجية، فيمكنك أن تقول، "أقدّر رأيك، لكنني بحاجة إلى اتخاذ القرارات بشأن حياتي بنفسي. سأطلب النصيحة عندما أحتاج إليها، لكنني سأكون ممتناً إذا توقفت عن مناقشة حياتي المهنية (أو علاقتي) ما لم أطرحها".

وإذا استمر في تقديم النصائح غير المرغوب فيها على الرغم من توضيحك، فقد تتابع الأمر بتغيير الموضوع أو إنهاء المحادثة بأدب، وذلك في كل مرة يتجاوز فيها حدودك. من المهم أن تدرك أن وضع الحدود لا يهدف إلى تغيير والديك؛ إنما إلى حماية صحتك العاطفية والحفاظ على تفاعل محترم.

تذكّر عندما تعبّر عن مشاعرك واحتياجاتك أن تستخدم ضمير المتكلم "أنا" بدلاً من "أنت"، لضمان تواصل صحي ومثمر، بعيداً عن إلقاء اللوم عليهما أو استثارة موقف دفاعي عندهما. على سبيل المثال، قل "أشعر بالأذى عندما ترفضان آرائي" ولا تقل "أنتما لا تستمعان إلي أبداً".

اقرأ أيضاً: هل يجب أن تأخذ بآراء أطفالك حول طريقة تربيتك؟ وكيف تستفيد منها؟

3. سامح والديك وتقبّل أنك لا تستطيع تغييرهما

مهما وضعت من حدود، فقد لا يغيّر الآباء من سلوكياتهم شيء. وهنا قد يكون من المفيد أن تفكّر فيما دفعهما إلى هذه السلوكيات، فقد يكون والدك، أحدهما أو كلاهما، قد تربّى تربية استبدادية هو نفسه، أو أنه يتمتع ببعض سمات الشخصية التي تجعله أقل تعاطفاً أو أكثر عدائية، أو يتمتع بدرجة عالية من العصابية؛ وهي سمة شخصية تتميز بالميل نحو الشعور بالقلق والشك والاكتئاب وغيرها من المشاعر السلبية، أو ربما تكون هذه السلوكيات طريقته للتأقلم مع قلقه ورغبته في تحقيق الأفضل لك.

لذا سامِح والديك على أي أخطاء ارتكباها وسامِح نفسك أيضاً على ما بدر منك من رد فعل تجاه تلك الأخطاء. ضع في اعتبارك أن الغفران لا يتعلق بالشخص الآخر؛ إنما هو مهم لسلامتك العاطفية، فعندما تسامح والديك المتسلطين، فأنت تختار التخلي عن الغضب الذي تشعر به؛ لكن هذا لا يعني أنك تعذر ما تعتبره غير مقبول. يمكنك تنفيذ هذه الخطوة عن طريق كتابة رسالة إلى والديك تشرح فيها بصدق مشاعرك وأفكارك حول كل ما حدث في الماضي أو لا زال يحدث، لكن لا ترسل هذه الرسالة.

وعليك أيضاً تقبُّل بأنهما قد لا يغيران السلوكيات الراسخة بعمق حتى لو كانت تلك السلوكيات تمثّل تحدياً بالنسبة لك، لذا وبدلاً من أن تتأمل حدوث تحوّل كبير، ركز على إدارة ردود فعلك، ما يساعدك على تجنِّب خيبة الأمل والإحباط المستمرين.

4. أعِد صياغة الأفكار السلبية

قد تغرس سيطرة الوالدين وتسلطهما فيك الشك في الذات أو الشعور بعدم الكفاءة، لذا لا بُد، بعد إدراك هذه الحقيقة، أن تتحدى هذه الأفكار السلبية وتبدّلها بوجهات نظر أكثر توازناً وموضوعية. على سبيل المثال، بدلاً من التفكير في أنك مخطئ قطعاً لأن والديك لا يتفقان معك، ذكّر نفسك بأن اختلاف الآراء أمر صحيح وصحي، حتى لو كان مع الوالدين.

تذكّر أن تتعاطف مع نفسك وألا تحملها وزراً لم ترتكبه، فأنت لست مسؤولاً عن مشاعر والديك فقط لأنك تختار ما يناسبك من الحياة. ستشعر بعدما تتخلى عن هذه المسؤولية كما لو أن حِملاً ثقيلاً أُزيل عن كاهلك، لأن قبول حقيقة أن بعض الأشخاص قد لا يوافقون على اختياراتك في الحياة، حتى لو كانا والديك، سيكسِبك منظوراً مختلفاً كلياً للمواقف.

5. ابنِ شبكة دعم خاصة بك

عندما يكون الوالدان مسيطرين، فإن إيجاد علاقات داعمة في مكان آخر أمر ضروري، فقد يساعدك نظام الدعم القوي على تقليل الشعور بالعزلة وتعزيز ثقتك بنفسك ونيل التوجيه والنصائح الفعالة عندما تحتاجهما. لذا، قوِّ علاقاتك بالأصدقاء الموثوقين وأفراد العائلة الذين يستمعون إلى مشاعرك ويحترمونها، أو فكّر في الانضمام إلى مجموعات الدعم من الأشخاص الذين يمتلكون تجارب مماثلة، أو الجأ إلى العلاج النفسي المتخصص الذي سيوجهك بشأن التعامل مع ديناميكيات الأسرة وبناء احترامك لذاتك.

اقرأ أيضاً: 6 إرشادات عملية لتنجح في التعامل مع والدين مستبدين

6. أعطِ الأولوية للعناية بالذات

قد يكون التعامل مع الآباء المسيطرين مرهقاً عاطفياً، لذا فإن إعطاء الأولوية لرعاية الذات والاهتمام بها أمر ضروري. ومن المعلوم أن ممارسة الأنشطة التي تجلب لك السعادة والاسترخاء بانتظام، مثل ممارسة الرياضة أو التأمل أو ممارسة الهوايات أو قضاء الوقت مع الأشخاص الإيجابيين، ستساعدك على بناء المرونة النفسية التي ستحتاجها مستقبلاً.

7. خطِّط للتعامل مع المواقف المستفزة

من المفيد أن تتوقع التفاعلات التي قد تسبب لك التوتر وأن تخطط لكيفية التعامل معها. على سبيل المثال، تدرَّب على الردود الهادئة أو طرق تغيير الموضوع قبل اجتماع عائلي تتوقع فيه تلقي انتقادات، ما قد يساعدك في الحفاظ على هدوئك في أثناء المحادثات المثيرة للجدل.

8. جد مساحة خاصة لمعالجة مشاعرك

لا يعني ذلك قطع علاقتك بوالديك، لا على الإطلاق؛ إنما تخصيص بعض الوقت اللازم لفهم مشاعرك ومعالجتها بعيداً عن تأثير والديك المتحكمين. قد يتضمن ذلك الحدّ من الوقت الذي تقضيه معهما، أو الابتعاد عن المحادثات التي تشعر أنها مرهِقة، أو أخذ استراحة بعد تفاعل مزعج.

على سبيل المثال، إذا شعرت بالإحباط أو الاستنزاف العاطفي بعد زيارتهما أو بعد خوض جدال ما، فانخرط في نشاط يساعدك على الاسترخاء واستعادة التوازن، مثل الذهاب في نزهة في الطبيعة أو ممارسة اليقظة أو تدوين أفكارك أو التحدث مع صديق. توفر هذه الأنشطة فرصة لتخفيف الضغط والتفكير في التأثير العاطفي لما حدث، ومعرفة ما تحتاجه لتحقيق التوازن.

9. اختر معاركك بحكمة

ثمة بيت شعر يقول "بعض المعارك في خُسرانها شرفٌ". في الواقع، من المرهق أن تجادل بشأن كل انتقاد أو طلب يصدر عن والديك أو تتفاعل مع كل تعليق أو سلوك يصدر عنهما، لذا ركّز على القضايا المهمة حقاً. على سبيل المثال، قد تدافع عن خياراتك المهنية أو العاطفية، في حين تتجاهل التعليقات الأصغر المتعلقة بمواضيع أقل أهمية.

اقرأ أيضاً: كيف تساعد ابنك المراهق في اختيار مساره الدراسي؟

10. قلّل المعلومات التي تفصح عنها

ليس من الضروري أن تخبِر والديك المسيطرين بكل تفاصيل حياتك، خاصة إذا كانت بعض المواضيع تفضي إلى انتقادات أو صراعات أو نصائح غير مرغوب فيها. لذا، قيّم المخاطر والفوائد المترتبة على مشاركة المعلومات قبل الإفصاح عنها، وحدِّد المعلومات التي تستطيع مشاركتها، والمعلومات الشخصية التي توّد التكتُّم عليها، مثل المتعلقة بعلاقتك الزوجية أو العاطفية أو الاجتماعية أو قراراتك المهنية، وذلك لحماية صحتك العاطفية من التدخل غير الضروري.

ختاماً، إذا كان التعامل مع الوالدين المسيطرين يمثِّل ضغطاً عاطفياً كبيراً ويؤثر سلباً في صحتك النفسية، أو تشعر بأنك لا تستطيع تخطي ما مررت به في طفولتك، فعليك طلب المساعدة المتخصصة؛ إذ سيوفر المعالج النفسي مساحة آمنة لاستكشاف مشاعرك وفهمها، وفهم الأنماط الموجودة في عائلتك التي دائماً ما تفضي إلى صراع، بالإضافة إلى أنه سيساعدك على تعلم استراتيجيات فعالة للتواصل الفعال.

المحتوى محمي