ملخص: اضطراب طيف التوحد (ASD) هو حالة نمو معقدة تؤثر في كيفية تفاعل الأشخاص وتواصلهم وتعلمهم وتصرفهم، ويعاني المصابون باضطراب طيف التوحد اختلافات في وظائف المخ يمكن أن تؤثر في سلوكهم وتفاعلاتهم الاجتماعية، وعادة ما تُشخّص أعراض التوحد في أثناء مرحلة الطفولة المبكرة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال الإصابة بالتوحد في الكبر، وعلى الرغم من ذلك قد يكتشف أحد الكبار إصابته بالتوحد في وقت لاحق من الحياة وذلك لأنه لم يُشخّص حين كان طفلاً حيث ظن أبواه أنه يعاني تأخراً في النمو، أو أنه كان يعاني التوحد عالي الأداء، وهو طيف من أطياف التوحد عادة ما تكون أعراضه أقل وضوحاً، كما أن المصاب به يعاني مشاكل أقل في التواصل، وعلى الرغم من أن التوحد عالي الأداء قد لا يسبب مشاكل في الطفولة فإنه يصبح أوضح بعد البلوغ.
يجري تشخيص اضطراب طيف التوحد (Autism Spectrum Disorder) خلال مرحلة الطفولة المبكرة، ونظراً لطبيعة هذا الاضطراب لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يُصيب الكبار البالغين لأن أدمغتهم تكون قد أكملت نموها العصبي الأساسي، وهذا الاضطراب ينشأ بالأساس من نمو دماغي غير طبيعي، لكن على الرغم من ذلك، يمكن أن يكونوا مصابين بالتوحد إذا لم يُشخّصوا في مرحلة الطفولة، وإليكم أهم أسباب صعوبة التشخيص من خلال هذا المقال.
لماذا قد يُصاب الكبار باضطراب طيف التوحد (ASD)؟
اضطراب طيف التوحد هو اضطراب في النمو العصبي يتراوح من خفيف إلى شديد، ويشمل الحرص المفرط على الالتزام بالسلوكيات المتكررة، وضعف التواصل الاجتماعي، وصعوبة التعبير عن المشاعر، وقد قدمت الجمعية الأميركية للطب النفسي (American Psychological Association) ثلاثة مستويات لشدة اضطراب طيف التوحد في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية بنسخته الخامسة (DSM-5)، حيث تصف هذه المستويات مقدار الدعم الذي يحتاجه شخص مصاب بالتوحد بناءً على سلوكياته واحتياجاته في التواصل الاجتماعي:
- المستوى 1: خفيف، يتطلب الدعم.
- المستوى 2: متوسط، يتطلب دعماً كبيراً.
- المستوى 3: شديد، يتطلب دعماً كبيراً جداً.
وعادة ما تظهر أعراض التوحد في مرحلة الطفولة المبكرة، وعلى الرغم من ذلك قد يغفل بعض الآباء عن تلك الأعراض ويظنون أنها مجرد تأخر في النمو، وعلى الجانب الآخر قد يكون تشخيص التوحد صعباً لأنه توحد عالي الأداء، ما يعني أن الشخص المصاب به عادة ما يكون جيداً في الدراسة ولديه مشاكل أقل في التواصل، علاوة على أن أعراض التوحد عنده يمكن أن تكون أقل وضوحاً.
اقرأ أيضاً: ما هو الفرق بين التوحد الجيني والمكتسب؟
وفي كل الأحوال، لا يمكن أن تظهر أعراض التوحد لاحقاً عند الكبر، وذلك لأن التوحد هو اضطراب في النمو يحدث خلال نمو الدماغ في مرحلة الطفولة، وبالنسبة للأشخاص البالغين يكون دماغهم قد أكمل بالفعل النمو العصبي الأساسي مع الاتصالات الداخلية والشبكات العاملة التي تحدد سلوكهم وتواصلهم وتفاعلهم مع العالم.
وبصفة خاصة، قد يتدبر الأطفال أصحاب التوحد عالي الأداء أمورهم من غير تشخيص أو علاج، لكن هذا الأمر يقتصر فقط على مرحلة الطفولة، ففي أثناء البلوغ قد يزيد عجزهم عن التواصل وقدرتهم على التفاعل الاجتماعي، ما يجعل الأعراض أوضح.
وبالنسبة للنساء المصابات بالتوحد ذوات الأداء العالي، فقد يبذلن جهداً كبيراً ويتفوقن في إخفاء الأعراض، وعادة ما يَكنّ أكثر نجاحاً في التكيف مع الأقران وتقليد السلوكيات، وفي بعض الحالات يمكن تفسير الصعوبات التي تواجههن في التواصل على أنها خجل وانطواء وليس اضطراب طيف التوحد.