لماذا قد تظهر التأتأة فجأة عند الأطفال بعد الكلام السوي؟

3 دقيقة
التأتأة
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: التأتأة مشكلة قد تواجه الأطفال مسببة انقطاعاً في طلاقة اللسان والتدفق الطبيعي للكلام، ويمكن القول إن هناك 3 أنواع رئيسية من التأتأة؛ هي: التأتأة النمائية التي تحدث في عمر مبكر من الطفولة، والتأتأة العصبية التي تنشأ من الاضطرابات التي تظهر في مسارات الاتصال في الدماغ المسؤولة عن وظائف الكلام واللغة، وهناك أيضاً التأتأة النفسية التي تحدث جراء التعرض للصدمات النفسية والمرور بأحداث الحياة المجهدة مثل وفاة أحد الوالدين أو التعرض للإساءة النفسية أو الجسدية أو اللفظية، وتتسم التأتأة النفسية بعدم تناسق التأتأة؛ حيث يمكن أن يكرر الطفل الكلمات يليها فترة من الكلام السلس ثم تعود التأتأة للظهور مرة أخرى، علاوة على التأتأة مع مستمعين محددين واستمرار التأتأة حتى في حالة الغناء أو التحدث إلى النفس.

التأتأة هي انقطاع في التدفق الطبيعي للكلام؛ فالطفل الذي يتأتئ يمكن أن يكرر الكلمات أو المقاطع اللفظية أو الأصوات، وتختلف التأتأة عن تكرار الكلمات عند تعلم التحدث، وقد تجعل التأتأة التواصل مع الآخرين صعباً على الطفل، وعادة ما تحدث التأتأة لدى الأطفال بعد الكلام السوي بسبب التعرض إلى حدث صادم أو مجهد فيما يُطلق عليه اسم التأتأة النفسية، ومن خلال هذا المقال سوف نتعرف معاً إلى أنواع التأتأة عند الأطفال وأسبابها.

3 أنواع للتأتأة عند الأطفال

عادة ما تبدأ التأتأة لدى الأطفال في عمر الطفولة المبكرة، وتحديداً بين سن 2 و5 سنوات، وعلى الرغم من أن العديد من الأطفال يواجهون فترات طبيعية من عدم طلاقة اللسان في أثناء تطور اللغة، فإن التأتأة تتميز بانقطاعات كلامية أكثر استمراراً، وهناك 3 أنواع من التأتأة هي:

1. التأتأة النمائية

تبدأ عادةً في مرحلة الطفولة المبكرة وقد تختفي من تلقاء نفسها، وتتسم التأتأة النمائية بالتكرار والإطالة والانسداد في أصوات الكلام أو المقاطع أو الكلمات، وفي كثير من الأحيان تحدث عندما يتأخر نمو الكلام واللغة لدى الطفل عما يحتاج إليه أو يريد قوله، ويمكن القول إن هذا النوع من التأتأة يبدأ بين سن 2 و6 سنوات، ومن الطبيعي أن يمر العديد من الأطفال بفترات من عدم القدرة على النطق بسلاسة تستمر أقل من 6 أشهر، ولكن، إذا استمرت التأتأة بعد مرور تلك المدة، فيجب الانطلاق في رحلة العلاج.

2. التأتأة العصبية

قد يعاني الأطفال التأتأة العصبية بعد السكتة الدماغية أو إصابة الدماغ، وعادة ما يحدث هذا النوع من التأتأة عندما تكون هناك مشاكل في الإشارة بين الدماغ والأعصاب والعضلات المشاركة في الكلام، ويمكن علاج التأتأة العصبية عن طريق اتباع نهج تعاوني بين أطباء الأعصاب ومختصي النطق، علاوة على استخدام تقنيات مثل تمارين التنفس وإبطاء معدل الكلام وإزالة التحسس من لحظات التأتأة من أجل تحسين طلاقة اللسان وتقليل اضطرابات الكلام، ويمكن اللجوء في بعض الحالات إلى تناول بعض الأدوية بتوجيهات من الطبيب المعالج.

3. التأتأة النفسية

يتأثر هذا النوع من التأتأة بالعوامل النفسية، وقد ينشأ استجابة لصدمة أو أحداث مجهدة أو ظروف نفسية أخرى، إذ يمكن أن تسهم الصدمات النفسية مثل الإساءة الجسدية أو اللفظية، أو الأحداث المؤلمة في الحياة مثل فقدان أحد الوالدين في ظهور التأتأة النفسية، وعادة ما تكون اضطرابات الكلام في التأتأة النفسية غير متسقة وقد تتأثر بالحالة النفسية للطفل.

اقرأ أيضاً: دليلك الشامل حول التأتأة والتلعثم

ما هي خصائص التأتأة النفسية؟

على عكس التأتأة النمائية والعصبية، يمكن أن تبدأ التأتأة النفسية فجأة بعد الكلام السوي لدى الأطفال الذين ليس لديهم أي تاريخ سابق من التأتأة النمائية، وعادة ما تتسم بالآتي:

  1. عدم تناسق التأتأة: قد تحدث التأتأة النفسية على نحو متقطع، مع فترات من الكلام السلس، تليها نوبات من التأتأة.
  2. استمرار التأتأة: على عكس التأتأة التنموية، قد تستمر التأتأة النفسية حتى في ظروف التحدث المتغيرة، مثل التحدث إلى الذات أو الغناء.
  3. التأتأة مع مستمعين محددين: قد تكون التأتأة النفسية أوضح عند التحدث إلى أفراد معينين أو في مواقف اجتماعية محددة.

كيف يمكن تشخيص التأتأة النفسية وعلاجها عند الأطفال؟

قد يكون تشخيص التأتأة النفسية أمراً صعباً، وذلك بسبب طبيعتها المعقدة، فهي تتطلب تشخيصاً شاملاً من قبل فريق متعدد التخصصات؛ بما في ذلك متخصصو اضطرابات النطق والأطباء النفسيون، وعادة ما يتضمن التشخيص فحص التاريخ الطبي للطفل، وتقييم أنماط الكلام.

ويرتكز علاج التأتأة النفسية على معالجة العوامل النفسية الأساسية التي تسهم في حدوثها، وفي معظم الحالات ينطوي على مزج تقنيات التخاطب بالاستشارة النفسية، بهدف مساعدة الطفل على التعافي من الصدمات النفسية وتطوير استراتيجيات التأقلم للحد من تأثير التأتأة على حياته اليومية.

المحتوى محمي