4 أعذار شائعة تختلقها الضحية للاستمرار في علاقة مسيئة

3 دقيقة
العنف العاطفي
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: محمد محمود)

ملخص: قد يدفع الحبّ الأعمى أحياناً بعض النساء إلى تقبّل سلوكيات مؤذية وكلمات جارحة من أزواجهن؛ بل قد يدافعن عنهم ويبررن أفعالهم. في هذا السياق حدّد المختص النفسي جيفري برينستين 4 أعذار شائعة تستخدمها ضحية العنف الزوجي والعاطفي لتبرير أفعال شريكها، وتعكسها العبارات التالية: 1) "لقد عاش شريكي حياة صعبة ويجب أن أتفهّم ذلك": تحاول الضحية من خلال هذه العبارة تبرير العنف الذي تتعرّض إليه من خلال استحضار ماضي شريكها الصعب. 2) "شريكي متوتر فقط، وهذا السلوك ليس من طبعه": من الشائع أن تبرر الضحية عنف شريكها بتوتره وضغوط العمل ومشكلات الحياة. 3) "شريكي يعتذر في النهاية، وهذا يعني أنه يشعر بالذنب": توهم الضحية نفسها من خلال هذا العذر بأن شريكها سيتغير فيصبح اعتذاره أداة تلاعب. 4) "شريكي يمر بفترة عصيبة، وسيتحسّن الوضع قريباً": تمنح الضحية نفسها باستمرار أملاً كاذباً بالاعتقاد أن العنف الذي تتعرض إليه عرَضي. إنها مجرد أعذار ولا شيء يبرر العنف والإساءة، وأنت تستحقين المعاملة الكريمة والمحترمة.

من السهل في إطار العلاقات الزوجية العثور على أعذار لتبرير سلوك مسيء. إليك إذاً 4 أعذار شائعة تستخدمها الضحية لتبرير العنف العاطفي لشريكها.

عندما نحبّ شخصاً ما قد يصعب علينا أحياناً تقبّل حقيقته. يوضح المختص النفسي جيفري بيرنستين (Jeffrey Bernstein) في مقال له على موقع سايكولوجي توداي (Psychology Today) أن ضحية العنف العاطفي عادة ما تبحث عن تبرير سلوك شريكها من خلال التماس بعض الأعذار. تعود هذه الأعذار إلى رغبة الضحية في الحفاظ على أمل في تحسّن العلاقة أو خوفها من خسارة هذه العلاقة المهمة بالنسبة إليها؛ لكن هذه الأعذار قد تؤدي لسوء الحظ إلى تفاقم دورة الإساءة التي تتعرض إليها الضحية، فهذه المبررات التي لا تحلّ المشكلة أبداً تعمق في الغالب معاناة الضحية وتصعّب التغلب عليها. إليك إذاً 4 أعذار شائعة مع التداعيات التي تنطوي عليها:

1. "لقد عاش شريكي حياة صعبة ويجب أن أتفهّم ذلك"

تبرر الضحية أحياناً سلوك الشريك من خلال استحضار المعاناة التي مرّ بها، وتعتقد أنها إذا تفهّمت ظروفه وتحلّت بالصبر فإن الأحوال ستتحسن في النهاية، فتقول في نفسها: "لقد عانى هذا الشخص كثيراً، لماذا لا أمنحه فرصة أخرى؟".

لكن هذا التعاطف مع الشريك وماضيه الشخصي، لا يبرر تقبّل سلوكياته المؤذية. إذا تساهلت الضحية مع السلوكيات غير المقبولة أبداً بمبرر الماضي الشخصي لشريكها، فإنها قد تظلّ عالقة في دورة المعاناة.

2. "شريكي متوتر فقط، وهذا السلوك ليس من طبعه"

عادة ما نبرر عصبية الشريك وسلوكياته المؤذية بالتوتر أو ضغوط العمل أو مشكلاته المالية أو غير ذلك من الهموم. تحاول الضحية من خلال هذا التبرير طمأنة نفسها بأن الأمر مجرد فترة سيئة عابرة، وأن طبع شريكها مختلف تماماً؛ لكن إذا كان التوتر حقيقة لا يمكن نفيها، فإنه لا يبرر أبداً ممارسة العنف العاطفي.

يوضح المختص النفسي أن استخدام التوتر باعتباره مبرراً يعرّض الضحية إلى خطر تقبّل السلوكيات التي لا يمكن تقبّلها. وقد يؤدي ذلك أيضاً إلى انهيار الحدود على المدى الطويل والتسبب في المزيد من الأذى.

اقرأ أيضاً: ما هي المشاعر السلبية التي تعد اعتيادية في العلاقة الزوجية؟

3. "شريكي يعتذر في النهاية، وهذا يعني أنه يشعر بالذنب"

عندما يعتذر شريك حياتك بعد سلوك مسيء لكِ، من السهل أن تعتقدي أنه يشعر فعلاً بالذنب وأنه سيتغيّر، وقد يوهمك اعتذاره بأن سلوكه سيتحسّن. لكن إذا لم يتبع هذا الاعتذار تغيير حقيقي فإن دورة الإساءة ستتواصل؛ لأن الاعتذار يصبح أداة تلاعب تعطي أملاً للضحية في تغيير لن يحدث أبداً.

4. "شريكي يمر بفترة عصيبة، وسيتحسّن الوضع قريباً"

وفقاً ليرنستين؛ فإن الاعتقاد بأن السلوك المسيء ليس سوى حدث طارئ مرتبط بالفترة العصيبة التي يمر بها الشريك مجرد تبرير خطِر أيضاً. يخفي هذا التبرير النمط الأعمق والمتكرر للإساءة، بالإضافة إلى أن الأمل في عودة الوضع الطبيعي دون وجود إشارات ملموسة دالة على التحسن، قد يؤدي إلى سجن الضحية في علاقة تتعرض فيها باستمرار إلى سوء المعاملة. من المهم أن تدرك الضحية إذاً أن الإساءة العاطفية سواء كانت دائمة أو عرَضية غير مقبولة.

ترتكز الأعذار التي تقدمها الضحية لتبرير العنف العاطفي على آمال غير واقعية ومخاوف عميقة، علاوة على أنها تعمق دورة المعاناة التي تزداد صعوبة كسرها بمرور الوقت. إن إدراك حقيقة هذه الأعذار ومواجهتها خطوة أساسية لاستعادة حياة صحية وعلاقة مبنية على الاحترام، فنحن نستحق جميعاً دون استثناء أن نحظى بمعاملة كريمة ومحترمة.

اقرأ أيضاً: 3 أسس تقوم عليها العلاقة الزوجية الصحية