اضطراب طيف التوحد (ASD) حالة عصبية تظهر في وقت مبكر جداً من عمر الطفل، ويعاني الأشخاص المصابون باضطراب طيف التوحد ضعف القدرة على التفاعل مع الآخرين. ويمكن أن يحدث اضطراب التوحد بسبب العوامل الجينية فيما يُعرف باسم "التوحد الجيني"، وهناك أيضاً "التوحد المكتسب" الذي يحدث فجأة بعد أن يكون الطفل طبيعياً ومتطوراً اجتماعياً، وإليكم المزيد عن التوحد الجيني والمكتسب من خلال هذا المقال.
محتويات المقال
ما هو التوحد الجيني؟
يُطلق هذا المصطلح على التوحد الذي يحدث بسبب العوامل الجينية. وفي هذا السياق، يؤكد أستاذ الطب النفسي في كلية إيكان للطب (the Icahn School of Medicine)، جوزيف بوكسباوم (Joseph Buxbaum)، إن 80% من خطر الإصابة بالتوحد يحدث من جراء الجينات الموروثة وليس العوامل البيئية والطفرات العشوائية، ويمكن القول إن هناك قرابة 102 من الجينات المختلفة التب قد يكون لها دور في فرصة الولادة بالتوحد.
وإذا كان لديك أخ أو أخت أو توأم أو والد مصاب بالتوحد، فمن المرجح أن تُصاب بالتوحد أيضاً. على سبيل المثال؛ إذا شُخّص أحد التوأمين المتطابقين باضطراب طيف التوحد، فإن فرصة إصابة التوأم الآخر بالتوحد هي 60-90%.
ما هو المقصود بـ "التوحد المكتسب"؟
يُعرف أيضاً باسم "التوحد الرجعي" (Regressive autism) أو "الانحدار التوحدي" (autistic regression)؛ وهو حالة نادراً جداً حيث يُظهر الطفل تطوراً اجتماعياً وعاطفياً ولغوياً طبيعياً، ثم يفقد مهاراته الكلامية والاجتماعية دون سبب واضح. وعادة ما يحدث التوحد المكتسب بين سنَّي السنة ونصف إلى السنتين والنصف من العمر، ويمكن أن يحدث فجأة أو تدريجياً، وبعدها يكافح الطفل لاستعادة المهارات التي فقدها.
ما هي أهم علامات التوحد؟
يُظهر بعض الأطفال علامات اضطراب طيف التوحد في مرحلة الطفولة المبكرة، وقد يتطور أطفال آخرون على نحو طبيعي خلال الأشهر أو السنوات القليلة الأولى من الحياة؛ لكنهم فجأة يصبحون منعزلين أو عدوانيين أو يفقدون مهارات اللغة التي اكتسبوها بالفعل. وعادة ما تتمثل علامات التوحد في:
- ضعف التواصل البصري.
- الانسحاب الاجتماعي.
- عدم الاهتمام بالتفاعل واللعب مع الآخرين.
- العودة إلى الأصوات الطفولية؛ مثل الهديل أو الثرثرة.
- مقاومة العناق ورفض التلامس مع الآخرين.
- فقدان القدرة على بدء المحادثات والاستمرار فيها.
- تكرار الكلمات أو العبارات حرفياً دون فهم معانيها.
- انخفاض القدرة على التعبير عن المشاعر أو فهم مشاعر الآخرين.
- صعوبة التعرف إلى الإشارات غير اللفظية مثل تعبيرات الوجه.
اقرأ أيضاً: اضطراب طيف التوحد: دليل شامل من الأسباب إلى الأعراض والعلاج
كيف يمكن التعامل مع التوحد؟
لا يوجد علاج لاضطراب طيف التوحد، وعلى الرغم من ذلك، هناك بعض الأدوية التي يمكن أن تسهم في تخفيف حدة الأعراض المرتبطة به مثل الاكتئاب والنوبات والأرق وصعوبة التركيز. ومن أهم الأدوية التي تُستخدم في تخفيف أعراض التوحد؛ ريسبيريدون (Risperidone) وأريبيبرازول (Aripiprazole) هذا إلى جانب علاجات السلوك والتواصل مثل:
1. تحليل السلوك التطبيقي (ABA): هو نهج علاجي يهدف إلى تحسين المهارات الاجتماعية باستخدام التدخلات القائمة على مبادئ نظرية التعلم. وعادة ما يُستخدم في المدارس والعيادات لمساعدة طفلك على تعلم السلوكيات الإيجابية والحد من السلوكيات السلبية.
2. العلاج المهني: يساعد هذا النوع من العلاج طفلك على تعلم مهارات الحياة مثل إطعام نفسه وارتداء ملابسه والاستحمام وفهم كيفية التعامل مع الآخرين، والمهارات التي يتعلمها الطفل تهدف إلى مساعدته على العيش بطريقة مستقل قدر الإمكان.
3. العلاج المعرفي السلوكي (CBT): هو أحد أنواع العلاج النفسي الذي يركز على تعلم الروابط بين الأفكار والمشاعر والسلوكيات. وفي أثناء العلاج السلوكي المعرفي، يركّز المعالج النفسي على تغيير أفكار المصاب باضطراب طيف التوحد ومعتقداته وذلك من أجل تحسين سلوكياته.