العصابية ليست مجرد حالة نفسية وعصبية عابرة؛ بل هي اضطراب في الشخصية قد تكون وراءه أسباب راسخة تحتاج إلى تشخيص دقيق. ما المقصود إذاً بالعصابية؟ وما أعراضها وأسبابها الأساسية؟ وكيف يمكن التغلب عليها؟ يجيب المقال التالي عن هذه الأسئلة التي تشغل بال الكثيرين.
ما هي العصابية؟
العصابية أو العصاب اضطراب يتميز بميل دائم إلى الشعور بالعواطف السلبية بحدة على نحو متكرر. يكون الشخص العصابي عادة مندفعاً ومنتقداً لذاته وحساساً جداً تجاه الانتقادات الخارجية. كما يشعر دائماً بأنه ليس في المستوى المطلوب، ويؤدي شعوره هذا إلى اضطرابات مزاجية مثل القلق والاكتئاب.
تكون العصابية حادة جداً خلال المراهقة، وهي فترة تتميز بتغيرات هرمونية واجتماعية شديدة. لكن حدتها تميل إلى التراجع أو الاستقرار في سنّ البلوغ، ويمكن تسهيل هذا التطور الطبيعي من خلال العمل على الذات وإجراء بعض التدخلات العلاجية المناسبة.
عوامل بيولوجية عصبية
وفقاً للتصريح الذي أدلى به المختص النفسي غيوم دولود (Guillaume Dulude) لقناة تي إف 1 الفرنسية (TF1)؛ فإن أسباب العصابية تكون بيولوجية عصبية أساساً. تُظهر الأبحاث أن هذه السمة الشخصية ترتبط في معظم الحالات بعوامل وراثية وبيولوجية، أكثر من ارتباطها بالتأثيرات البيئية.
تتبادر إلى ذهن الشخص الذي يعاني عصابية شديدة أفكار تلقائية ومجرّدة في الغالب. تزيد هذه الأفكار قدراته الإبداعية؛ لكنها تفاقم توتره واجتراره الذهني المثير للقلق.
هل يمكن علاج العصابية؟
من الممكن التعايش مع العصابية باعتبارها اضطراباً في الحالة المزاجية والحدّ منها بمرور الوقت. كما أن العلاجات المعرفية السلوكية فعالة جداً في مساعدة الأشخاص العصابيين على تعويض أفكارهم السلبية بعواطف إيجابية وواقعية. تهدف هذه العلاجات إلى تعديل كيفية إدراك الشخص العصابي الجوانب السلبية في بيئته وأسلوب تفاعله معها.
كما أن المحيط الصحي وتأمل اليقظة الذهنية الكاملة وممارسة أنشطة الاسترخاء كلها عناصر تتيح تأثيرات مفيدة للأشخاص الذين يعانون العصابية؛ إذ تسمح هذه الممارسات بإدارة أفضل للتوتر وإدراك أكثر توازناً للمواقف؛ ومن ثمّ تسهم في تحسين جودة الحياة.