كيف تعيش حياة زوجية مستقرة؟ 4 نصائح من مختص

2 دقيقة
الحياة الزوجية المستقرة
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

كيف يمكن أن نحوّل الحياة الزوجية إلى تجربة مُرضية وسعيدة؟ النصائح لا حصر لها والقواعد التي يقدمها الخبراء تملأ المواقع؛ لكن القليل منها مستمد من خبرة المختصين الذين قضوا سنوات طويلة في الاحتكاك اليومي بمشكلات الأزواج. مِن هؤلاء الكاتب والمختص النفسي الأميركي جون أموديو الذي يقدم المقال التالي 4 قواعد ذهبية مستخلصة من تجربته، وإليك التفاصيل.

منح الحبّ للشريك والحصول على حبّه في المقابل رغبة تشغل بال معظم الناس؛ لكن حياتنا العاطفية تبدو في بعض الأحيان تحدياً يومياً حقيقياً. هناك الكثير من المتطلبات التي يجب أن نلبيها لإنجاح الحياة الزوجية مثل التواصل الصحي وتجنب الوقوع في فخ الروتين، والتعبير عن التعاطف مع الشريك وتفهّمه إلى غير ذلك. في هذا السياق، يقترح الكاتب الشهير المختص في علاج الأزواج جون أموديو (John Amodeo) 4 حلول تمثل في نظره مفتاح الشعور بالحب تّجاه الشريك والحصول على حبه الصادق أيضاً.

الحضور من أجل الإصغاء

الإصغاء إلى الاحتياجات والرغبات الشخصية أمر جيد؛ لكن الحب الحقيقي لا يركز فقط على ما يمكننا أن نحصل عليه من الآخر بل يشمل أيضاً ما نحن مستعدون لتقديمه. يتعزز الحب عندما نتكيف مع رغبات الشريك واحتياجاته. الحضور إلى جانب الآخرين يعني أن تكون جاهزاً للإصغاء إلى مشاعرهم واحتياجاتهم. يتطلب هذا الأمر الحرص على فن الإصغاء الدقيق؛ الذي ينتبه إلى ما وراء المظاهر والتعبيرات الكلامية، فالشيء الضروري الذي يجب أن تمنحه إلى الآخر هو حضورك وانتباهك دون انتقاد.

تعلّم أن تصغي بقلبك وليس بأذنيك. من خلال هذا الإصغاء ستتمكن من التكيف والفهم عندما يصبح التواصل صعباً أو محرجاً، وتستطيع فعل ذلك حتّى عندما يعبر شريكك عن احتياجاته بطريقة غير واضحة، دون أن تصبحا عدوانيين أو تتخذا موقفاً دفاعياً.

الاستجابة بدلاً من التفاعل

يكبر الحب عندما ننفتح على الآخر ونترك تأثيره يصل إلينا. هذا يعني ضرورة تنمية القدرة على الاستجابة إلى احتياجات الشريك بدلاً من التفاعل معها فقط. تعني الاستجابة هنا منح شريكك ما يحتاج إليه ما دام ذلك لا يؤذيك أو يتطلب منك تقديم تضحيات. إنه فن التوافق في إطار الحياة الزوجية.

إذا طلب منك شريك حياتك مثلاً أن تشارك أكثر في الأعمال المنزلية أو أن تكون أكثر حناناً، هل أنت مستعد للاستجابة دون انتقاده واتهامه بأنه شخص يصعب التعامل معه أو كثير الطلبات؟ تريث قليلاً وخصص الوقت الكافي للتحقق من طريقة تفاعلك مع هذه الطلبات وما تثيره في نفسك. سيفتح هذا التأمل مسار الحوار الحقيقي بينكما.

اعتماد تواصل مناسب

يتطلب التعبير عن مشاعرك العميقة ورغباتك لشريك حياتك قدراً من الوعي الذاتي والشجاعة. يجب أن تتدرب على التعبير عن احتياجاتك وعواطفك بطريقة بسيطة ومحترمة دون الوقوع في اللوم. سيمكّنك ذلك من خلق أجواء الثقة والاتصال الحقيقي مع نصفك الآخر. يقول جون أموديو: "غالباً ما نواجه في علاقاتنا المهمة استجابات غريزية تصدر عن الجهاز العصبي الحوفي وأدمغتنا التي تشبه أدمغة الزواحف، والمصممة لضمان بقائنا وسلامتنا. لذا؛ نحتاج إلى جرعة كافية من اليقظة الذهنية لملاحظة استجاباتنا الغريزية دون أن نتصرف وفقاً لها".

إذا شعرت أن التواصل قد يصبح صعباً أو شاقاً فتوقف قليلاً. استكشف مشاعرك واحتياجاتك الحساسة جداً والأكثر إثارة للمشكلات، ثم تحلّ بالشجاعة والنزاهة الكافيتين للتعبير عنها دون اتهام الآخر أو إيذائه. يتطلب هذا الأمر بعض التدريب لكنه يظل ممكناً.

الحرص على التهدئة الذاتية

عندما نشعر بأن شريك الحياة لا يفهمنا أو يهيمن النزاع بدلاً من الإصغاء والتفاهم، يميل العديد منا إلى الانفجار غضباً أو الانسحاب بعيداً والجلوس أمام التلفاز أو الشاشات. إن تنمية القدرة على تهدئة النفس عندما تشعر بالتوتر أو الغضب أو الأذى أمر ضروري. يجب أن تتعلم تعزيز مواردك الداخلية وتهدئة نفسك بنفسك كي لا تستسلم للعواطف السلبية مثل الغضب والاستياء.

هناك أساليب بسيطة للتهدئة والتنظيم الذاتي للعواطف مثل التنفس العميق أو اللعب مع حيوانك الأليف. تستطيع من خلال هذه الأساليب تهدئة نفسك عندما يندلع الجدال، وتجنب السلوك الدفاعي في مواجهة الآخر، علاوة على أن تصرفك بهذه الطريقة سيساعدك على خلق مساحة من الثقة والارتباط الحقيقي في الحياة الزوجية.