لماذا أصبح الشباب لا يردون على المكالمات الهاتفية؟ العلم يجيب

1 دقيقة
الهاتف
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: عندما ظهر اختراع الهاتف المحمول كان المستخدمون يتباهون برنّات هواتفهم ويتبادلونها، ومع تطور تكنولوجيا الاتصال والتواصل بدأت انعكاساتها السلبية تطفو على السطح، وتُنتج اتّجاهات جديدة واختيارات مختلفة. من هذه الاتجاهات ميل الفئات الشابة اليوم إلى عدم الردّ على المكالمات الهاتفية وتفضيل الرسائل النصية والصوتية. فما سرّ هذا الاختيار؟ إليك الإجابة.

كان صوت رنّة الهاتف في الماضي منبع إثارة لكنّه أصبح اليوم مصدر قلق لدى الشباب، إذ يتجنّب ربع الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و34 عاماً الردّ الفوري على المكالمات وفقاً لنتائج أحد الاستقصاءات.

وتثير هذه الظاهرة تساؤلات حول تطور أنماط التواصل وتأثيراتها المحتملة في علاقاتنا الشخصية.

%25 من الشباب لا يردّون أبداً على المكالمات

وفقاً لاستقصاء أنجزته منصّة يوسويتش (Uswitch) المختصّة في مقارنة الأسعار، وشمل نحو 2,000 شخص فإنّ 25% من الشباب لا يردّون أبداً على المكالمات الهاتفية التي يتلقّونها. ويفضّل معظمهم تجاهل رنّة الهاتف أو البحث أولاً عن الرقم المتصّل في الإنترنت أو الردّ برسالة نصّية.

وأفاد 70% من المستجوَبين أنهم يفضلون الرسائل النصية على المكالمات، بينما يميل 37% منهم إلى الرسائل الصوتية، وهي طريقة تجمع بين عفوية الكلام وسهولة الرسائل النصية.

القلق والأخبار السيئة

ليس هذا التوجّس من المكالمات الهاتفية عبثياً. فهو يعود أساساً إلى الخوف من استقبال الأخبار السيئة، وهو شعور شائع لدى نصف الشباب المستجوَبين. علاوة على ذلك فإنّ تطوّر التكنولوجيا ومنصّات التواصل الرقمي يتيح بدائل تتميّز في الوقت نفسه بالعفوية مع القدرة على التحكّم في توقيت عملية التواصل ومحتواها.

التغيّرات الاجتماعية

توضّح المختصّة في علم النفس والخبيرة في العلاقات باربرا سانتيني (Barbara Santini) في تصريح لصحيفة الإندبندنت (The Independant): "من المهمّ الاعتراف بأنّ التخلّي عن المكالمات الهاتفية ليس مسألة تفضيل فحسب، بل يعكس أيضاً تغيّرات اجتماعية أوسع وتطورات تكنولوجية". ومع ظهور الرسائل الفورية وشبكات التواصل الاجتماعي، أصبح الناس يتمتعون بقدرة أكبر على الاتصال وسهولة في التواصل تجعل المكالمات التقليدية غير مرغوبة وغير مريحة في كثير من الأحيان.

"العبء" الزائد من المعلومات

في المقابل يمكن أن يتّسم التواصل عبر الإنترنت بتأثيرات سلبية تقود إلى تعرّض مفرط إلى المعلومات التي قد تمثل عبئاً ذهنياً على الأفراد. بعبارة أوضح كلّما أرسلتَ المزيد من الرسائل النصية إلى شخص ما فإنّك تزيد احتمال ابتعاده عنك. ومن المؤكد أن الأشخاص الانطوائيين قد يجدون أيضاً المكالمات الهاتفية صعبة جداً. لذا، يفضّل شباب اليوم أشكال التواصل التي تحترم خصوصياتهم وتتناسب مع إيقاع حياتهم المرتفع.

المحتوى محمي