دراسة علمية تفسر تزايد حالات الطلاق في فصل الربيع

2 دقيقة
حالات الطلاق
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: تتزايد معدلات الطلاق في العالم، ولا تكاد تستثني أي مجتمع. لكن فضول العلماء الأميركيين قادهم إلى تناول ظاهرة الطلاق من الجانب المتعلق بالفترة التي تشهد ذروة انتشارها. ويبدو أن فصل الربيع الذي يعد موسم الحياة والبهجة والتفاؤل يرادف للأسف تزايد حالات الطلاق بكثرة. هذا ما توصلت إليه دراسة أميركية حللت إحصائيات الطلاق على مدار 15 عاماً. إليك التفاصيل.

لا نريد أبداً إخافتك لكن من واجبنا أن نخبرك. وفقاً لدراسة أجرتها جامعة واشنطن (University of Washington) فإن الطلاق ظاهرة موسمية تحدث بكثرة في فصل الربيع، وهو أمر معروف وليس جديداً.

للتوصل إلى هذه النتيجة حللت الأستاذة المشاركة في علم الاجتماع جولي برينز (Julie Brines) وطالب الدكتوراة برايان سيرافيني (Brian Serafini) بيانات طلبات الطلاق المسجلة بين عامي 2001 و2015. واكتشفا أن عدد هذه الطلبات يصل إلى ذروته بين شهر مارس/آذار وشهر أغسطس/آب. قد تبدو هذه النتيجة مفاجئة، لكنها في الحقيقة ليست كذلك. فثمة أسباب عديدة تفسر تزايد طلبات الطلاق خلال هذه الفترة.

لماذا يكثر الطلاق في فصل الربيع؟

وفقاً لما أورده موقع سايكولوجي توداي (Psychology Today) الذي نشر نتائج هذه الدراسة الأميركية فإن عدد طلبات الطلاق يتزايد سنوياً في الفترة نفسها: شهر أبريل/نيسان. ثمة تفسير دقيق لهذه الظاهرة. وفقاً للدراسة فإنّ فصل الربيع مناسب "اجتماعياً" للطلاق نظراً إلى الأسباب التالية:

توقف الاحتفالات العائلية

بعد أعياد نهاية السنة الميلادية وما يليها من مناسبات تتوقف الاحتفالات العائلية. ونظراً إلى أن الطلاق موضوع مسكوت عنه في الغالب فإن الأزواج يفضلون انتظار "التحرر" من هذه المناسبات لطلب الطلاق، فيبدو لهم فصلا الربيع والصيف أفضل وقت لاتخاذ هذا القرار.

الإجازات مناسبة للتغيير

يتزامن فصل الربيع مع نشاط إعادة "ترتيب" أغراض المنزل و"فرزها"، لكن إعادة التنظيم هذه قد تشمل الحياة الشخصية أيضاً. كما أن الإجازات الصيفية مناسبة للتجارب والرغبات الجديدة، وهذا ما يدفع بعض الأشخاص إلى طلب الطلاق. وقد أشار الباحثان في تقرير الدراسة إلى ما يلي: "تمثل هذه الفترة من السنة بالنسبة إلى بعض الأشخاص فرصة انطلاقة جديدة وخوض تجربة مختلفة والانتقال إلى مرحلة جديدة من الحياة، إن الأمر يشبه إلى حد ما دورة تفاؤل".

في المقابل قد ينتظر بعض الأزواج انقضاء الإجازات العائلية كي يطلبوا الطلاق بمجرد انتهاء فصل الصيف، إذ ليست ثمة ظروف يمكن أن تتفاقم فيها مشكلات الأزواج وخلافاتهم أكثر من التجمعات العائلية.

تنظيم الأمور المالية

يمثل فصل الربيع أيضاً فترة مناسبة لمراجعة الأوضاع المالية. وقد تؤدي هذه المراجعة إلى إحياء التوترات أو إثارة مشكلات كبيرة. لذا؛ قد يسارع بعض الأزواج في حال تفاقم الصعوبات المالية إلى طلب الطلاق. نستنتج إذاً أن فصل الربيع يمثل الوقت "الأمثل" أو "الأنسب" على الأقل لطلب الطلاق.

كيف تستعد للطلاق؟

يمثل شهر أبريل/نيسان وفترة الصيف لسوء الحظ موسم الطلاق بامتياز. لكن يجب ألا ننسى أن الطلاق لا ينتهي بين عشية وضحاها. وإذا كان محتوماً فمن الضروري أن يستشير الزوجان أولاً مختصاً في العلاج النفسي الموجه للأزواج لمساعدتهما على اتخاذ هذا القرار والتغيير الجذري في الحياة. وفقاً للمعالجة المختصة في العلاقات الزوجية ميريام بيدو (Myriam Bidaud) فإن أول شيء يجب فعله عند مباشرة إجراءات الطلاق هو تقبل الموقف. على الطرفين معاً أن يتقبّلا هذا الانفصال حتى إن كان صعباً: "من المهم أن يعترف الزوجان بالمشكلة كي يتقبلا عواطفهما، لأن هذا التقبل جزء من عملية التعافي".

كما تنصح بيدو بعدم طرح الكثير من الأسئلة وتجنب الافتراضات، لأن هذه الفترة تشكل لحظة عناية بالنفس أيضاً: "كيف ذلك؟ من خلال إرساء عادات صحية والحفاظ على الروابط الاجتماعية". وتوصي في النهاية بما يلي: "إعادة بناء الذات في الحاضر والتخطيط للمستقبل". وهذا يتطلب إعادة تنظيم شؤون الحياة اليومية وترتيب الأولويات. وسيمكّن اتّباع هذه النصائح الزوجين من تجاوز هذا الاختبار بهدوء وطمأنينة.

اقرأ أيضاً:

المحتوى محمي