ملخص: الفوارق بين الجنسين تمسّ الكثير من المجالات، في العمل والرواتب ومناصب المسؤوليات؛ وهذا يعني أن تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة حلم يؤكد الواقع أنه يظلّ بعيد المنال حتّى عندما يتعلق الأمر بالاحتياجات البيولوجية الطبيعية مثل النوم. نعم؛ فالمساواة في النوم لم تتحقّق بعد وفقاً لدراسة علمية حديثة كشفت أن النساء ينمن أكثر من الرجال لكنّهنّ يسترحن أقلّ. تعرّف إلى الأسباب من خلال المقال التالي.
محتويات المقال
مهما كانت سنّك، فلا شكّ أنّك سمعت من قبل هذه العبارات أو تفوّهت بها: "أحتاج إلى النوم مدة أطول"، أو "أحتاج إلى وقت طويل كي أرتاح"، أو "إذا نمت فترة أقلّ فلن أستطيع العمل جيداً".
ثمّة قواعد وعادات عامّة تساعدنا على تحقيق قسط من الراحة مثل النوم 8 ساعات؛ لكن هذه المدّة قد تختلف أيضاً وفقاً للحالات، فهناك عوامل عدّة يمكن أن تؤثر تأثيراً مباشراً في مواعيد النوم أو الاستيقاظ ومدته وجودته مثل ضغوط العمل والأطفال والجدول الزمني. وإذا كان الرضّع يحتاجون إلى ساعات نوم طويلة، والمسنّون يحتاجون إلى ساعات أقلّ، فإن للنساء أيضاً إيقاع نوم خاصّ بهنّ.
هل تنام النساء أكثر من الرجال حقاً؟ دراسة تبحث
"هل تنام النساء أكثر من الرجال حقاً؟" انطلقت الباحثتان سارة بورغارد (Sarah Burgard) وجينيفر إيلشاير (Jennifer Ailshire) من هذا السؤال لإنجاز دراستهما العلمية. تأتي هذه الدراسة الذي نشرتها المجلة الأميركية لعلم الاجتماع (American Sociological Review) في شهر سبتمبر/أيلول 2013، بعد دراسات طبية حيوية واجتماعية سابقة أظهرت أن النساء ينمن فترة أطول من الرجال. وكتبت الباحثتان ما يلي: "هذه نتيجة مثيرة للدهشة في ظل كشف أبحاث علم الاجتماع أن لدى النساء عمل غير مدفوع الأجر أكثر ووقت ترفيه أقلّ من الرجال".
لفهم الأسباب البيولوجية والاجتماعية التي تقف وراء هذا الفجوة في مدة النوم بين الرجال والنساء، درست الباحثتان بيانات 56,149 مشاركاً بين عامي 2003 و2007. وركّزتا أساساً على قياس مستويات المشاركة في العمل المدفوع الأجر وغير المدفوع الأجر، واستجابات الجنسين لمسؤوليات العمل والأسرة، والاختلافات في القيلولة ومواعيد النوم والنوم المتقطع.
كيف تختلف مدّة النوم بين الرجال والنساء؟
وكتبت الباحثتان: "تماشياً مع الأبحاث الطبية الحيوية والاجتماعية السابقة وفرضيتنا الأولية، وجدنا أن النساء ينمن عموماً أكثر من الرجال". وعلى الرغم من أن الفارق ليس كبيراً وفقاً للبيانات فإنه يظل مع ذلك ملحوظاً؛ إذ يمكن أن تنام المرأة أكثر من الرجل بمعدّل 28 دقيقة في المتوسط.
وقد لاحظت الباحثتان أن الأوقات التي يزداد فيها هذا الفارق لصالح النساء؛ أي عندما يصبحن في حاجة إلى النوم فترة أطول، تتزامن في معظم الأحيان مع المراحل التي يضطررن فيها إلى قطع نومهنّ ليلاً للاعتناء بأطفالهنّ أو بفرد آخر من أفراد الأسرة. "الاستيقاظ للاعتناء بالآخر مهمة تؤديها النساء على نحو غير متناسب، وهي تربك النوم إرباكاً شديداً وقد تؤدي إلى خفض مستوى جودته العامّة" وفقاً لما أكّدته الباحثتان اللتان أشارتا أيضاً إلى أن 30 دقيقة من النوم الإضافي لا تكفي عموماً لبلوغ مستوى الراحة الذي يصل إليه الرجال.
وعلاوة على حالات الاستيقاظ المرتبطة برعاية الأطفال، فإنّ الإحصائيات تثبت أنّ النساء أقلّ من الرجال في ميدان العمل بدوام كامل. وهذا يعني أنّ من السهل عليهنّ الحصول على فترات قيلولة أو الذهاب إلى النوم مبكراً. وتصرّح النساء عموماً بمستويات أعلى من التوتر وفقاً لموقع إيفري داي هيلث (Everyday Health)؛ وقد يفسر هذا العامل علاوة على تعدد المهام الذي تفرضه ضرورات النوع، انخفاض جودة نوم النساء؛ ومن ثمّ حاجتهنّ إلى المزيد منه.
اقرأ أيضاً: