ملخص: هل شاهدت في أحد الأيام شخصاً غاضباً بشدة دون وجود سبب منطقي لغضبه؟ يقف العديد من الأسباب وراء هذا السلوك؛ ومن أهمها الإصابة بالاضطراب الانفجاري المتقطع الذي يدفع الشخص إلى ارتكاب سلوكيات عنيفة غير مبررة، فما الأسباب المؤدية إلى الإصابة به؟ وكيف يمكن علاجه؟ هذا ما سنجيب عنه في مقالنا.
محتويات المقال
نشاهد أحياناً ردود فعل غاضبة لبعض الأشخاص حولنا؛ لكننا قد ندرك بدرجة كبيرة جذور تلك الردود وأسبابها الحقيقية. بينما في بعض الأحيان الأخرى، قد تصدر عن البعض سلوكيات عنيفة وحادة دون سبب واضح، وفي هذه الحالة، ربما يكون السبب هو الإصابة بالاضطراب الانفجاري المتقطع.
ويشير الطبيب النفسي عاصم العقيل إلى أن هذا المصطلح يُستخدم لوصف الأفراد الذين يعانون اندفاعات عدوانية تظهر في نوبات متكررة من السلوكيات الغاضبة التي لا ترتبط بالضغوط النفسية أو الاجتماعية؛ ومن أبرز أشكال تلك السلوكيات المشادات الكلامية أو الاعتداءات الجسدية على البشر أو الحيوانات أو إلحاق الضرر بالممتلكات، فما الأسباب التي توصلهم إلى القيام بهذه السلوكيات؟ وكيف يمكن علاجهم؟ هذا ما يتناوله المقال بالتفصيل.
3 عوامل رئيسة للإصابة بالاضطراب الانفجاري المتقطع
على الرغم من أن السبب الدقيق للإصابة بالاضطراب الانفجاري المتقطع غير معلوم حتى اليوم، يسهم العديد من العوامل في إصابة الشخص به؛ وأهمها:
- العوامل الوراثية: وجدت دراسة علمية أجرتها جامعة يل الأميركية (Yale University) أن العامل الوراثي يؤدي دوراً ملحوظاً في الإصابة بالاضطراب الانفجاري المتقطع، وذلك بعد تحليل الحمض النووي لعينة من الأشخاص المصابين به.
- العوامل البيولوجية: يتغير كل من بنية الدماغ ووظائفه عند الأشخاص المصابين بالاضطراب الانفجاري المتقطع. على سبيل المثال؛ يرتبط الاضطراب بتراجع عمل اللوزة الدماغية المسؤولة عن ردود الفعل العاطفية، بالإضافة إلى أن مستوى هرمون السيروتونين يكون أقل بدرجة ملحوظة عند المصابين بالاضطراب الانفجاري المتقطع؛ وهو ما يفسر سوء حالاتهم المزاجية وميلهم إلى العنف.
- العوامل البيئية: تؤثر البيئة التي ينمو بها الشخص في ظهور أعراض الاضطراب الانفجاري المتقطع، فعلى سبيل المثال؛ الأشخاص الذين نشؤوا في بيوت تعرضوا في داخلها إلى الاعتداءات المختلفة سيكونون أكثر عرضة إلى الإصابة بالاضطراب، فالطفل الذي يتعرض إلى العنف الجسدي قد يبادر عندما يكبر إلى تعريض الآخرين إلى الآلام التي مر بها نفسها، علاوة على أن الوالدين العنيفين يعدان من العناصر المحفزة التي تجعل الأبناء يتصرفون بعدوانية تجاه ما يدور حولهم.
ما أعراض الإصابة بالاضطراب الانفجاري المتقطع؟
تختلف الأعراض التي تظهر على المصاب بالاضطراب الانفجاري المتقطع؛ وتُقسَم إلى:
1. الأعراض السلوكية
- الصراخ بمعدل أكثر من المعتاد.
- الدخول في مشادات لفظية أو جسدية.
- الاعتداء الجسدي على الأشخاص أو الحيوانات.
- إضرار الشخص بممتلكاته أو ممتلكات الآخرين.
2. الأعراض الجسدية
- الحركات اللاإرادية، بالأخص التي تظهر على هيئة اهتزازات إيقاعية.
- اضطراب عمل القلب؛ ويظهر ذلك في خفقانه أو رفرفته أو عدم انتظام ضرباته.
- الشعور بضيق في منطقة الصدر.
- معاناة الشد العضلي.
- الإحساس بالوخز.
3. الأعراض المعرفية
- الأفكار غير المنضبطة.
- الشعور بفقدان السيطرة.
- تكرار معاناة الإحباط.
كيف يُشخَّص الاضطراب الانفجاري المتقطع؟
وفقاً للدليل التشخيصي والإحصائي الخامس للاضطرابات النفسية (DMS-5)؛ يُشخَّص الاضطراب الانفجاري المتقطع وفقاً للعديد من المعايير التي تتمثل في:
- حدوث عدوان لفظي أو جسدي بمعدل مرتين في الأسبوع على الأقل مدة 3 أشهر.
- ظهور نوبات سلوكية عدوانية شديدة ينتج منها ضرر جسدي للأشخاص أو الحيوانات أو مادي للممتلكات، ويكون معدل تكرارها 3 مرات على الأقل خلال السنة.
- الغضب الذي يُظهره الشخص لا يتناسب مع الضغوط التي يتعرض إليها ويكون أكبر بكثير منها.
- تكون نوبات الغضب متهورة وغير مخطط لها.
- لا يوجد هدف واضح للسلوك العدواني مثل تحقيق مكاسب مادية أو فرض السيطرة على الآخرين.
ما الطرائق المتبعة لعلاج الاضطراب الانفجاري المتقطع؟
يسهم الكشف المبكر عن الاضطراب الانفجاري المتقطع في الحد من تطوره. على سبيل المثال؛ إذا كانت هناك برامج مدرسية لمتابعة سلوكيات التلاميذ، ففي هذه الحالة، يمكن للمختصين النفسيين القائمين عليها ملاحظة أعراض الاضطراب على أحد التلاميذ وإبلاغ أسرته لتبدأ في رحلة علاجه.
ويتضمن علاج الاضطراب الانفجاري المتقطع عادة التنويع بين العلاج الدوائي والعلاج النفسي؛ إذ يساعد العلاج المعرفي السلوكي المصابين بالاضطراب على معرفة الدوافع التي تحفزهم لارتكاب السلوكيات العنيفة؛ ومن ثم تطوير أفضل الآليات للتكيف معها مثل ممارسة تمارين الاسترخاء والتمرن على مهارات إدارة الغصب. أما في العلاج الدوائي، فيصف الطبيب النفسي غالباً مضادات الاكتئاب ومثبتات المزاج ومضادات الصرع من أجل تقليل تكرار النوبات التي يصاب بها المريض والتخفيف من حدتها.