ما معضلة الطلاق الموروث؟ وكيف يمكن حلها؟

1 دقيقة
الطلاق الموروث
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: تؤدي العوامل الوراثية دوراً مهماً في تشكيل شخصية الإنسان وتحديد أبعاده الجسمانية والعضوية. لكن ماذا لو كانت سلوكيات الوالدين قابلة للتوارث أيضاً؟ إذا كان الأمر كذلك، فربّما تكون مشكلة الطلاق أحد العناصر الوراثية التي قد تنتقل من جيل إلى آخر. يتطرق المقال التّالي إلى تأثير علاقات الوالدين في تصورات الأبناء حول الزواج وأنماط الارتباط ويشرح مفهوم "الطلاق الموروث". إليك التفاصيل.

تؤثر طريقة التعامل بين الوالدين تأثيراً عميقاً في نموّنا وتشكيل نظرتنا إلى علاقات الحبّ في مرحلة سنّ الرشد. فقد كشفت دراسة نشرتها الدورية الأميركية للعلاج الأسري (American Journal of Family Therapy) أن مستوى جودة العلاقات بين الوالدين يؤثر في معتقداتنا حول الحبّ. إذا كان والداك على سبيل المثال قد مرّا بتجربة زواج صعبة أو انتهت علاقتهما بالطلاق فقد تتخوّف من تكرار أخطائهما أو قد تعُدّ الزواج تجربة فاشلة عموماً. إليك إذاً 3 جوانب تتأثر بهذه النظرة التي نحملها عن تجربة زواج الوالدين.

1. التأثير في أنماط الارتباط

يحدّد سلوك الوالدين أنماط ارتباطاتنا المستقبلية، ويقودنا إلى بناء علاقات آمنة أو غير آمنة مع شركائنا. يميل الأشخاص الذين عاشوا في كنف والدين سعيدين إلى علاقات الارتباط الآمنة، بينما يطوّر الأشخاص الذين نشؤوا في أجواء الخلاف والنزاع بين الوالدين سلوكيات التجنّب أو القلق من علاقاتهم الشخصية.

2. عدم الثقة في الزواج

النشأة في بيئة يسودها النزاع بين الوالدين تولّد شعوراً بعدم الثقة في الزواج وتؤدي إلى الاعتقاد بأن هذا الارتباط يقود قطعاً إلى المعاناة. كما يمكن أن تحدّ هذه الرؤية من استقرار علاقات هؤلاء الأشخاص وتزيد ميلهم إلى الطلاق.

3. التأثير في تصوّرنا لمسألة الحبّ

تؤدي النزاعات الزوجية المستمرة إلى مشكلات نفسية وسلوكية لدى الأطفال تُضعف قدراتهم على التعبير عن العواطف وإدراكها، وتزيد شعورهم بانعدام الأمان وعدم الثقة في علاقاتهم العاطفية المستقبلية. أظهرت دراسة نشرتها دورية التنمية وعلم نفس الأمراض (Journal of Development and Psychopathology) أن نمو الطفل وصحّته النفسية مرتبطان بسعادة والديه وقدرتهما على التواصل ومستوى النزاع بينهما.

إن كسر دورة "الطلاق الموروث" يتطلّب جهداً واعياً لإعادة تشكيل نظرتنا إلى الزواج والعلاقات. كما أن معرفة المعتقدات السلبية الموروثة من الطفولة وتغييرها يسمح لنا ببناء علاقات صحّية ومُرضية. وقد تكون مساعدة الخبراء النفسيين ثمينة عند الحاجة.

المحتوى محمي