كيف تسهم لعبة سوبر ماريو في تخفيف أعراض الاكتئاب؟

2 دقيقة
لعبة ماريو
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: إذا كنت من هواة ألعاب الفيديو فلا شكّ أنك مارست هذه اللعبة من قبل. دراسة علمية حديثة أثبتت أن إحدى لعب الفيديو الشهيرة قد تساعد مرضى الاكتئاب على تجاوز الأعراض التي يعانونها. هذا يعني أن ألعاب الفيديو ليست مجرد أدوات تسلية بل يمكن أن تكون أيضاً وسيلة علاجية. اقرأ المقال التي كي تتعرّف إلى هذه اللعبة.

يهتمّ العلماء بانتظام بمسألة اللعب في الأبحاث المتعلّقة بمكافحة بعض الاضطرابات النفسية أو حملات التوعية بأهمية الصحة النفسية.

كيف رصد الباحثون التأثير النفسي للعبة سوبر ماريو؟

في هذا الإطار اهتمّ باحثون ألمان بألعاب الفيديو ثلاثية الأبعاد لتحديد تأثيرها المحتمل في علاج الاكتئاب. واكتشف العلماء أن لإحدى اللّعب الشهيرة تأثير إيجابي حقيقي.

ركّزت الدراسة التي نشرتها دورية فرونتيرز إن سايكتري (Frontiers in Psychiatry) وفقاً لما أورده موقع ساي بوست (Psypost) على لعبة مشهورة بشخصيتها الرئيسية: ماريو.

اهتمّ فريق الأستاذ بقسم الطبّ والعلاج النفسيين في المستشفى الجامعي بمدينة بون الألمانية سيلك لوكس (Silke Lux) بتأثيرات لعبة ماريو من خلال المقارنة بين النسخة الثّنائية الأبعاد والنسخة الثّلاثية الأبعاد، علماً أن الفرق الأساسي بينهما يكمن في تمثيل العمق في النسخة الثّلاثية الأبعاد حيث يعطي الأجسام تأثيراً غامراً وواقعياً.

راقب الباحثون طوال 6 أسابيع سلوك نحو 50 مشاركاً سبق لهم الخضوع إلى علاج أعراض الاكتئاب، وقسّموهم إلى 3 مجموعات: مارس المشاركون في المجموعة الأولى لعبة سوبر ماريو أوديسي باستخدام جهاز التحكم المتعدّد الوظائف من نوع سويتش، وشارك أعضاء المجموعة الثانية في برنامج معرفي يسمّى "كوغ باكيت"، في حين لم يشارك أعضاء المجموعة الثالثة في أيّ لعبة أو نشاط.

النتيجة: تحسّن ملحوظ في الحالة النفسية والتحمّس للعلاج

لاحظ العلماء في نهاية هذه الدراسة أن المشاركين في لعبة سوبر ماريو أوديسي الثلاثية الأبعاد حقّقوا تقدماً بعد تقييم أعراض الاكتئاب التي يعانونها، علاوة على زيادة التحمّس لفكرة الاستمرار في العلاج.

وخلُص الباحثون إلى ما يلي: "تشير النتائج إلى أن التدريب المعرفي باستخدام لعبة من ألعاب الفيديو يمكن أن يحسّن الصحّة النفسية للمريض ويعزّز مستويات التحمّس للتدريب ويحسّن الذاكرة البصرية المكانية". تعزّز هذه الدراسة الجديدة فرضية أثارها الباحثون عدّة مرّات وتؤكد أن ألعاب الفيديو مفيدة فعلاً لعلاج بعض أعراض الاكتئاب وتعزيز الصحة النفسية عموماً.

وينبّه العلماء في هذه الدراسة إلى أن اللعب المنتظم قد يكون عاملاً من عوامل تحسين الصحة النفسية لكنّه ليس بديلاً عن العلاجات المعتمَدة. كما حدّدت دراسات سابقة أيضاً التأثير الإيجابي لألعاب الفيديو في مرضى الاكتئاب مع الإشارة إلى أن أوقات اللّعب تمثّل بالنسبة إلى بعض المرضى الذين لا يميلون كثيراً إلى البوح بما في صدورهم لحظات مناسبة للنقاش وبناء علاقات جديدة.

اقرأ أيضاً:

المحتوى محمي