ملخص: من المؤكد أن الكثيرين ممّن نصادفهم في حياتنا اليومية مجرد كائنات أنانية تبحث عن مصلحتها الشخصية. الشخص الأناني الذي قد يكون في محيطك يحرص على بعض السلوكيات ويتميز بسمات قد تساعدك على كشفه بسهولة. يحدّد هذا المقال 5 علامات تسهّل عليك اكتشاف الشخص الأناني الذي يعيش في محيطك، وإليك التفاصيل.
محتويات المقال
تتجه الأبحاث المعاصرة إلى إثبات تزايد النزعة النرجسية في مجتمعاتنا. يلاحَظ أن الناس ينعزلون ويركزون أكثر على أنفسهم بدلاً من الاهتمام بالآخرين؛ بسبب تأثّرهم بالتوجّه الفرداني الذي تروّجه مواقع التواصل الاجتماعي والمجتمع الاستهلاكي وبعض أنماط التربية الأسرية الحديثة (علاوة على جهات أخرى).
لم يعد من الغريب إذاً مصادفة أشخاص أنانيين في حيواتنا المهنية أو الشخصية. لكن كيف يمكننا التأكد من ذلك؟ وفقاً لموقع هاك سبيريت (Hack Spirit)؛ ثمة 5 علامات لا تخطئ في كشف الشخص الأناني.
1. يعيش في عالمه الشخصي الضيق
يعتقد الشخص الأناني أنه محور العالم ويحتاج إلى أن يكون مركز الاهتمام ويفكرّ بمنطق نفعيّ. لا يتردد في توظيف تأثيره وقدرته على التلاعب لتحقيق أهدافه. "يعرف هؤلاء الأشخاص أن لكلّ فرد رغباته وحاجاته الشخصية؛ لكنّهم لا يكترثون لها، فرغباتهم وحاجاتهم هي الأهم على أيّ حال" وفقاً لما أورده مقال في موقع هابيير هيومن (Happier Human).
يتصرّف الشخص الأناني بتكبّر ولا ينتبه كثيراً إلى من حوله. يفكر أساساً في مصلحته الشخصية الآنية، والأهم في نظره هو اللحظة التي هو فيها.
2. مهووس بآرائه الشخصية
ترى المختصّة النفسية، إيمي داراموس (Aimee Daramus)، أن الأشخاص الأنانيين يميلون إلى احتكار الكلام خلال المحادثات والاجتماعات. تؤكد ذلك قائلة: "عندما تتحدث إلى شخص أناني فقد تشعر أن الحديث يدور حول حياته وإنجازاته ومشكلاته فقط". يقاطع الآخرين بانتظام ليعيد توجيه الحديث نحو التركيز عليه.
تقول الكاتبة في موقع فيري ويل مايند (Very Well Mind)، سانجانا غوبتا (Sanjana Gupta): "عدم قدرة الأشخاص الأنانيين على رؤية شيء آخر أو شخص آخر غير أنفسهم يجعلهم مفتقرين إلى التعاطف، علماً أن إظهار التعاطف مع الآخرين يتطلّب تقمّص أدوارهم وعيش واقعهم لفهم مشاعرهم؛ وهذا ما يعجز عنه الأشخاص الأنانيون الذين لا يقدرون على رؤية الأمور من منظور شخص آخر".
3. نادراً ما يتحمّل مسؤولية أفعاله
وفقاً للباحثَين المختصَّين في علم النفس، كريستين أدامز (Christine Adams) وهومر مارتن (Homer Martin)؛ فإن الأشخاص الأنانيين يتميّزون بأسلوب فريد في التفكير والتصرّف والتعبير عن شخصياتهم. يقول الباحثان: "لقد اكتشفنا أنهم يعتقدون طوال الحياة دون الوعي بأنهم عاجزون وغير أكفاء".
يتحدّث مارتن وأدامز في كتابهما "العيش بتلقائية" (Living on Automatic) عن نمط "الشخصية العاجزة". ويكشفان أن شعور التقدير الذاتي المفرط الذي يتّصف به الشخص الأناني يجبره على لوم الآخرين بسبب عيوبه الشخصية، علاوة على أنه يمتلك "نظرة ضيقة" ولا يميل كثيراً إلى تغيير سلوكه حتّى عندما يسبّب له مشكلات ما.
4. يرهق الآخرين عاطفياً
وفقاً للمختصة النفسية، أليس بويس (Alice Boyes)؛ فإن الشخص الأناني يميل إلى التواصل بطريقة تحبط الآخرين وترهقهم. لا يحبّ التركيز على أيّ معاناة أو مشروعات أو أهداف غير تلك المتعلّقة به شخصياً. تقول بويس: "إذا حكيت شيئاً حدث لك لشخص أناني سيُزايد عليك بالحديث عن شيء أهمّ يعيشه أو يفعله، وقد يكون إيجابياً أو سلبياً".
إذا حدّثتَه على سبيل المثال عن الأعراض التي شعرت بها بسبب لقاح كوفيد-19، فمن المؤكد أنه سيحكي لك عن أعراض أكثر خطورة! إذا أخبرته أنك تعتزم إصلاح شيء في بيتك، فسيخبرك بأنه ينوي تجديد بيته بالكامل! إذا أخبرته أنّ بطنك يؤلمك، فسيُحدّثك عن عملية استئصال الزائدة الدودية التي خضع إليها! وإذا قلت له إنك ستذهب إلى الشاطئ في عطلة نهاية الأسبوع، فسيحكي لك عن رحلاته إلى شواطئ كوبا وهاواي وجامايكا!
5. يجد صعوبة في التشبث بالعلاقات
يركّز الشخص الأناني على نفسه كثيراً إلى درجة أنه لا يمكن أن يعطي أولوية لاحتياجات الآخرين مقارنة باحتياجاته. في المقابل، يحرص على مطالبة الآخرين بإرضاء رغباته، سواء في إطار علاقاته الشخصية أو المهنية. "هذه هي الطريقة الوحيدة التي لا تجعله يشعر بالعجز. قد يلجأ بسهولة إلى الاحتجاج أو الغضب أو التهديد أو استخدام العنف إذا لم يستجب الآخرون إلى رغباته" وفقاً لتوضيحات كريستين أدامز.
يتوقع من الآخرين بذل المزيد من الجهد بينما يظلّ هو متكاسلاً دون أن يفعل شيئاً؛ ما يؤدي إلى تقويض التقارب أو الحميمية التي تسود العلاقة. لذا؛ تخلُص المختصّة في علم النفس إلى ما يلي: "هذا الأسلوب في التعامل مع العلاقات هو الأسلوب الوحيد الذي يعرفه الشخص العاجز لأنه يمثّل الطريقة الوحيدة التي تربّى عليها عندما كان طفلاً"، لذا؛ ليس من المستغرَب أن يهجره الآخرون في النهاية.