ملخص: نظرية قشر البرتقال تخلق جدلاً واسعاً في منصة التواصل الاجتماعي تيك توك في إطار مناقشة الحلول والمقترحات التي تعزّز العلاقات بين الأزواج والشركاء. فما المقصود بنظرية قشر البرتقال؟ وكيف يمكن الاستفادة منها في حياتنا الأسرية والعاطفية؟ هذا المقال يجيبك عن هذين السؤالين.
ما هي نظرية قشر البرتقال؟
من المعروف أن موقع التواصل الاجتماعي تيك توك يعجّ بالنصائح والنظريات والتفسيرات الهادفة إلى مساعدتنا على مواجهة تحديات الحياة اليومية سواء تعلّق الأمر بالتعامل مع الأسرة أو الأصدقاء أو الزملاء أو الشركاء، علاوة على مسألة العلاقات التي تعدّ بالطبع الموضوع المفضّل في هذه المنصة.
في هذا السياق أثارت إحدى النظريات مؤخراً جدلاً واسعاً. إنها نظرية قشر البرتقال (Orange peel theory). على الرغم من غرابة المصطلح فإن هذه النظرية تشير مباشرة إلى لغات الحبّ.
وفقاً لهذه النظرية الأخرى التي طوّرها الكاتب الأميركي غاري شابمان (Gary Chapman) ثمة 5 لغات تعبّر عن الحبّ: الهدايا والوقت الممتع الذي يقضيه الشريكان معاً والثناء المتبادل والاتّصال الجسدي ومظاهر الاهتمام البسيطة. هذه اللغة الأخيرة هي التي تحظى باهتمام نظرية قشر البرتقال لقياس قدر المودّة التي تسود بين الشريكين.
كيف يمكن لتقشير البرتقال أن يعزز العلاقة الزوجية؟
هل تحبّ البرتقال؟ إذا كنت تحبّ أكله بانتظام فربّما ثبّطك تقشيره عن ذلك يوماً ما. مرحلة التقشير القصيرة هذه هي لبّ هذه النظرية. إذا طلبت من شريك حياتك أن يقشّر البرتقالة نيابة عنك فهل سيوافق على ذلك؟ هل سيفعل بمفرده؟ تقول الطبيبة النفسية كيت ترويت (Kate Truitt) في تصريح لموقع هاف بوست (HuffPost): "ترتكز نظرية قشر البرتقال على فكرة مفادها أن مظاهر الخدمة البسيطة التي يتبادلها الأزواج تدلّ على الاهتمام والحبّ والالتزام، وتكرار هذا الفعل يعزّز العلاقة ويزيد شعور السعادة، وهذه المبادرات التي تكون بسيطة وروتينية في أغلب الأحيان، ضرورية لترسيخ شراكة ودّية ومتينة ومستدامة".
تقشير البرتقال مجرّد مثال، ويمكن أن نعوّضه بخدمات أخرى مرتبطة بالتغذية أو بأيّ مجال آخر وفقاً لنوعية العلاقة. يتعلّق الأمر في الحقيقة بمظاهر الاهتمام اليومية التي نقدم من خلالها خدمات للآخر. تسمح لك هذه المبادرات بإثبات معرفتك بما يحبّه شريكك وما لا يحبّه، وتحديد الأمور التي تستطيع فعلها من أجل تعزيز رفاهيته، بما في ذلك تلك المبادرات البسيطة.
لكن علينا الحذر من إيلاء أهمية كبرى لهذه المبادرات وفقاً لما تراه خبيرة العلاقات ريبيكا كوبرسميث (Rebecca Coopersmith) في تصريح لموقع توداي (Today). تقول كوبرسميث: "أعتقد أننا عندما نتوقع من شركائنا معرفة ما يدور في أذهاننا، فإننا نقترب من الوقوع في فخ الاعتماد المتبادل، والمطلوب هو أن يفهم كلّ طرف باستقلالية سبب أهمية هذه المظاهر البسيطة في العلاقة". إذا كانت هذه المبادرات إذاً مؤشراً إيجابياً إلى جودة العلاقة، فمن الأفضل مع ذلك أن نأخذ بعين الاعتبار سلبياتها وإيجابياتها ونهتم أيضاً بالمبادرات التي لا تتطلب بضع ثوانٍ فقط.