ملخص: نتوقع من الصديق العطف والكرم والوفاء. هذا مشروع؛ ولكن وفقاً لعالم النفس الأميركي روبرت جيه ويكس، فإن أكثر ما نحتاجه هو الأصدقاء الذين يساعدوننا في مساءلة أنفسنا وتشجيعنا للمضي قدماً.
محتويات المقال
من أقوى العوامل التي تساعد على التطور الإيجابي في حياة المرء لحل المشاكل وتجاوز الصعاب، أن يكون لديك أصدقاء حميمون. هذا ما وجده روبرت جيه ويكس؛ عالم النفس والأستاذ في جامعة لويولا في ماريلاند، بعد سنوات من قيادة ورش العمل حول المرونة والصداقة.
في رأيه تتغذى شبكة الصداقة الجيدة من أربعة تيارات: التوازن، والتشجيع، والتحديات الضرورية والإلهام. يمكن لهذه الصفات جميعها أن تتجسد في شخص واحد أو أكثر من حولنا. نظراً لصعوبة ترجمة المصطلحات التي استخدمها روبرت جيه ويكس إلى اللغة الفرنسية، فقد قررنا استخدام مصطلحات أخرى.
الصديق المرشد
يدعونا الصديق المرشد لطرح أسئلة أساسية على أنفسنا حول حياتنا: ما الذي لا يزال يؤثر علينا بشكل سلبي في الماضي؟ ما الذي يحفزنا حقاً؟ ما الذي نحتاجه أكثر في حياتنا؟ ما الذي يمنعنا من تحقيقه؟ هذا الصديق الفيلسوف هو دليل يساعدنا في استجواب الاستبطان (أو مطالعة أنفسنا)، وهو مسرور بإثارة تفكيرنا، وتعميق أسئلتنا. لا يعطي حلولاً ولا تعليمات، وهو لا يحكم ولا يرى نفسه بمثابة الوصي علينا.
الصديق الداعم
ذلك هو الصديق الذي تساعدنا طاقته الإيجابية على رؤية الجانب المشرق للأشياء، وحماسه يمنحنا الرغبة في المحاولة مجدداً. نلجأ إليه في حالة الفشل أو في الأوقات التي نفقد فيها الثقة بأنفسنا. إن عطفه المبهج وقدرته على إيجاد حلول أصلية أو إنتاج تفكير "خارج الصندوق" هما ترياق للروتين والسلبية. الصديق الداعم الحقيقي لا يكتفي بقول "كل شيء سيتحسن بمرور الوقت"، وتفاؤله واقعي ونابع من ذاته حقاً.
الصديق المتجرد
يمكن أن تكون روحه الدعابة لديه جارحةً ولكنها مفيدة دائماً. إذا كان يستخدم السخرية، فلكي يُظهر لنا سخافة كوننا صارمين وجامدين جداً، أو ميلنا إلى تهويل أدنى مشكلة. لديه موهبة وضع الأشياء والأشخاص في "مكانهم الصحيح" وكشف التظاهر. لا يمكنك الاكتفاء بالأعذار التي لا تصمد أو الاختباء وراء إصبعك الصغير عندما تتحدث معه. تبدد صراحته اللاذعة الغشاوة عن أعيننا، وتتحدانا للتصرف بأصالة وشجاعة.
الصديق الملهِم
يبدو أنه يرى أبعد وأعمق ما وراء المظاهر. إنه حساس للشِّعر وجمال الكائنات والأشياء. مبدع وجريء، لا يهتم بآراء الآخرين وأحكامهم، ويعيش حياته كما يشاء؛ مثل فنّان، بعيداً عن التقاليد. حضوره هو مصدر إلهام ويمنحنا الزخم والرغبة في تحرير أنفسنا من القيود التي تعيق حياتنا. الصديق الملهِم هو أيضاً ذلك الشخص الذي يرتبط ببعده الروحي؛ ما يجعلنا نرى ما بداخلنا وما حولنا، وما وراء العالم العقلي والمادي.