ملخص: هل تتعامل مع إحساسك بالجوع بيولوجياً أم حدسياً؟ إذا أجبت عن هذا السؤال فربّما تستطيع في المستقبل أن تسيطر على نمط تغذيتك وتتجنّب مشكلات الحميات الغذائية الصارمة. يعرّفك هذا المقال إلى نمط التغذية الحدسية ويفسر أسبابها بناءً على أنواع الجوع والحاجات التي تلبيها. إليك التفاصيل.
تعرف إلى التغذية الحدسية
تتزايد أعداد خبراء التغذية الذي ينتقدون انحرافات الحميات والقيود الغذائية الصارمة. لذا يتعين أحياناً التفكير في مسألة الجوع والغداء بموضوعية.
هل سبق لك أن تناولت قطعة حلوى أثارت شهيتك دون أن تكون جائعاً؟ هل أجبرت نفسك يوماً على تناول الفطور على الرغم من عدم رغبتك فيه؟ قرّر الكثيرون مواجهة القيود والحميات الغذائية الرائجة وفقاً لأحدث التوجهات بالتخلّص منها تماماً والاعتماد على التغذية الحدسية.
يهدف هذا النهج إلى تشجيع الثقة في النفس والتخلص من المعتقدات الغذائية السائدة والعودة إلى الاعتماد على الأحاسيس الشخصية. لكن للتغذية الحدسية أيضاً سلبياتها لا سيّما عندما نمنع أنفسنا من الأكل لأننا لا نشعر بالجوع. فالأكل دون جوع قد يكون ضرورياً أحياناً على الرغم من أن أنظمة الحمية تعتبره مجرد شرَه بينما تراه التغذية الحدسية متعارضاً مع الأحاسيس.
لماذا قد يعد الأكل دون جوع مفيد أحياناً؟
قد يكون من الصعب اعتماد التغذية الحدسية بعد سنوات من تطبيق المعتقدات الغذائية السائدة أو حرمان النفس بسبب الحميات الغذائية الصارمة. لذا من المفيد أن تجدد ثقافتك الغذائية كي تفهم إحساسك بالجوع وتطور ذوقك وتدرك حقيقة شعورك بالشبع. لكن ثمة أوقات يجب أن تعارض فيها رغباتك لحماية صحتك. تنطوي التغذية الحدسية على أنوع عدّة من الجوع وفقاً لما ذكرته إيزابيل فاسكيز (Isabel Vasquez) في موقع ويل آند غود (Well and Good):
- الجوع البيولوجي
- الجوع العمليّ
- الجوع الذوقي
- الجوع العاطفي
غالباً ما نركز فقط على الجوع البيولوجي الذي تدلّ عليه أصوات الغرغرة أو التهيّج أو الدوخة. هذا النوع من الجوع ضروري لكنه يجب ألّا يطغى على الأنواع الأخرى. يدفعك الجوع العملي على سبيل المثال إلى الأكل في التوقيت الذي تستطيع أن تتناول فيه الطعام على الرغم من أنك لا تشعر بالجوع.
من المنطقي مثلاً أن تأكل في أثناء استراحة الغداء حتّى دون أن تشعر بالجوع لأنك تدرك أنك لن تجد فرصة أخرى لتناول الطعام إلا بعد ساعات طويلة. أما الجوع العاطفي والجوع الذوقي فيخضعان لسيطرة الرغبات. قد يظهر ذلك مثلاً من خلال الرغبة في تذوق حلوى أُعدّت بمناسبة معينة أو الأكل بسبب الحاجة إلى التخلص من عاطفة قوية.
تقول فاسكيز: "يساعدك تقدير رغباتك على تحقيق الإشباع الذي يحتاج إليه جسمك ونفسك كي تتمكّن من مواصلة أنشطة يومك". لكن التغذية الحدسية لا تناسب الجميع بسبب هذا الارتباك في التعامل مع مسألة الجوع. لذا تؤكد خبيرة التغذية والحميات صوفي ديرام (Sophie Deram) أن الأشخاص الذين اتّبعوا حميات صارمة أو عانوا اضطرابات في السلوك الغذائي يجب ألّا ينخرطوا في نمط التغذية الحدسية. كما أن تجديد ثقافتك الغذائية ضروريّ أحياناً للاستجابة لشعورك بالجوع أو التخلص منه لحماية صحتك.
اقرأ أيضاً: الأكل باستمرار بين الوجبات: الأسباب النفسية والحلول الممكنة