5 خطوات للتعافي من آثار الإساءة النفسية

2 دقائق
العنف النفسي
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: يترك العنف النفسي لدى الضحية آثاراً مؤلمة يصعب التعايش معها والتعافي منها يتطلب اتباع خطوات محددة، يعرفنا إليها مختص نفسي من خلال السطور التالية.

يمارس الطرف المؤذي العنف النفسي على ضحيته من خلال التقليل من شأنها وإهانتها عمداً ليرفع قدره على حسابها ويُظهر نفسه بمظهر المتفوق عليها. في حين أن العنف النفسي أقل وضوحاً من العنف الجسدي فإنه لا يقل عنه قسوة وإيلاماً؛ إذ يقتل ثقة الضحية بنفسها وينسيها حقيقتها.

لنأخذ مثلاً أكثر الرسائل السلبية التي يكررها مرتكبو العنف العاطفي على مسامع ضحاياهم: "أنت تافه"، أو "أنت لا تفلح في أي عمل"، أو "أنت عديم الجدوى"، أو "أنت مخيب للآمال"، لهذه العبارات عواقب وخيمة على تقدير الذات لدى الضحية، والتعافي منها قد يستغرق وقتاً لكنه ليس مستحيلاً.

إذا كنت ضحية إيذاء عاطفي، نقدم لك فيما يلي 5 خطوات ينبغي لك اتباعها للتعافي من آثاره، وذلك كما أوردها مختص علم النفس غريغوري جانتز (Gregory L. Jantz) في حديثه مع موقع سايكولوجي توداي (Psychology Today).

ابحث عن سبب السلوك المؤذي

لتستكمل عملية التعافي من الإساءة العاطفية، فإن عليك فهم سبب تصرف الشخص الذي آذاك بدلاً من أن تستمر في لومه. يقول المختص: "قد يرجع تصرف الشخص الذي آذاك إلى سوء معاملة والديه له في الطفولة؛ أي إلى سبب كامن في اللاوعي. أو قد يرجع إلى شعوره بالتعب أو الإرهاق أو التوتر أو إلى حالته المزاجية السيئة". فهم ذلك لا يعذر الشخص الذي أساء إليك؛ إنما يسمح لك بمعرفة أن تصرفه هذا يتعلق به لا بك، في حين أن اللوم يؤجج الغضب والمرارة والاستياء.

سامح

الصفح عن الشخص الذي آذاك يعود عليك بالنفع، فأنت بذلك توصل له رسالة مفادها أنك مدرك للخطأ الذي ارتكبه في حقك وأنك قررت أن تصفح عنه لتتحمل نصيبك من المسؤولية تجاه العلاقة. حينما لا تسامح، فإن ألمك يستمر ويستمر معه الأذى الذي يسببه لك. لكن مسامحة الآخر لا تعني نسيان ما فعله؛ بل إتاحة الفرصة لبداية جديدة بينكما.

استعد قوة شخصيتك

بعد تعرضك إلى الإساءة العاطفية، قد تشكك في قدرتك على اتخاذ قرارات سليمة، ويقول غريغوري جانتز: "لتستعيد قوة شخصيتك ينبغي أن تعرف كيف تحب نفسك وتثق بها". تتضمن استعادة قوة الشخصية أن تكون مسؤولاً عن قراراتك وتصرفاتك؛ أي أن توافق على ما يناسبك وترفض ما لا يناسبك أو ما يحاول الآخرون فرضه عليك دون إرادتك.

تجنَّب النزاعات

الشخص الذي يمارس الإيذاء العاطفي هو شخص سام يحاول السيطرة على الآخرين ويتعامل معهم بسلبية ويقلل من احترامهم، ولحماية نفسك منه من الأفضل أن تحد من الاتصال معه. أما إذا كنت مجبراً على رؤيته بحكم أنه أحد أفراد عائلتك مثلاً، فيقترح مختص علم النفس عليك اختيار شخص موثوق يدعمك عاطفياً، ويقول المختص: "اختر شخصاً يفهم طبيعة العلاقة بينك وبين الشخص الذي يسيء إليك، يمكنه أن يتدخل ويدعمك في ظروف معينة". هناك طريقة أخرى لحماية نفسك من النزاعات المحتملة مع الشخص المؤذي، وهي قصر التواصل معه على المكالمات الهاتفية أو رسائل البريد الإلكتروني أو لقائه في الأماكن العامة.

لا تتخذ ردود فعل متسرعة وعنيفة

يقول غريغوري جانتز:"لا تربط الإساءة العاطفية التي تعرضت إليها بأخرى واجهتها في الماضي". ينبغي لك أن تتعلم كيف تفصل بين الماضي والحاضر، فالتعليق الجارح الذي وجهه لك زميل في العمل ليست إثباتاً لصحة تعليق مشابه تلقيته سابقاً. حينما نتعرض إلى الإساءة العاطفية، يزداد تأثرنا بالكلام الجارح، ويقول المختص: "بدلاً من اتخاذ رد فعل عنيف ومتسرع، خذ نفساً عميقاً وعبر عن المشاعر التي أثارها الكلام في نفسك، فرد الفعل العدائي قد يصعد النزاع، ويُفقدك قدرتك على ضبط النفس".

المحتوى محمي