ملخص: تقدم دراسة جديدة دليلاً إضافياً حول تأثير ثنائي الاكتئاب والسكري في الصحة؛ حيث أفادت الدراسة الإحصائية بارتفاع خطر الوفاة المبكرة في حال تزامن الإصابة بهما. بغض النظر عن أسباب إصابة مريض السكري بالاكتئاب، سواء أكانت نتيجة ضائقة السكري أم بسبب تغيرات فيزيولوجية، فإننا نقدم لك في هذا المقال نصائح واستراتيجيات تساعدك على إدارة المرض والوقاية من الإصابة بالاكتئاب.
محتويات المقال
الاكتئاب اضطراب نفسي شائع يؤثر في استقرار الصحة النفسية لملايين الأشخاص في أنحاء العالم كافةً؛ لكن المعاناة تكون مضاعفة بالنسبة إلى المصابين بمرض السكري، فقد وجدت دراسة علمية حديثة نُشرت في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2023، أن تزامن حدوث الاكتئاب مع مرض السكري من النوع الثاني يزيد الأمر سوءاً. فما تفاصيل ذلك؟ الإجابة في هذا المقال.
ما النتائج التي توصلت إليها الدراسة؟
لفهم الآثار الطويلة المدى للاكتئاب في البالغين المصابين بالسكري من النوع الثاني، حلل أستاذ الصحة العامة في جامعة ولاية نيو مكسيكو، جاغديش خوبشانداني (Jagdish Khubchandani) مع فريقه من الباحثين، في الدراسة الحديثة المنشورة في دورية مرض السكري ومتلازمة التمثيل الغذائي: الأبحاث والمراجعات السريرية (Diabetes & Metabolic Syndrome: Clinical Research & Reviews)، بيانات 14,920 مشاركاً، من المسح الوطني الأميركي لفحص الصحة والتغذية في الفترة ما بين عامَيّ 2005 و2010، وربط البيانات بسجلات الوفيات من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
أظهرت النتائج أن المشاركين المصابين بالسكري كانوا أكثر عرضة إلى الوفاة المبكرة بمقدار 1.7 مرة مقارنة بأولئك الذين لا يعانون مرض السكري؛ بينما تضاعف الخطر إلى 4 أضعاف لدى المشاركين المصابين بالسكري والاكتئاب معاً.
اقرأ أيضاً: هل يؤثر الضغط النفسي في المصابين بمرض السكري؟
لماذا تتشابك العلاقة بين الاكتئاب والسكري؟
تستوجب الأمراض المزمنة؛ بما فيها مرض السكري، تعاملاً خاصاً، وقد يكون ذلك مرهقاً نفسياً بالنسبة إلى البعض ويسبب له الكآبة، وأحياناً يصل الأمر إلى الإصابة بحالة تُعرف بـ "ضائقة السكري"؛ حيث يشعر المريض بأن جهوده للتعامل مع مرض السكري لا تجدي نفعاً.
ويرى بعض الباحثين أن السبب في ذلك يعود إلى التأثير الأيضي لمرض السكري في وظائف المخ؛ بينما يعتقد البعض الآخر منهم أن تطور الاكتئاب لدى مرضى السكري بالأخص، قد يكون ناتجاً من تغيرات في كيمياء الدماغ لديهم.
وفيما يبدو أن العلاقة بين المرضين متبادلة، فقد أشارت دراسة علمية منشورة في مجلة طب السكري (Diabetic Medicine)، إلى أن التغيرات التي يُحدثها الاكتئاب في الدماغ قد تسبب زيادة خطر مضاعفات مرض السكري.
اقرأ أيضاً: كل ما تريد معرفته عن الاكتئاب
ما الذي يسبب إصابة بعض مرضى السكري بالاكتئاب؟
تشير إحصائية مذكورة في دراسة علمية أجراها فريق من الباحثين في جامعة الإمارات العربية المتحدة (United Arab Emirates University)، ونُشرت في مجلة علم الأوبئة والصحة العالمية (Journal of Epidemiology and Global Health)، إلى أن عدد المصابين بالسكري من النوع الثاني حول العالم عام 2017 يُقدر بنحو 462 مليون فرد، ومن المتوقع وصوله إلى نحو 1.3 مليار إصابة بحلول عام 2050. وبحسب الاستشاري النفسي عاصم العقيل؛ فما يقرب من خُمس هؤلاء الأشخاص المصابين بالسكري (20%)، قد يعانون أيضاً أعراض الاكتئاب بدرجات متفاوتة الشدة.
ومن جانبه، أوضح الطبيب والعضو في الجمعية الأميركية للسكري (American Diabetes Association)، روبرت غاباي (Robert Gabbay)، إن الأشخاص المصابين بالاكتئاب غالباً ما يكونون أقل انخراطاً في أنماط الحياة الصحية؛ بما فيها النظام الغذائي الصحي وممارسة التمرينات الرياضية؛ ما يتسبب في اضطراب نسبة سكر الغلوكوز في الدم، وصعوبة السيطرة عليه، وزيادة خطر الإصابة بمضاعفات مرض السكري.
كما أفاد أستاذ الصحة العامة، جاغديش خوبشانداني، بأن كلاً من مرضى الاكتئاب والسكري يتأثرون بمجموعة متنوعة من العوامل تشمل:
- زيادة العبء المالي وانخفاض إمكانية الحصول على رعاية صحية جيدة.
- الإجهاد الذي يؤدي إلى تفاقم الاكتئاب والسكري.
- التاريخ الصحي العائلي لأي من الحالتين.
- الإصابة بالسمنة.
- الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
- الإصابة بالخمول وقلة الحركة.
- الإصابة بمرض القلب التاجي.
- الإصابة بالالتهابات.
- الإصابة باضطراب النوم.
- ممارسة العادات الغذائية السيئة.
اقرأ أيضاً: الاكتئاب لدى مرضى السكري: الأسباب والعلاج
كيف تُمكن مواجهة الاكتئاب والسكري معاً؟
لمنع الاكتئاب من أن يزيد مرض السكري سوءاً، هناك بعض الاستراتيجيات الفعالة التي يمكن اتباعها؛ وأهمها:
- المواظبة على استشارة مختص الغدد الصماء؛ حيث يساعد على إدارة أعراض السكري ويتحكم بها.
- الانضمام إلى مجموعات دعم مرضى السكري.
- مراجعة مختص رعاية نفسية؛ حيث يمكنه اتباع العلاج المعرفي السلوكي أو العلاج الأسري أو العلاج السلوكي الجدلي بهدف تحسين حالة المريض.
- الالتزام بالعلاج الدوائي؛ حيث يتوفر بعض الأدوية الممكن تناولها لكل من مرضى السكري والاكتئاب؛ مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية وهي مضادات اكتئاب تساعد على تنظيم نسبة السكر في الدم للأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع الثاني.
- اتباع بعض الممارسات الذاتية للمساعدة على إدارة الإجهاد النفسي؛ مثل:
- ممارسة التأمل.
- ممارسة التمرينات الرياضية بانتظام.
- كتابة اليوميات.
- أخذ قسط كافٍ من النوم.
- الحد من تناول الكافيين.