كيف تساعدك رياضة رفع الأثقال على التعافي من صدمات الماضي؟

2 دقائق
رياضة رفع الأثقال
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: قد تترك صدمات الماضي أثراً بالغاً في النفوس وتستعصي على العلاج الطبّي والسلوكي؛ لكنّ دراسة حديثة اكتشفت أن أحد الأنواع الرياضية يمكن أن يسهم في تجاوز هذه الصدمات وعلاجها؛ إنها رياضة رفع الأثقال التي تتطلب قدرة تحمّل هائلة، وإليك تفاصيل هذا العلاج في المقال التالي.

ما فوائد التمارين الرياضية للنفس والجسد؟

للتمارين الرياضية فوائد على المديَين القصير والبعيد، سواء للحالة البدنية أو الصحة النفسية. وكثيرة هي هذه الفوائد التي تشمل تخفيف التوتر وتقوية العضلات والمفاصل والوقاية من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والحدّ من اضطرابات النوم إلى غير ذلك.

واهتم البحث العلمي منذ عقود بتأثير ممارسة الرياضة في اضطرابات نفسية عديدة مثل الاكتئاب والوسواس القهري واضطراب ثنائي القطب.

لكن ماذا عن تأثير التمارين الرياضية في الصدمات النفسية؟ في دراسة نُشرت بمجلة الصحة النفسية والنشاط البدني (Mental Health and Physical Activity)، تساءل باحثون أميركيون عن تأثيرات ممارسة رياضة رفع الأثقال في الصدمات.

كيف تعيد رياضة رفع الأثقال الانسجام مع الذات؟

اهتمت دراسات عديدة بفائدة الأنشطة الرياضية التي تتطلب قدرة تحمّل خارجية أو جسدية، ولا سيّما لمعالجة الاكتئاب أو القلق وفقاً لما أورده موقع ساي بوست (PsyPost). ولدراسة تأثير هذه الرياضة في الصدمات، جمع الباحثون 46 مشاركاً تعرّضوا لصدمات نفسية ويمارسون رياضة رفع الأثقال منذ 3 أشهر على الأقل. وأخذ الباحثون بعين الاعتبار 3 أنواع من الصدمات: الصدمات البشرية الناجمة عن التعرّض للاعتداء أو الإساءة والصدمات غير البشرية الناجمة عن الحوادث والكوارث الطبيعية مثلاً، والصدمات المنهجية الناجمة عن أشكال القمع أو التمييز المختلفة.

وأُجريت الدراسة النوعية من خلال مقابلات عن بعد مع المشاركين تتراوح مدتها ما بين 45 و90 دقيقة. وطُرحت عليهم أسئلة حول حيواتهم الشخصية أو علاقاتهم برياضة رفع الأثقال أو مدى استعدادهم لمساعدة أشخاص آخرين تعرّضوا أيضاً لصدمات نفسية.

وسُئل المشاركون أيضاً عن العنصر الأكثر إفادة في مسار تعافيهم من الصدمة، وآرأئهم في التمارين الرياضية ورياضة رفع الأثقال والصحة، ومدى ارتباط هذه العناصر براحتهم النفسية. واستنتج الباحثون أن "صدمات الماضي والحاضر أدّت إلى نوع من الانفصال بين المشاركين وبين محيطهم وأجسادهم وظهور أعراض توتر ما بعد الصدمة التي فاقَمها اختلال التنظيم الاجتماعي والحسي لدى المشاركين".

وشكّلت الممارسة الرياضية التي اعتمدوا عليها ميزة في مواجهة هذه الصدمات. وخلص الباحثون إلى أن: "رفع الأثقال مثّل تجربة تجذّر ساعدت المشاركين على ضمان مشاركة أكثر واقعية في الحياة؛ حيث استطاعوا التعرّف إلى الصلة القائمة بين الجسد والنفس واستخدام التجربة الجسدية للتأثير إيجابياً في أفكارهم".

وعلاوة على ذلك، تمكّنوا من تنمية الشعور بالقوة والانتماء إلى المجتمع. وقد يساعد إجراء دراسات إضافية تشمل عينات أوسع على تأكيد فائدة رياضة رفع الأثقال لعلاج الصدمات.