ما السمات المشتركة بين الشخصية العدوانية والشخصية السيكوباتية؟

1 دقيقة
الشخصية العدوانية والشخصية السيكوباتية
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: العنف والعداء والكراهية؛ كلها قد تكون سمات مشتركة بين الشخصية العدوانية والشخصية السيكوباتية. لكن هل أثبت العلم هذا التشابه؟ هذا ما تحاول دراسة إسبانية حديثة الإجابة عنه من خلال التقييم الرياضي للمشاركين فيها، ويقدّم هذا المقال نتائجها.

ما القاسم المشترك بين الشخصية العدوانية والشخصية السيكوباتية؟ هذا السؤال أجابت عنه إحدى الدراسات وكشفت تشابهات مدهشة بين الشخصيتين.

يُظهر الأشخاص العدوانيون سلوكهم العدائي والعنيف والمندفع تجاه الآخرين أو تجاه محيطهم لفظياً أو مادياً أو حتّى عاطفياً. وتعود هذه السمة الشخصية إلى عوامل مختلفة منها التوتر أو الشعور بالإحباط أو مشكلات السيطرة على العواطف أو تجارب الماضي إلى غير ذلك. وكشفت دراسة حديثة أن الأشخاص العدوانيين يشبهون الأشخاص السيكوباتيين.

ما أوجه التشابه بين الشخصية العدوانية والشخصية السيكوباتية؟

حلّلت دراسة أنجزها خبراء كلية علم النفس ومعهد علوم الأعصاب بجامعة برشلونة (UBNeuro) بالتعاون مع مجموعة البحث بمختبر الفوارق الفردية (IDLab)، التشابهات بين الأشخاص الذين يعانون اضطراب الشخصية السيكوباتية والأشخاص الذين يُظهرون سلوكيات عدوانية، ونُشرت نتائج الدراسة في مجلة الطب النفسي الانتقالي (Translational Psychiatrie).

وأجرى الباحثون تقييماً لحالات 256 متطوعاً بالاعتماد على منهج رياضي معمّق، وأرادوا التمييز بين سلوكيات ومفاهيم مختلفة مثل العدوانية والكراهية تحت اختبار المكافأة أو العقاب.

وكشفت الأستاذة المحاضرة بقسم علم النفس السريري وعلم النفس البيولوجي في كلية علم النفس بجامعة برشلونة، ماسيا بواديس روتجر (Macià Buades-Rotger) أن: "الاكتشاف المفاجئ كان هو رصد النمط نفسه من السمات الذي يتميز بميل أكثر اندفاعاً لدى الأشخاص العدوانيين جداً، وبسلوك معادٍ للمجتمع وأكثر سيطرة وبروداً لدى الأشخاص السيكوباتيين".

ما أساليب العلاج الفعالة؟

يتشابه الأشخاص الذين يتّسمون بميل سيكوباتي مع الأشخاص الذين يتميزون بسلوكيات عدوانية في العديد من السمات، وتُظهر النتائج أن هذه السمات السلوكية يمكن أن تُربط بعمليات التعلم.

يوضّح مدير مختبر الفوارق الفردية، دافيد غالاردو بويول (David Gallardo-Pujol) ذلك قائلاً: "سِمتا العدوانية والسيكوباتية متشابهتان ومترابطتان؛ لكننا نفترض عموماً أنهما تتميّزان بآليات نفسية وعصبية متباينة".

وافترض الباحثون أن العلاجات الفعّالة التي يتلقاها الأشخاص الذين يعانون اضطراب الشخصية السيكوباتية مثل تدريب السيطرة على العواطف، يمكن أن تكون مفيدة أيضاً للأشخاص الذين يجدون صعوبة في إدارة مشاعر الغضب.

ويضيف الخبراء: "من ثمّ فإن العلاجات الناجحة بالنسبة إلى الأشخاص السيكوباتيين؛ مثل تدريبات السيطرة على العواطف، يمكن أن تنجح أيضاً في علاج الأشخاص الذين يجدون صعوبة في إدارة شعورهم بالغضب".

واستنتج الباحثون أن الدراسات السريرية المستقبلية ستكون ضرورية لتأكيد هذه الفرضية وتعميق فهم هذه السمات الشخصية المعقدة.

المحتوى محمي