ملخص: يتمتع البشر بالقدرة على التحكم في مشاعرهم فيما يُعرف بـ "تنظيم العواطف الداخلية" الذي يتضمن استدعاء حالات تؤدي إلى توليد عواطف إيجابية أو صرف انتباهنا عن العواطف السلبية من خلال تغيير نظرتنا إلى الأمور أو مراجعة الموقف؛ لكن هل يمكن اتباع الاستراتيجيات ذاتها مع شريك الحياة؟ الإجابة من خلال المقال التالي.
يطور كل فرد استراتيجيات لتنظيم عواطفه الداخلية، ويمكن لاستخدام هذه الاستراتيجيات مع شريك الحياة أن يعزز الرضا عن العلاقة الزوجية.
ما هو التنظيم العاطفي؟
لا تقتصر المشاعر بين الزوجين على الحب فقط؛ إذ ثمة مجموعة من العواطف التي يجب تنظيمها ضمن العلاقة الزوجية. يتمتع البشر بالقدرة على التحكم في مشاعرهم فيما يُعرف بـ "تنظيم العواطف الداخلية" الذي يتضمن استدعاء حالات تؤدي إلى توليد عواطف إيجابية أو صرف انتباهنا عن العواطف السلبية من خلال تغيير نظرتنا إلى الأمور أو مراجعة الموقف؛ لكن هل من الممكن اتباع الاستراتيجيات ذاتها مع شريك الحياة لتنظيم عواطفه؟ وما تأثيرها في العلاقة؟
هذا ما تساءلت عنه باحثات من جامعتَيّ سيدني في أستراليا، وأولم في ألمانيا، في بحث تناول استراتيجيات التنظيم العاطفي ضمن العلاقة الزوجية وتأثيرها في الرضا عن العلاقة، ونُشرت نتائجه في مجلة علم النفس المعاصر (Current Psychology).
ما السلوكيات التي تشير إلى الرضا عن العلاقة الزوجية؟
بغية إجراء بحثهنّ، استعانت سارة ووكر (Sarah Walker)، وريبيكا بينكوس (Rebecca Pinkus)، وسالي أولدرباك (Sally Olderbak)، وكارولين ماكان (Carolyn MacCann) بـ 277 شخصاً متزوجاً، وحصلت الباحثات على معلومات عن تركيبتهم الديموغرافية، ثم قيّمن مدى قدرتهم على تنظيم المشاعر الخارجية؛ أي التأثير في مشاعر الشريك، ومدى رضاهم عن العلاقة. قسّمت الباحثات استراتيجيات تنظيم العواطف إلى 8 فئات:
- القمع التعبيري: طلب الفرد من الآخر تجنب التعبير عن عواطفه السلبية.
- المقارنة التنازلية: لوضع الموقف في منظوره الصحيح.
- الفكاهة: الإشارة إلى إيجابيات الموقف السلبي لإضحاك الناس.
- الإلهاء: لصرف الانتباه.
- الإجراءات المباشرة: من خلال تغيير الفرد للوضع بنفسه.
- المراجعة الإيجابية: تشجيع التفكير الإيجابي.
- الاستماع التقبلي: الذي يتيح للطرف الآخر التعبير عن عواطفه وإخراجها.
- تقدير الشريك: لتعزيز مشاعره الإيجابية.
ثبت أن بعض الاستراتيجيات فعّال أكثر من غيره فيما يخص تعزيز الرضا في العلاقة الزوجية، وبخاصة الاستماع التقبلي والفكاهة والتقدير؛ إذ شعر المشاركون الذين يميلون إلى اتباع هذه الاستراتيجيات الثلاث بسعادة ورضا أكبر في علاقاتهم. توفر هذه الدراسة نظرة أولية على ما يجدي وما لا يجدي من استراتيجيات تنظيم العواطف في العلاقة الزوجية، ومع التوسع في البحث في هذا الخصوص قد نعرف أكثر عن أهمية تنظيم العواطف الخارجية.