ملخص: عندما تكبر الأسئلة في ذهن الإنسان حول مساره ومصيره، وينشغل بالتفكير فيها والبحث عن إجابات عنها، فقد يصبح عرضة لقلق من نوع خاص. إنه القلق الوجودي الذي يرتبط بالتساؤل عن معنى الحياة ومغزاها، فمتى يصبح هذا النوع من القلق حالة مرَضية؟ هذا ما يجيب عنه المقال التالي.
محتويات المقال
يتعرّض الناس أغلبهم للقلق والخوف والتوتر مرة واحدة على الأقل في العمر دون مضاعفات خطِرة؛ لكن القلق الوجودي نوع خاص من أنواع القلق يجب ألّا نقلّل من خطورته.
وفقاً للإحصائيات التي كشف عنها المعهد الوطني للصحة والبحث الطبي في فرنسا؛ فإن 21% من البالغين يتعرّضون لاضطراب من اضطرابات القلق خلال حيواتهم. وفي نوفمبر/ تشرين الآخر عام 2022، كشف مؤشر مؤسسة إيبسوس (Ipsos) لاستطلاعات الرأي أن مراهقاً من أصل اثنين يعاني أعراض القلق أو الاكتئاب.
يمثل القلق إذاً مشكلة شائعة يمكن أن تؤثر في الجميع، وعندما يكون مرَضياً، فقد يتحوّل إلى اضطراب القلق العام أو الرّهاب أو القلق الاجتماعي أو اضطراب الهلع. وقد ينجم القلق عن عوامل عديدة مثل ظروف العيش والعمل أو الحياة الأسرية؛ لكن ثمة نوعاً من أنواع القلق المرتبط بالحياة والوجود بصفة عامة.
ما هو القلق الوجودي؟
إذا كنّا نتحدث بانتظام عن مسألة "الأزمة الوجودية"، فلعلّها تشبه كثيراً حالة الشعور بالقلق. تقول المعالجة النفسية كيتي ليكام (Katie Leikam) في تصريح لموقع هيلث لاين (Healthline): "يمكن أن يعيش بعض الأشخاص أزمة وجودية عندما يبدأ بالتساؤل عن معنى الحياة وعن هدفه فيها، وعن المغزى من الحياة كلّها". ويظهر هذا القلق من خلال "القطيعة مع أنماط التفكير السائدة"؛ حيث يشرع هذا الشخص في البحث بأيّ ثمن عن إجابات عن الأسئلة الكبرى في الحياة.
وإذا لم يكن هناك بأس في طرح هذه النوعية من الأسئلة، فإن انعدام الإجابات وتعرّض السائل لخيبة أمل كبيرة أو توتّر حادّ أو فقدانه الشعور بالسعادة، يمكن أن يكون دليلاً إلى الإصابة بالقلق الوجودي. ويتخذ هذا القلق 3 أنماط وفقاً للقائمة التي حدّدها موقع ميديكال نيوز توداي (MedicalNewsToday):
- القلق من المصير والموت.
- القلق من الفراغ وغياب المعنى.
- القلق من الشعور بالذنب وعدم الاستجابة للمعايير الأخلاقية.
ما مضاعفات القلق الوجودي؟
على الرغم من أن القلق الوجودي قد يكون عابراً دون أيّ تأثير في الحياة اليومية، فمن الضروري أن يظلّ المصاب حذِراً. ووفقاً لموقع تشوزينغ ثيرابي (Choosing Therapy)؛ فقد يكون القلق الوجودي مرتبطاً بأحاسيسَ مختلفة مثل الإحباط أو العزلة أو الإرهاق أو اليأس.
وقد يكون أيضاً عَرَضاً من أعراض اضطراب القلق أو الاكتئاب. وكانت دراسة نُشرت في ديسمبر/ كانون الأول عام 2022 بدورية علم النفس الإنساني (Journal of Humanistic Psychology)، قد كشفت أنّ تجربة واحدة حول معنى الحياة أدت إلى ظهور قلق وجودي أكبر؛ وأدى بدوره إلى ظهور أعراض اكتئاب أكثر خطورة. وفي الحالات الأخطر، يمكن أن يؤدي القلق الاجتماعي إلى ظهور أفكار انتحارية لدى المصاب.
اقرأ أيضاً: 7 طرق فعالة لعلاج اضطرابات القلق