ملخص: عندما تأوي إلى سريرك ليلاً، تتدفّق إلى ذهنك سيناريوهات قبل النوم وتخيّلات لا تنتهي، ترى فيها أحياناً مشاهد حياتك العاطفية والمهنية وتمثّل فيها أحداثاً وقصصاً وهمية. لا تحاول التوقّف عن هذه العادة؛ لأنها إيجابية وتساعدك على مواجهة الواقع وفقاً لمدرّبة وخبيرة نفسية.
ما هي سيناريوهات قبل النوم؟
كلّ مساء تعيش هذا الطقس؛ تندسّ تحت بطانيتك وتطفئ الأنوار ثم تبدأ بالتخيّل الذهني لأحداث أنت بطلها، فتتخيّل سيناريوهات وهمية بدلاً من أن تحصي النجوم في السماء.
ترى نفسك مثلاً وأنت تصادف شريكة حياتك السابقة في المركز التجاري، فتتذكّر حبّك الأول وتتخيّل أنها أصبحت جارة قريبة منك، فتجد نفسك أخيراً واقفاً أمام زوجتك السابقة حيث يمكنك أن تقول لها كلّ ما تراكَم في قلبك منذ شهور.
ترغب منذ فترة في الاستقالة من عملك، فترى نفسك قبل النوم وأنت تقدّمها وترحل إلى مكان بعيد جداً. إنها طبيعة النفس البشرية ليلاً حيث لا توجد حدود لتدفّق الأفكار،
فتخيُّل السيناريوهات قبل النوم أمر طبيعي للغاية، والعديد من الناس يختلق كلّ مساء قصصاً ويعيش مغامرات غير منتهية أو يرى تخيّلات غير معلَنة. عندما تفعل ذلك؛ فكأنك تقرأ لنفسك قصتك المفضلة فتغرق في شريط الأحداث الذهني. إنه أسلوب أثبت فعاليته وتحقّق منه الباحثون.
كيف تزيد هذه السيناريوهات استعدادك لمواجهة صعاب الحياة؟
هذه الطريقة في النوم ليست عادة سيئة لأنها تسمح للإنسان بالحلم، وتمثل هذه السيناريوهات المطمْئِنة طريقة للهروب واستيعاب الواقع على نحو أفضل. توضّح المدرّبة المعتمدة في مجال علم النفس الإيجابي، أود باتكسر (Aude Batxer) في تصريح لمجلة مترو (Metro.co.uk)، إن اختلاق سيناريوهات وهمية يمكن أن يُشعرنا بالارتياح والاستعداد الجيد لمواجهة الواقع.
وتشرح ذلك قائلة: "يمكننا أحياناً تخيّل أشياء لم تحدث بعد حتّى نشعر أننا مستعدّون للاحتمالات كلّها".
هذه السيناريوهات لا غنى عنها للبعض حتّى يتمكّن من النوم، فهي تحفّز الدماغ على الاندماج في هذا الموقف؛ لكنها تبدو أيضاً كتمارين التأمل.
"أن تسمح لنفسك بتصوّر الأحداث التي لم تحدث أو لن تحدث أبداً، وتمثيلها ترفٌ شخصي يمكن أن يكون مطمْئِناً على نحو مدهش، وبخاصة في حالة احتمال حدوث سيناريو سلبي".
إنه أسلوب للهرب من الواقع والتمتّع بالثقة أيضاً، فاختبار هذه المواقف التي لم تحدث يمكن أن يحدّد طريقة التصرّف التي نقدر عليها.
مع ذلك، يمكن أن تكون هذه السيناريوهات مصحوبة بالقلق والمخاوف. إن هذه المشاعر تنتشر ليلاً، فإذا كنت تتخيّل سيناريوهات متشائمة تزعجك فلا تنسَ أنك في بيتك آمنٌ في سريرك، فتنفّس بعمق.
اقرأ أيضاً: كيف ترتبط جودة النوم بمواقف حياتنا اليومية؟