ملخص: بصفتي أماً لديها طفلان في سنّ الذهاب إلى المدرسة، أشعر بالكثير من القلق هذه الأيام بسبب قرب بداية الفصل الدراسي، وأبنائي أيضاً يشعرون بالقلق. ومن خلال هذا المقال، تعرَّفت إلى الكثير من أسباب قلق العودة إلى المدرسة لدى كلٍ من الأطفال والوالدين، وكيفية التغلب عليها.
محتويات المقال
- ما هو قلق العودة إلى المدرسة؟
- 7 علامات تشير إلى قلق الوالدِين من عودة أبنائهم إلى المدرسة
- ما علامات قلق الأبناء من العودة إلى المدرسة
- الأسباب وراء قلق الوالدِين من عودة الأطفال إلى المدرسة
- 5 أسباب لشعور الأبناء بالقلق مع بداية العام الدراسي
- كيف يمكن للوالدِين التعامل مع قلق عودة أبنائهم إلى المدرسة؟
- 4 إرشادات للتغلب على قلق العودة إلى المدرسة لدى الأبناء
يستعد الوالدان والأبناء لمرحلة العودة إلى المدرسة خلال هذه الأيام، ويمكن أن تثير تلك العودة الكثير من القلق لدى الوالدين والأبناء، فبعد مرور فترة طويلة من الاسترخاء والمرح، يشعر الأبناء بعدم الارتياح تجاه العودة إلى روتين الفصل الدراسي، أما الوالدون، فثمة ضغط هائل يقع عليهم بدايةً من الضغوط المالية، مروراً بالتخوفات المختلفة على الأبناء، ووصولاً إلى حدوث تغيرات كبيرة في روتين الأسرة. ومن خلال هذا المقال، نتعرف معاً إلى قلق العودة إلى المدرسة عند الوالدين والأبناء وكيفية التغلب عليه.
ما هو قلق العودة إلى المدرسة؟
يمكن أن تكون العودة إلى المدرسة بعد انقطاع طويل أمراً مرهقاً لأعصاب الوالدين والأبناء، وغالباً ما يزداد قلق الطفل والوالدين من العودة إلى المدرسة مع اقتراب اليوم الأول من الفصل الدراسي، وهذا نوع شائع من القلق في مرحلة الطفولة أو المراهقة؛ حيث يشعر الكثير من الأبناء بالخوف من تلقي الدروس أو تكوين الصداقات أو الانفصال عن الوالدين. وعلى الرغم من أن قلق العودة إلى المدرسة غير مدرج في الدليل التشخيصي والإحصائي الخامس للأمراض النفسية (DSM-5)، فإنه يمثل تحدياً حقيقياً وصعباً للغاية بالنسبة إلى كلٍ من الأبناء والآباء.
7 علامات تشير إلى قلق الوالدِين من عودة أبنائهم إلى المدرسة
يؤكد الطبيب النفسي جون دافي (John Duffy) إن المخاوف التي يواجهها الوالدان مع اقتراب العودة إلى المدرسة تتضاعف كل عام، فسواءٌ كان طفلك في روضة الأطفال أو المدرسة الثانوية، من الطبيعي أن تفكر في أدائه الدراسي وتشعر بالقلق عليه، وهذه أهم علامات قلق العودة إلى المدرسة عند الوالدين:
- صعوبة التركيز.
- آلام العضلات.
- الصداع.
- آلام المعدة.
- اضطراب النوم.
- الشعور بالأرق.
- معاناة التوتر والخوف.
اقرأ أيضاً: كيف نساعد الأطفال والمراهقين على إدارة القلق؟
ما علامات قلق الأبناء من العودة إلى المدرسة
تشير الطبيبة النفسية لوسي راسل (Lucy Russell) إلى أن بداية العام الدراسي الجديد يمكن أن تكون وقتاً مرهقاً ومثيراً للقلق عند الأبناء؛ لذلك قد تظهر أعراض القلق بطرائق مختلفة وذلك اعتماداً على سنّ الطفل؛ وأبرزها:
- تغيرات الشهية.
- اضطراب النوم.
- صعوبة التركيز.
- تجنب المواقف الاجتماعية.
- الانسحاب من الحياة اليومية.
- زيادة ردود الأفعال العاطفية مثل البكاء ونوبات الغضب.
- تراجع السلوكيات عند الأطفال الصغار مثل التبول في الفراش ومص الإبهام.
- آلام المعدة والشعور بالغثيان.
- صعوبة الانسجام مع أفراد الأسرة أو الأصدقاء.
- تجنب الأنشطة اليومية داخل المدرسة أو خارجها.
الأسباب وراء قلق الوالدِين من عودة الأطفال إلى المدرسة
الأطفال ليسوا الوحيدين الذين يشعرون بالقلق خلال موسم العودة إلى المدرسة، فالوالدان أيضاً لديهما الكثير من المخاوف؛ بداية من الضغوط المالية التي تتجسد في شراء اللوازم المدرسية، مروراً بالقلق على المستوى الدراسي للأبناء والاستيقاظ مبكراً كل صباح، ووصولاً إلى وضع روتين جديد وصارم للأسرة.
ووفقاً لما ذكره الطبيب النفسي جون دافي؛ فالوالدان يشعران بالقلق أيضاً من العنف المدرسي وتعرض أبنائهما للتنمر أو التقاط الأمراض المعدية من زملائهم في الفصل. وتؤكد أستاذة علم النفس السريري في كلية الطب بجامعة نورث كارولاينا (The University of North Carolina)، سارة فورلونغ (Sarah Furlong) إن الآباء والأمهات يجب أن يحرصوا على عدم نقل قلقهم ومخاوفهم إلى الأبناء، فالأطفال الصغار يمكنهم التقاط القلق.
5 أسباب لشعور الأبناء بالقلق مع بداية العام الدراسي
تُعد مشاعر القلق طبيعية ومتوقعة لدى الأطفال والمراهقين العائدين إلى المدرسة، أو الذين ينتقلون من مدرسة إلى أخرى، أو عند بدء الذهاب إلى المدرسة، وهذه أهم أسباب قلق العودة إلى المدرسة لدى الأبناء:
- التنمر: يُعد التنمر أحد الأسباب الشائعة لقلق العودة إلى المدرسة، وقد لا يكون الوالدان أو المعلم على علم بأن الطفل مستهدف من قبل أقرانه، وقد يكون من الصعب تحديد التنمر؛ ولكن يمكن أن يؤثر تأثيراً كبيراً في الشخص بعدة طرائق. وفي ظل العيش في مجتمع اليوم المثقل بالتكنولوجيا، يُعد التنمر عبر الإنترنت أيضاً مصدر قلق كبيراً؛ ولهذا قد يكون الطفل خائفاً من العودة إلى المدرسة، وبخاصة أنه يعلم أنه سيتعين عليه التعامل مع المتنمرين أو أن يكون على مقربة منهم.
- الضغوط الدراسية: قد يشعر الطفل بالضغط الدراسي من أفراد أسرته أو المعلمين في المدرسة أو حتى الأصدقاء، ففي الأُسر معظمها، يشجع الوالدون أطفالهم على الحفاظ على درجات متميزة، ومع ذلك، فعندما يصبح هذا الأمر متطلَّباً قد يشعر الطفل بالقلق حول كيفية تلبية توقعات والديه بمجرد بدء العام الدراسي.
- التحولات الحياتية: تتميز مرحلتا الطفولة والمراهقة بتغييرات كبيرة في الحياة مثل البلوغ، والصداقات الجديدة، وزيادة الوعي الذاتي، وقد لا يعرف الطفل الذي يمر بمراحل انتقالية في الحياة، وبخاصة مرحلة البلوغ، كيفية التكيف مع حالة عدم اليقين المرتبطة بها أو التعامل معها؛ ولهذا السبب قد يشعر بالحرج أو القلق.
- الانفصال عن الأهل: تشير الطبيبة النفسية رايتشل بوسمان (Rachel Busman) إلى أن الأطفال قد يعانون قلق العودة إلى المدرسة بسبب صعوبة الانفصال عن الأم أو الأب، وتضيف بوسمان إن بداية المدرسة قد تكون صعبة بصفة خاصة بالنسبة إلى لأطفال الذين يدخلون المدرسة لأول مرة أو ينتقلون من مرحلة إلى أخرى أو من مدرسة إلى أخرى.
- المخاوف الشائعة لدى الأطفال الصغار معظمهم: قد يشعر الأطفال الصغار ببعض المخاوف؛ ومن أهم الأمثلة لها:
- مَن سيكون أستاذي الجديد؟ وماذا لو كان عصبياً؟
- هل سيكون أصدقائي في صفي؟
- هل تبدو ملابسي جيدة؟
- هل سأبدو غبياً في الفصل؟
- ماذا لو كانت الرياضيات صعبة للغاية بالنسبة إليّ؟
- لا أستطيع تذكر أي شيء تعلمته في العام الماضي!
- ماذا لو حدث شيء سيئ لأمي أو أبي في أثناء وجودي في المدرسة؟
اقرأ أيضاً: هل يهدد القلق الاجتماعي حياة طفلك الاجتماعية وتحصيله الدراسي؟ إليك الحل
كيف يمكن للوالدِين التعامل مع قلق عودة أبنائهم إلى المدرسة؟
إن قلق الوالدين تجاه العودة إلى المدرسة يمكن أن يؤثر تأثيراً كبيراً في الأطفال؛ ولهذا يجب عليهما التعامل مع هذا القلق، وفيما يلي الطرائق الأكثر فعالية التي يمكن للوالدين من خلالها تخفيف مشاعر التوتر والقلق لديهم:
- التخطيط مسبقاً: التخطيط المسبق يعني تعلم كيفية التعامل مع المواقف قبل حدوثها. على سبيل المثال؛ لتقليل تعرضك للضغوط المالية، ضع خطة مصروفات مسبقة تتضمن بند تكلفة العودة إلى المدرسة.
- تعلُّم مهارات التأقلم: يجب على الآباء أن يدركوا جيداً أن بعض الأمور خارجٌ عن سيطرتهم، وفي هذه الحالات يُعد تعلُّم كيفية التعامل مع هذه المواقف عند ظهورها أمراً بالغ الأهمية، وعندما يرى الأطفال أن والديهم يتعاملون مع المواقف الطارئة بهدوء ومن غير توتر، فقد يتعلمون كيفية التعامل مع الأمور بأنفسهم في المستقبل.
- الصدق مع أطفالك: يمكن للوالدين التحدث إلى أبنائهم عن صراعاتهم مع القلق. على سبيل المثال؛ إذا صرخت في وجه ابنك أو أي شخص آخر خلال لحظة عصيبة، فاجلس معه لاحقاً واشرح له كيف فقدت أعصابك وأنه كان من الممكن أن تتصرف على نحو أفضل، ويمكنك بعد ذلك إجراء حوار حول أفضل طرائق التعامل مع الموقف نفسه في المستقبل.
- تجنُّب المواقف التي تثير القلق: في بعض الحالات، قد يكون عزل نفسك عن المواقف التي تسبب القلق خيارك الأفضل، وهذا يمكن أن يساعد على تقليل خطر زيادة مستويات التوتر لدى الطفل أيضاً. على سبيل المثال؛ إذا كان المعلم أو مدير المدرسة هو مصدر القلق لديك، فكر في تحدث شريكك إليه نيابةً عنك.
4 إرشادات للتغلب على قلق العودة إلى المدرسة لدى الأبناء
ترى المعالجة النفسية ديالا عيتاني إن الأبناء يشعرون بالقلق من العودة إلى المدرسة بسبب التغير الكبير في الروتين من اللعب طوال الإجازة الصيفية إلى الالتزام بالاستيقاظ مبكراً؛ لذلك توجد إرشادات للتغلب على قلق العودة إلى المدرسة عند الأبناء وأهمها:
- الاستماع إلى مخاوفهم: استمع إلى مخاوف طفلك حول القلق من المدرسة ولا تتجاهل تلك المخاوف ولا تخبره أبدا بألا يقلق أو تقُل له إن "كل شيء سيكون على ما يرام"؛ لأنك بذلك تمنعه من مشاركة مشاعره معك. وعوضاً عن ذلك، فإن الاستماع إليه ومساعدته على الاعتراف بمشاعره سيُشعرانه بالأمان والطمأنينة.
- التحضير معاً للعودة إلى المدرسة: وذلك من خلال اصطحابهم للتسوق وشراء لوازم المدرسة والتجهز للعام الدراسي الجديد؛ حيث إن هذا التحضير سيُشعرهم بمزيد من الإيجابية والحماس بشأن العودة إلى المدرسة.
- الاستعداد لروتين المدرسة: البدء بتنظيم مواعيد نوم الأبناء وتناولهم للطعام قبل أسبوع على الأقل من العودة إلى المدرسة، سوف يجعلهم مستعدين نفسياً ويساعدهم على الشعور بالاسترخاء والهدوء؛ حيث إن قلة النوم والطعام من الممكن أن تُشعر الأطفال بالغضب والقلق.
- مزج العودة إلى المدرسة بالأنشطة الممتعة: ذلك حتى تكون عملية الانتقال أقل مفاجأةً. على سبيل المثال؛ خطط لرحلة مائية أو رحلة إلى حديقة ترفيهية أو رحلة تسوق أو الذهاب إلى السينما لمشاهدة فيلم، أو أي شيء آخر يستمتع به طفلك خلال فصل الصيف، ويمكن القيام بذلك في عطلات نهاية الأسبوع.
في النهاية، إن قلق العودة إلى المدرسة يمكن أن يؤثر في جوانب مختلفة من حياة الطفل والوالدين؛ لذلك من المهم معالجة أعراضه في أسرع وقت ممكن من خلال توفير الدعم الكافي الذي يمكن أن يساعد كلاً من الوالدين والأبناء على إدارة مخاوفهم بطرائق صحية وعبور مرحلة بداية الدراسة بنفسية متزنة.