ملخص: لم تَعُد الفيروسات وحدها القادرة على الانتقال عبر العدوى المباشرة بعد أن تَبيّن أن الحالات العاطفية يمكن أن تكون كذلك! ثمة خبر سار يفيد أن شعور السعادة يمكن أن يكون معدياً وينتقل من صديق إلى صديقه ومن قريب إلى قريبه فيما يسمَّى "عدوى السعادة"، فإذا أردت أن تكون سعيداً فما عليك إلا أن تعيش بين السعداء، وإليك ما يثبت ذلك.
ماذا لو كان الشعور بالسعادة يتطلّب منك فقط أن تعيش بين السعداء؟ للإجابة عن هذا السؤال، أُنجزت دراسات لمعرفة ما إذا كان هذا الشعور معدياً حقاً؛ حيث تابع باحثون من جامعة هارفارد وجامعة كاليفورنيا في سان دييغو 5,000 شخص طوال 20 عاماً. فدرسوا ما بين عامَيّ 1983 و2003 درجة سعادتهم والروابط التي تجمع بينهم لمعرفة ما إذا كانت السعادة تنتقل من شخص إلى آخر كالفيروس.
السعادة تنتقل عبر الاتصال المباشر
أشارت الدراسة إلى أن وجود صديق سعيد في حياتك يزيد معدل احتمال سعادتك بمعدل 15.3%. وإذا شعرت بفرح كبير واتصلت بأقربائك فقد تتمكن من التعبير عن ذلك الفرح؛ لكنهم لا يستطيعون الشعور به لأن الباحثين اكتشفوا أن شعور السعادة لا يكون معدياً إلا في حالة الاتصال المباشر بين الأفراد بينما لا يمكن أن تنقل رسالة إلكترونية أو اتصال هاتفي عدوى السعادة.
أوضح الباحثون إن: "التفاعل الاجتماعي يجب أن يكون مباشراً وجسدياً حتى يؤثر مزاج أحدهم في مزاج الآخر فعلاً، ولا يمكن الاعتماد في ذلك على الهواتف ورسائل البريد".
إسعاد الآخرين يبدأ بإسعاد النفس
يؤدي السياق الاجتماعي أيضاً دوراً مهماً في انتقال عدوى السعادة. يمكن أن ترتفع حظوظ شخص ما في الشعور بالسعادة بنسبة 42% إذا كان صديقه السعيد يعيش على بُعد أقلّ من 800 متر منه، وتنخفض هذه النسبة عندما يكون هذا الشخص السعيد مقيماً على بُعد كيلومتر ونصف، وتتراجع أكثر فأكثر كلّما كان أبعد.
وأشار الباحثون إلى أن: "الذين يعيشون بين الكثير من الأشخاص السعداء لهم حظوظ أكثر في الشعور بالسعادة في المستقبل؛ حيث تُظهر الإحصائيات أن سعادة هذه المجموعات البشرية هي نتيجة العدوى وليست فقط نتيجة ميل هؤلاء الأشخاص إلى التقرّب من أفراد يشبهونهم".
علاوة على ذلك، يمكن أن "تُشّع" عدوى السعادة لتمتد إلى 3 أشخاص متباعدين، وهذا يعني أنك تستطيع جعل صديق صديق صديقك سعيداً لكنك لا تستطيع أن تسعد زملاءك! فهذه الوصفة لها حدود فعلاً كما تشير إلى ذلك الدراسة: "لا يؤثر زملاء العمل في مستوى السعادة؛ وهذا ما يدفع إلى الاعتقاد أن السياق الاجتماعي يمكن أن يحدّ من انتشار الحالات العاطفية".
وتكشف الدراسة في النهاية خبراً ساراً جداً هو أن الحزن ليس معدياً!