ملخص: عادة ما يُخضع الوالدان أبناءهما إلى تقييم دائم لتوجيههم نحو السلوك القويم؛ لكن ماذا لو خضعت طريقة الوالدين في التربية لتقييم الأبناء؟ هذا ما تقترحه الأستاذة الجامعية الأميركية، دوروتي شان من أجل تعزيز الاستجابة لرغبات الأطفال واحتياجاتهم.
يُعدّ الأبناء أفضل من يحكم على أداء الوالدين اللذين تنتابهما عادة الشكوك حول حسن تربيتهما لأطفالهما؛ إذ يبدوان أحياناً إما متساهلَين أو صارمَين جداً، أو متطفلَين على حياة أبنائهما أو غير مهتمَّين بما يكفي، أو مستبدَّين في تعاملهما أو غير مباليَين تماماً. ويصبح إيجاد التوازن المناسب لراحة الوالدين والأطفال والأسرة أمراً صعباً أحياناً.
والواقع أن هناك اختلافاً في طبيعة الوالدين والأطفال جميعاً، وينطبق هذا الاختلاف أيضاً على العلاقات الأسرية؛ ولهذا تبدو النصائح العامة في مجال التربية غير قابلة للتطبيق دائماً. وتقدم أستاذة علم النفس، دوروتي شان (Dorothy Chin) للوالدين طريقة خاصة للتأكد من مزاياهما (وعيوبهما) في مجال التربية؛ حيث كشفت لموقع سايكولوجي توداي (Psychology Today) أسلوبها الخاص القائم على الخضوع لتقييم الأطفال.
تقييم قدرات الوالدين
في إطار عملها أستاذة بكلية سانتا مونيكا (Santa Monica College) بولاية كاليفورنيا الأميركية، توزع دوروتي شان استقصاء على طلبتها في نهاية كل فصل دراسي، يحتوي أسئلة للاختيار من متعدد، ويهدف إلى تقييم جودة تدريسها. وتقرّ دوروتي بأنها وجدت في هذا التقييم فرصة لتحسين أدائها في التدريس، ففكرت في تطبيق هذه التجربة على أطفالها. فعلاوة على عملها أستاذة جامعية، فإنها أيضاً أم لتوأم يبلغان من العمر 16 عاماً.
كيف يمكن تطبيق تقييم الأطفال لوالديهم؟
توضح دوروتي كيفية تطبيقها لهذا التقييم قائلة: "جلست مع ولديّ وأنا أحمل مذكرة وقلماً وطلبت منهما تقييمي"؛ إذ يمكن لهذه التجربة أن تُنجَز من خلال حديث مباشر مع الأطفال أو من خلال استقصاء مكتوب. وطلبت دوروتي شان من ابنيها أن يصفاها باعتبارها والدة ويحددا طبيعة الأم التي تجسدها وفقاً لمنظورهما، وهذا يعني أن بإمكانكم أن تسألوا أطفالكم عن أفعالكم أو أقوالكم أوعاداتكم التي يحبونها أو يكرهونها.
فعلى سبيل المثال؛ عاتب أحد الولدين والدته دوروتي على تقديمها أكثر مما يلزم له بينما عبّر شقيقه بالمقابل عن تقديره لعناية والدته البالغة به وعن حاجته إلى الاستقلالية، وهذا دليل على أن لكل طفل شخصيته الفريدة واحتياجاته الخاصة أيضاً. وتنصح دوروتي بعدم التردد في طرح الأسئلة على الأطفال من أجل فهم تعليقاتهم واستفسارهم عن التغييرات التي يرجونها في علاقتهم بالوالدين.
وقد دفع بعض الملاحظات التي تتعلق بميل دوروتي إلى التطفّل كثيراً على حياة ابنيها، إلى بذلها جهوداً من أجل تغيير سلوكها. وتؤكد دوروتي ذلك قائلة: "تقييم الأطفال لوالديهم أسلوب أكثر منهجية في الإصغاء إليهم، ويسمح لهم أن يكونوا شركاء في طريقة تربيتهم". ولا تسمح إتاحة هذه الفرصة للأطفال بدفع دينامية العلاقة في اتجاه معاكس لفترة معينة فقط؛ بل إنها تتيح أيضاً للوالدين معرفة ما يمكن أن يساعدهما على أداء مهماتهما الأبوية على أحسن وجه.