ملخص: قد نتغاضى عن بعض سلوكيات الشريك المسيئة ونتقبل ما لا يمكن قبوله تحت مسمى الحب؛ ومنها التعدي على مساحتنا الشخصية وعدم احترام حدودنا وعدم مراعاة رغباتنا واحتياجاتنا، دون أن نعي أن هذه كلها ركائز العلاقة العاطفية الصحية.
محتويات المقال
من الصعب أحياناً معرفة ما إذا كانت العلاقة العاطفية صحية أو سامة إذ قد لا تظهر فيها علامات سلبية أو إيجابية بالمطلق، وعلى الرغم من أن كثيرين اعتادوا التغاضي عن هذا الأمر وتجاهل رغباتهم وحاجاتهم في العلاقة فإن الحال اختلفت اليوم؛ إذ يقول 31% من الشبان والشابات الفرنسيين إنهم لم يعودوا يتقبلون السلوكيات السامة في العلاقات العاطفية تحت مسمى الحب.
وفي عام 2011، أجرت مؤسسة يوغوف (YouGov) دراسة لصالح تطبيق المواعدة بامبل (Bumble) وجمعية هاندز أواي (HandsAway) المعنية بمكافحة التحيز ضد المرأة والعنف الجنسي، على عينة من المجتمع الفرنسي شملت أشخاصاً من سن 18 وما فوق، بهدف تحديد أسس العلاقة العاطفية الصحية، فخلصت إلى أن أكثر من نصف الأشخاص تحت سن 30 عاماً لم يعودوا يتقبلون سلوكيات مثل السيطرة والغيرة والتلاعب والضغط في هذا النوع من العلاقات، وأن هنالك 3 أسس لا غنى عنها في كل علاقة صحية.
1. التواصل
يمثل التواصل أحد أسس توطيد أي علاقة إنسانية، ومن الأهمية بمكان وجود تواصل صحي منذ بداية العلاقة؛ أي أن توضح للآخر نواياك ورغباتك وتطلعاتك وأن تستمع إلى رغباته وتطلعاته أيضاً. تقول مختصة العلاج الزوجي التي تتعاون مع تطبيق بامبل وجمعية هاندز أواي، سيسيل غيريه (Cécile Guéret): "اكشف عن نفسك كما هي، بكل ما لديك من رغبات وتطلعات وعيوب أو حتى شكوك، وبالمثل يجب أن تتعرف إلى الآخر فتصغي إليه وتتيح له المساحة الكافية ليكشف لك عن نفسه بهدوء ووفق وتيرته دون أن يضطر إلى التصنع أو تغيير شخصيته".
2. احترام الحدود الشخصية
يمثل احترام كل طرف حدود الآخر نقطة جوهرية في العلاقة العاطفية الصحية، وقد بات أغلب الأشخاص يعي ذلك؛ إذ أفاد 65% من المستجيبين أن بإمكانهم تحديد حدودهم الشخصية والتعبير عنها بوضوح، ويرى أكثر من 50% من الأشخاص بين سنَّيّ 18 و34 عاماً أن عدم احترام حدودهم الشخصية أو مراعاتها، هو أكثر سلوك مرفوض بالنسبة إليهم في العلاقة العاطفية، وتشير سيسيل غيريه إلى أن احترام الحدود الشخصية للشريك يعني احترام رغباته وعدم الضغط عليه لفعل ما لا يريد.
3. الاستقلالية
من أهم أسس العلاقة الصحية احتفاظ كل طرف باستقلاليته، فالرغبة في قضاء الوقت بكامله مع الآخر والغيرة المفرطة عليه ومنعه من إنشاء دائرة أصدقاء كلها سلوكيات سامة. وتقول مختصة العلاج الزوجي سيسيل غيريه: "لا شك في أن المشاريع المشتركة توطد العلاقة بينك وبين شريكك؛ لكن عليك أن تضمن في الوقت ذاته أن الأخير يحترم مساحتك الشخصية".