ملخص: فيما يلي، توضح دراسة أسباب زيادة نسبة إصابة الإناث بالاكتئاب عن مثيلتها لدى الذكور، وذلك بالاستناد إلى كيفية تفاعل كلّ من الذكور والإناث مع التجارب والضغوط النفسية التي يواجهونها في مرحلة المراهقة.
محتويات المقال
الأرقام تشير إلى زيادة احتمالية إصابة النساء بالاكتئاب
يعاني نحو 3.8% من سكان العالم الاكتئاب؛ ولكن هنالك تفاوتاً في نسبة الإصابة بهذا الاضطراب النفسي بين الجنسين وذلك وفقاً لمنظمة الصحة العالمية؛ إذ يصيب الاكتئاب 4% من الرجال مقارنةً بـ 6% من النساء.
ووفقاً لموقع المنظمة: "عالمياً، تعاني أكثر من 10% من النساء الحوامل اكتئاب ما بعد الولادة"؛ لكن ما سبب هذا التفاوت؟ يربط بعض الباحثين الأمر بالتعرض إلى الضغوط النفسية، وفي حين أن ثمة فرضية تشير إلى أن الفتيات والنساء أكثر تعرضاً للضغوط، فإن أخرى ترى أن اختلاف الاستجابة العاطفية لهذه الضغوط بين الإناث والذكور هي سبب ازدياد نسبة إصابة الإناث بالاكتئاب عن مثيلتها لدى الذكور، وهو ما بحث فيه فريق باحثين من الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا (Norwegian University of Science and Technology).
إذ أجرى الباحثون دراسة على عينة من المراهقين ونُشرت في فبراير/ شباط من عام 2023 في دورية أبحاث في علم الأمراض النفسية لدى الأطفال والمراهقين (Research on Child and Adolescent Psychopathology).
عوامل الخطر ترجع إلى مرحلة الطفولة
حلل الباحثون نتائج دراسة بعنوان "دراسة تروندهايم للوقاية المبكرة" (Trondheim Early Secure Study)، شملت 3,456 طفلاً ممن ولدوا في مدينة تروندهايم بالنروج بين عامَيّ 2003 و2004، ومن خلال الاستبانات والمقابلات التي أجرَوها، تمكن الباحثون من جمع عدة بيانات؛ ومنها معلومات عن الأعراض الاكتئابية لدى الأطفال والضغوط النفسية التي تعرضوا إليها خلال السنتين الماضيتين، إضافة إلى حالات التنمر التي واجهوها.
وفي حين ظهر أن الفتيات والفتيان تعرضوا إلى مستويات متشابهة من التنمر، وأن الضغوط النفسية تكررت معهم على نحو متساوٍ، فقد كانت أعراض الاكتئاب أكثر انتشاراً بين الفتيات حينما بلغن 14 عاماً مقارنة بالفتيان في السن ذاتها.
ولاحظ الباحثون أن الفتيات اللواتي تعرضن إلى مزيد من الضغوط النفسية أو التنمر في سن 12 عاماً كنَّ أكثر عرضة لأعراض الاكتئاب، فيما لم يلاحظوا الأمر ذاته لدى الفتيان.
وبحسب موقع ساي بوست (PsyPost)؛ فقد كتب الباحثون المؤلفون للدراسة: "هذه أول دراسة تبحث في فكرة أن الفتيات المراهقات يتفاعلن عاطفياً مع الضغوط النفسية وسوء المعاملة بقوة أكبر من الفتيان، وتثبت أن هذه الفكرة يمكن أن تساعد على تفسير إصابة الإناث بالاكتئاب أكثر من الذكور".
ويمكن أن تمثل هذه الدراسة أساساً لمزيد من البحث الذي يقود في نهاية المطاف إلى الوقاية المبكرة من الاكتئاب ومساعدة المراهقين على تجاوز الصعوبات التي واجهوها في الطفولة.