ملخص: يتمتع الأشخاص المستقرون عاطفياً بالقدرة على التحكم في مشاعرهم وفهمها، فهم متفائلون وواثقون بأنفسهم وبالحياة، وفيما يلي 9 صفات تميزهم وفقاً لمختصة نفسية.
محتويات المقال
يعاني البعض عدم التوازن العاطفي الذي يتجلى في تناقضات وتقلبات مزاجية شديدة، ففي لحظات ينتقلون من الضحك إلى البكاء أو من الهدوء إلى الغضب؛ ذلك أن بإمكان أصغر الأحداث زعزعة استقرارهم النفسي وخلق نظرة سوداوية لديهم تجاه الحياة. وعلى العكس من ذلك، يتمتع الأشخاص المستقرون عاطفياً بالقدرة على التحكم في مشاعرهم وفهمها، فهم متفائلون وواثقون بأنفسهم وبالحياة.
وووفقاً لمختصة علم النفس الأميركية كورتني وارن (Cortney Warren): "يتمتع الشخص المستقر عاطفياً بثقة تعزز قدرته على إدارة النزاعات والكشف عن أفكاره ومشاعره بأريحية، وبخاصة أنه ليس بحاجة إلى شهادة الآخرين لتأكيد ذاته". وعلى الرغم من أن اكتساب هذا التوازن العاطفي يتطلب عملاً دؤوباً، فإنه ممكن جداً وفي متناول الجميع، وفي مقابلة مع شبكة سي إن بي سي، حددت مختصة علم النفس 9 علامات تشير إلى أن الشخص مستقر عاطفياً.
الشخص المستقر عاطفياً يأخذ الأمور برَويّة
يعرف الأشخاص المستقرون عاطفياً كيف يعبرون عن أنفسهم بطريقة سليمة ويتجنبون الاندفاع ويختارون إجاباتهم بعناية، ويستخدمون في ذلك عبارات من قبيل: "لا يمكنني إجابتك الآن، هل يمكنني العودة إليك لاحقاً؟" أو "لا أريد التسرع وقول ما قد أندم عليه فيما بعد؛ لذا أمهلني بعض الوقت".
يضع حدوداً شخصية واضحة
إضافة إلى أن الشخص المستقر عاطفياً يعبر عن احتياجاته باحترام، فإنه يعبر عن استيائه بوضوح حينما يسيء إليه أحدهم. وتقول المختصة النفسية: "يرد الشخص المستقر عاطفياً على الفور إذا انتهك أحدهم حدوده الشخصية"، ويستخدم في ذلك عبارات واضحة وبسيطة من قبيل: "حينما تتحدث إليّ بهذه الطريقة فإنك تجرحني وتثير غضبي".
يعرف كيف يقول "لا" للآخرين
قد يصعب على المرء أن يرفض طلباً لأحد أفراد أسرته أو شريك حياته أو رئيسه في العمل؛ لأن ذلك يتطلب منه التحلي بقدر كبير من احترام الذات والحزم، وهو يُظهر أيضاً قدرته على وضع حدود واضحة لنفسه ولمن حوله، وتقول المختصة: "حدد بوضوح المقبول وغير المقبول بالنسبة إليك تبعاً لمبادئك الأخلاقية وحاجاتك ورغباتك"، فرفض طلبات الآخرين التي لا تلائمك يعني أنك تراعي نفسك وتحترم احتياجاتك الأساسية.
لديه قيم واضحة وراسخة
تمثل مجموعة القيم الواضحة والراسخة أساس الاستقرار العاطفي لأنها ترشد المرء عندما يرغب في اتخاذ القرارات؛ ومن ثم عليك أن تتأمل نفسك لتعرفها معرفة كافية وتحدد أولوياتك في حياتك العائلية أو العاطفية أو المهنية بوعي، فحينما تتخذ موقفاً حازماً فيما يخص هذه الأولويات ستشعر بالأمان العاطفي وهو أمر ضروري لراحتك النفسية، ولتعبر للآخرين عما تمثله هذه الأوليات لك، جرب استخدام عبارات من قبيل: "أنا أشعر بقلق شديد حيال هذه المشكلة حتى لو لم تكن ذات أهمية بالنسبة إليك"، أو "سلوكك غير أخلاقي أو غير محترم ولا يمكنني قبوله".
فخور بما هو عليه
حينما تؤكد هويتك للآخرين وتتصرف وفقاً لقيمك الشخصية ستشعر بتماسك نفسي وبانسجام مع ذاتك والعالم من حولك وتوضح المختصة النفسية كورتني وارن: "يشعر أصدقاء الشخص المستقر عاطفياً وأحباؤه بالأمان معه وبأن تصرفاته متوقعة لأنهم يعرفون حقيقته ويثقون بما يقوله عن نفسه"، ويعبر الشخص المستقر عاطفياً عادةً عن نفسه في هذا الخصوص باستخدام عبارات من قبيل: "هذا أنا، ولا أتظاهر بما لست عليه"، أو "أنا لا أسعى إلى إرضاء الجميع بأي ثمن".
يتقبل النقد والآراء السلبية
يتميز الشخص المستقر عاطفياً بقدرته على سماع النقد وتقبُّله ومراجعة نفسه دون أن يثير ذلك في نفسه غضباً أو حساسية كبيرة، فهو لا يشخصن الآراء السلبية التي يتلقاها بل إنه يراها فرصة لتحسين نفسه. وتقول المختصة النفسية: "يمثل تقبل النقد والتعليقات السلبية دون الشعور بالغضب أو جلد الذات علامة على الاستقرار العاطفي".
مستعد لتحسين نفسه من أجل أحبائه
يبذل الأشخاص المستقرون عاطفياً في العلاقات الجادة جهداً من أجل تغيير أنفسهم عندما يستلزم الأمر، فهم يعرفون أن اتخاذ خطوات ملموسة هو السبيل إلى تطوير الذات وتقوية الروابط مع أحبائهم. ومن علامات استقرار المرء عاطفياً قبوله أنه غير معصوم من الخطأ وأن تصرفاته تؤثر سلباً في الآخرين، وتحليه بالشجاعة والإخلاص اللازمَين لتغيير سلوكه والمضي قدماً، ويتمثل التعبير الصادق للآخر عن الرغبة في التغيير بعبارات من قبيل: "أنا أدرك الآن ما يهمك وسأبذل جهدي من الآن فصاعداً لأراعي ذلك".
يقدم الدعم للآخرين
يتمتع الشخص المستقر عاطفياً بالاستقلالية والقدرة على تقديم العون لمن حوله، تقول المختصة النفسية: "يتميز الشخص المستقر عاطفياً بطبيعته المتعاطفة وبأنه لا يطلق الأحكام على من حوله ما يسمح له بأن يكون داعماً كبيراً لهم". لا يلوم الشخص المستقر عاطفياً أحباءه أو يحمّلهم المسؤولية عن الظروف السيئة التي يمرون بها بل يبذل ما في وسعه لمساعدتهم، ويعبر عن ذلك عادة بعبارات من قبيل: "تبدو حزيناً وأنا أود مساعدتك"، أو "أرى أنك تواجه مشكلة صعبة لكن لا تقلق فأنا هنا لمساعدتك".
مُقبِل على خوض التحديات وتحمل المخاطر
يتمتع الشخص المستقر عاطفيا بشعور قوي بالأمان الداخلي الذي يمنحه ثقة بالنفس والحياة، وهو على يقين بأنه سيجتاز الصعاب مهما كانت كبيرة حتى لو أخفق في البداية؛ ولذلك فإنه يتسم بجرأته وانفتاحه على التجارب الجديدة وميله إلى خوضها واستعداده لتحمل المخاطر في أي مجال، سواء كان ذلك بدء علاقة عاطفية جديدة بعد انفصال مؤلم، أو تلقي تدريب مهني في اختصاص غير معروف بالنسبة إليه، مؤمناً إيماناً راسخاً بأنه لا بد أن يحاول ويبذل ما في وسعه ولو لم يكن الأفضل.