ملخص: كم مرة فكرت أن تتوقف عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي؟ ربما يكون السبب وراء ذلك التأثيرات النفسية السلبية لها. ومع ذلك، فقد تكون ترددت في قرارك أو أقدمت عليه وفشلت؛ لذا نقدم لك في مقالنا المؤشرات التي إذا ما ظهرت فإنها تؤكد ضرورة اعتزالك استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب كيفية النجاح في ذلك.
محتويات المقال
فيما يبدو أن هناك هجرة جماعية تحدث مؤخراً من وسائل التواصل الاجتماعي، فيومياً يقرر البعض ترك هذه الوسائل التي تسببت في إلحاق الضرر بصحته النفسية، أو على الأقل التوقف عن استخدامها لفترة من الزمن حتى يتعافى من تأثيراتها.
يتزامن ذلك مع حدوث عدة مستجدات ذات صلة بوسائل التواصل الاجتماعي؛ أهمها إعلان مالك منصة تويتر، إيلون ماسك (Elon Musk) أنه سيضع حداً أقصى للتغريدات التي يمكن الاطلاع عليها يومياً يبلغ 1,000 تغريدة، وهو ما رآه البعض فرصة للنظر في استهلاكه المتزايد لتلك المنصات.
أيضاً أطلقت الشركة المالكة لتطبيقات فيسبوك وإنستغرام وواتساب، ميتا (Meta) منصة ثريدز (Threads) التي اعتبرها البعض منصة صحية إلى حد كبير عند مقارنتها بمنصات التواصل الاجتماعي الأخرى، فهي خالية من الإعلانات ولا توظف محتواها للترويج للمشاهير أو العلامات التجارية، وجميعها عناصر تشكل أحياناً ضغطاً نفسياً على المستخدمين؛ لكن بما أنها تجربة وليدة فما زال من المبكر الحكم على تأثيرها في الصحة النفسية.
وبصفة عامة، يدفعنا السياق السابق إلى التساؤل عن الأسباب النفسية التي تجعل شخصاً ما يقرر اعتزال منصات التواصل الاجتماعي، والكيفية التي يمكن أن ينجح باستخدامها في ذلك، وأيضاً تأثير ذلك في صحته النفسية، وغيرها من الجوانب المهمة التي سنتعرف إليها بالتفصيل في مقالنا.
كيف تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي في صحتك النفسية؟
تشير الاستشارية النفسية السعودية هوازن بن زقر إلى أن التأثير النفسي لوسائل التواصل الاجتماعي يتوقف على عدة عوامل؛ أهمها عدد الساعات التي يقضيها المستخدم في تصفحها، والأشخاص الذين يتابعهم، ونوعية محتواهم، مؤكدةً إن وسائل التواصل الاجتماعي قد تسبب الوحدة عند الإفراط في متابعتها.
وتضيف زقر إنه من التأثيرات النفسية السلبية الأخرى لوسائل التواصل الاجتماعي استخدامها أحياناً لقمع مشاعر الشخص، فبمجرد شعوره بشعور سلبي مثل الملل أو القلق أو الانزعاج يلجأ إلى هذه الوسائل لتجنُّب مشاعره المزعجة، فتتحول إلى وسيلة للهروب من الواقع، بالإضافة إلى تحفيزها لمقارنة الشخص بين حاله وحال الآخرين، وأحياناً تكون سبباً رئيساً لعدم التواصل على أرض الواقع والاكتفاء بالتواصل عن بُعد؛ ما ينعكس سلباً على الصحة النفسية.
وقد تؤدي الأخبار السلبية المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي إلى شعور الشخص بالعجز، فعلى الرغم من أنها خارج نطاق سيطرته فإنه يجلد ذاته لعدم قدرته على القيام بشيء في سبيل تحسين وضعه المتردي؛ ما قد يجعل حالته النفسية تتدهور إلى حد التفكير في الانتحار أحياناً!
اقرأ أيضاً: كيف تؤثر الأخبار السيئة على السوشيال ميديا في صحتنا النفسية؟
6 علامات تؤكد ضرورة التوقف عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي
ثمة العديد من الإشارات التحذيرية التي ما إن ظهرت فهي تؤكد أنك بحاجة إلى الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي؛ وتشمل:
1. لا تتوقفُ عن المقارنة
يمكن أن تُشعرك وسائل التواصل الاجتماعي بحالة من عدم الرضا، فأنت غالباً ما ترى الجانب المضيء من حياة الآخرين؛ ما يجعلك تعتقد أن حالك في غاية السوء، وهذا يجعل حالتك المزاجية سيئة لبحثك الدائم عن حالة من المثالية يستحيل تحقُّقها.
2. تستهلكُ وقتك في التمرير اللانهائي
قد يحدث ذلك أحياناً دون وعي فتجد نفسك، وأنت جالس مع أصدقائك أو في ذروة يوم عملك، تلتقط هاتفك الذكي لتتصفح محتوى وسائل التواصل الاجتماعي لفترة ليست بالقليلة.
3. أصبحتَ تغضب بسهولة
من التأثيرات النفسية السلبية التي قد تُحدثها وسائل التواصل الاجتماعي زيادة معدل الإحباط؛ الذي قد يتراكم بمرور الزمن ليجعل الشخص أكثر ميلاً إلى الغضب والانزعاج من الأمور البسيطة.
4. تعاني قلقَ الانفصال عن وسائل التواصل الاجتماعي
يظهر ذلك في القلق الذي يعتريك عندما تغادر منزلك وتنسى هاتفك الذكي، فتشعر بأن حالك ليست على ما يرام ولا تتطمئن إلا عندما تجتمع بهاتفك مجدداً.
5. لا تستطيع الاستمتاع بما تفعل دون أن تشاركه
فإذا ذهبت إلى المطعم، على سبيل المثال، تحرص على التقاط صورة لوجبتك قبل التهامها، ثم تنشرها لتلقّي الإعجابات والتعليقات عليها، وإذا لم تفعل ذلك تشعر بأن سعادتك ناقصة.
6. تبدأ بها يومك وتنهيه
اكتشفت دراسة أجرتها مؤسسة البيانات الدولية (International Data Corporation) أن 80% من مستخدمي الهواتف الذكية يتفقّدونها خلال أول ربع ساعة من استيقاظهم؛ ما انعكس سلباً على صحتهم النفسية بزيادة معدل توترهم وقلقهم، وعلى الناحية الأخرى، يسبب تصفح الهاتف الذكي قبل النوم إلى تراجع جودته.
اقرأ أيضاً: كيف توفر وسائل التواصل الاجتماعي الدعم وتزيد من الشعور بالوحدة في الوقت ذاته؟
ما الفوائد التي ستجنيها عند ابتعادك عن وسائل التواصل الاجتماعي؟
يتيح لك الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي فرصة لتحضر أكثر في حياتك اليومية المُعاشة ويزيد إحساسك بوقتك؛ وهذا ما يجعل البعض يؤكد إن الوقت المتاح لديه قد تضاعف عندما توقف عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
أما الفوائد ذات الصلة بالصحة النفسية التي ستلاحظها عند مفارقة تلك الوسائل؛ فأهمها التخفيف من الشعور بالوحدة والاكتئاب وتقليل معدل القلق، وأيضاً الحد من تزايد الضغوط النفسية وتحسُّن جودة النوم.
اقرأ أيضاً: الصورة ليست كما تبدو في الشاشة: معاناة المؤثرين على السوشيال ميديا نفسياً.
6 إرشادات عملية لتتوقف عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي؟
قد يكون التوقف عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مهمة صعبة لشدة الارتباط بها؛ لكن يمكنك اتباع هذه الإرشادات العملية التي تسهّل عليك ذلك:
- حدد هدفك من وراء التوقف عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي حتى تكون لديك قيمة واضحة ستُضاف إلى حياتك.
- احذف تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي من على هاتفك حتى لا تغريك بإعادة تسجيل الدخول.
- إذا لم تُجدِ الخطوة السابقة نفعاً، فجرب تعطيل حساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي مؤقتاً، فذلك سيجعل عملية عودتك إليها أعقد.
- أخبر أسرتك وأصدقائك بتغيُّبك حتى لا يقلقوا عليك أو يظنوا أن هناك أمراً خطِراً قد حلَّ بك.
- ابحث عن الأنشطة الممتعة التي ستحل محل استخدامك لوسائل التواصل الاجتماعي؛ مثل تعلُّم مهارة جديدة أو ممارسة هواية مفيدة.
- أوجد طرائقَ بديلة تتواصل بها مع دائرتك الاجتماعية؛ مثل المكالمات الصوتية أو المرئية وكذلك الرسائل النصية.
اقرأ أيضاً: كيف تحمي نفسك من سموم السوشيال ميديا؟
أخيراً، لا يمكننا إنكار فوائد وسائل التواصل الاجتماعي؛ لكنها أيضاً ذات آثار ضارة، وعندما تقلل تلك الآثار جودة حياتنا فلا بد حينها من أخذ وقفة جادة للحفاظ على صحتنا النفسية.