ملخص: حينما تتعرض إلى تصرف عدائي وتسيطر عليك مشاعر التوتر والقلق والضعف فإن رد فعلك قد لا يكون ملائماً؛ ولذلك عليك أن تهدأ أولاً لتتمكن من تحليل الموقف وفهمه من جوانبه جميعها، وهو ما ترشدك إليه مختصة الطب والعلاج النفسي سيلفي أونغل (Sylvie Angel)، من خلال السطور التالية.
محتويات المقال
سواء في المنزل أو العمل، قد يجد المرء نفسه في بيئة معادية تثير لديه مشاعر التأهب والغضب وتُزعزع استقراره النفسي، فيستهلك طاقته ووقته في الارتياب بمن حوله والدفاع عن نفسه بدلاً من المضي في حياته قُدماً بسلام.
وإذا كنت تواجه الحالة ذاتها قد تتساءل: كيف يمكنني استعادة رباطة جأشي والتحلي بالهدوء وتجنُّب النزاعات في مثل هذه المواقف؟ وما السلوك الذي عليّ اتخاذه؟ وكيف أحمي نفسي من بيئة العمل أو المنزل المؤذية؟
حينما نعيش في بيئة مثيرة للقلق والضغط النفسي والخوف من التعرض للنقد والدخول في النزاعات، فإننا نعاني توتراً شديداً ومستمراً؛ الأمر الذي يضر أدمغتنا ولا سيما الخلايا العصبية والروابط التي تخلقها فيما بينها والتي تمثل أساس قدراتنا الفكرية والعاطفية، وفي كتابهما الأخير "عواطف تغير المناخ" (Les Émotions du dérèglement climatique)، يقول الطبيبان النفسيان أنطوان بيليسولو (Antoine Pelissolo) وسيلي ماسيني (Célie Massini): "يؤدي ذلك إلى تشوه الوعي الذاتي والعجز عن تأمل النفس بهدوء أو ممارسة ما يسمَّى "نهج ما وراء المعرفة"؛ ومن ثَم فإن المرء قد يخلط بين الخطر المحتمل أو المتصور والخطر الحقيقي".
4 ردود فعل عليك تجنُّبها حينما تواجه تصرفاً عدائياً
- التسرع: يخلّف تعرضنا للعدوان صدمة عاطفية تسيطر علينا، فينجم عنها رد فعل متهور وعنيف وغير منضبط؛ وسبب ذلك هو انعدام الشعور بالأمن الداخلي الذي يمنعنا من فهم الحدث وتحديد الاستجابة الملائمة له.
- المواجهة: تقول مختصة الطب والتحليل النفسي سيلفي أونغل: "لا يمكن للنزاعات أن تكون حلاً للمشكلات".
- عزل النفس عن الآخرين: ليس عزل النفس عن الآخرين حلاً مُجدياً في مثل هذه الحالة، فهو يزيد الشعور بالضعف والهشاشة النفسية.
- إنكار الصدمة: يتفاعل كل شخص مع التصرفات العدائية وفق قدراته وظروفه الشخصية ونقاط ضعفه، ويمكن أن يتسبب تعليق لاذع صغير أحياناً في ثوران بركان من الغضب في داخلنا حينما يصدر عمن ظنناه سنداً لنا، أو عن صديق عزيز، أو شخص يفوقنا مقاماً ونُكِنّ له الإعجاب والتقدير.
خطوات عملية لمواجهة التصرفات العدائية
- احمِ نفسك: لكي تتمكن من التفكير بهدوء يجب أن تشعر بالأمان أولاً؛ لذلك حينما تواجه بيئة عمل سامة تؤذيك نفسياً ولا تعود قادراً على تحمُّلها، لا تتردد في استشارة طبيب نفسي لشرح الموقف له، وكذلك الحال إذا كنت تواجه مشكلات في حياتك العائلية أو الزوجية. اترك الغرفة في حالة حدوث نزاع عرضي، وابتعد لفترة من الوقت إذا تراكمت الخلافات، وبصورة نهائية إذا تطور الأمر إلى استخدام العنف.
- اطلب الدعم من أحبائك وتبادَل الأفكار معهم: أطلِع شخصاً تثق به على مشاعرك تجاه علاقتك التي يشوبها عنف شديد؛ لأنه سيساعدك على رؤية الموقف بعين المراقب الخارجي، فحينما تنفتح على الآخرين سيصبح الموقف المعقد أكثر وضوحاً لك، وستتمكن من النظر إليه من زاوية مختلفة وتبادُل الحلول والأفكار حول ما يجب عمله، وفي هذا السياق، تمثل الروابط الاجتماعية (الجيران، والأصدقاء، والزملاء، وما إلى ذلك) والأُسرية مصدراً كبيراً للدعم.
- حلل الموقف بموضوعية: لا يمكن اتخاذ قرارات سليمة دون فهم مسبق لما حدث؛ ما يتطلب أن تكون على دراية بمسؤولياتك والعوامل التي قد تؤدي إلى التصرفات العدائية. على سبيل المثال؛ يمكن أن تؤدي السلوكات السلبية والساخرة، وحتى المهينة، التي قد لا ندركها إلى ردود أفعال عنيفة. وفي بعض الأحيان، يعرف أحد الطرفين تماماً نقطة ألم محاوره ويتعمد الضغط عليها. إذا كنت تلاحظ أن المواقف ذاتها تتكرر معك في الحياة الشخصية والمهنية، فيجب أن تُراجع نفسك، فلربما كنت تدخل في علاقات متشابهة وتميل إلى التعامل مع نمط شخصية محدد، وحينما تفهم طريقة تفكيرك وترى الأمور بوضوح أكبر ستتمكن من إنشاء علاقات ملائمة لك، فغالباً ما يكون تعرُّضنا للعدوان نتيجة اتباع أسلوب راسخ لدينا؛ ومن ثَم علينا فهم أصله والتفاصيل المحيطة به.