ملخص: خلص باحثون إلى أن العلاقة السيئة مع الأب يمكن أن تدفع الابن إلى إنشاء نظرة غير صحية تجاه نفسه، تؤدي إلى تدني حب الذات واحترامها؛ ما قد يسبب أحد اضطرابات تشوه الجسم الذي يُعرف بـ "اضطراب شذوذ البنية العضلية"، فما هو؟
يتأثر كل من تقدير الذات وصورة الجسد غالباً بماضي المرء والصدمات النفسية التي تعرض لها، وفي حالة اضطراب تشوه الجسم لدى الرجل، فإن الأمر قد يرتبط بعلاقته بأبيه خلال مرحلة الطفولة.
تترافق اضطرابات الأكل عادةً باضطرابات أخرى؛ ومنها اضطراب تشوه الجسم على وجه الخصوص، ويشير هذا المصطلح إلى الأفكار الوسواسية لدى الشخص حول أحد أجزاء جسمه الذي يعتبره قبيحاً أو غير طبيعي. يمكن للأشخاص المصابين باضطراب تشوه الجسم، على سبيل المثال، أن يروا أنفسهم أكثر بدانة أو أنحف مما هم عليه في الواقع أو أن يروا أنوفهم أكثر بروزاً. ومن الاضطرابات، التي تترافق عادة باضطرابات الأكل، اضطراب الهوس بتكبير العضلات (بيغوريكسيا)، وهو إدمان الرياضة والأنشطة البدنية.
وفي بعض الحالات، قد يطور الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب أيضاً اضطرابات الأكل ونوعاً من أنواع اضطراب تشوه الجسم ألا وهو اضطراب شذوذ البنية العضلية؛ إذ يشعر المرء المصاب به بأن كتلته العضلية أصغر وأضعف مما هي عليه في الواقع. ووفقاً للأرقام التي نشرها موقع "آديكت إيد" (Addict'Aide) المتخصص في مساعدة المدمنين؛ يتراوح انتشار اضطراب شذوذ البنية العضلية بين الطلاب سواء من حيث تأثيره في الصحة أو التغذية أو كيفية ممارسة الرياضة من 5.9% إلى 44%، ويُعد هذا الاضطراب أكثر شيوعاً عند الرجال.
في دراسة حديثة نُشرت في مجلة الشخصية والاختلافات الفردية (Personality and Individual Differences)، ركز الباحثون على الرابط بين اضطراب شذوذ البنية العضلية لدى الرجال وعلاقتهم بآبائهم، والنرجسية.
اقرأ أيضاً: هل يجب تحديد الدور الذي يلعبه الآباء قبل قدوم أطفالهم؟
ما الرابط بين العلاقة الأبوية واضطراب تشوه البنية العضلية؟
أوضح مؤلف الدراسة سيباستيان ساندغرين (Sebastian S. Sandgren) إن استكشاف الرابط بين خصائص الشخصية (النرجسية) وطبيعة العلاقة بين الأب والابن، يُمثل خطوة نحو الأمام في فهم عوامل الخطورة لظهور اضطراب تشوه البنية العضلية.
أجرى الباحثون مقابلات مع 503 رجال، حول اضطراب شذوذ البنية العضلية وعلاقاتهم بآبائهم والنرجسية، وأظهرت النتائج أن العلاقة السيئة بين الأب والابن تؤدي إلى ظهور أحد أنماط النرجسية لدى الأخير التي تسهم بدورها في تعزيز أعراض الاضطراب المذكور.
يمكن للعلاقة السيئة مع الأب أن تدفع الابن إلى إنشاء نظرة غير صحية تجاه نفسه، تؤدي إلى تدني حب الذات واحترامها، ويسمَّى هذا النمط من النرجسية "النرجسية الهشة"، وهي بعكس النرجسية المتفاقمة التي تتسم بالرغبة في إثارة إعجاب الآخرين والافتقار إلى التعاطف.
ووفقاً لموقع "ساي بوست" (PsyPost)؛ فإن الأشخاص ذوي النرجسية الهشة قد يتوقون إلى الحصول على تقدير الآخرين واهتمامهم ولكنهم قد يشعرون أيضاً بالخزي أو عدم الكفاءة عندما يفتقرون إلى ذلك، ويمكن أن تؤدي العلاقات السيئة للرجال مع آبائهم إلى ظهور هذا النمط من النرجسية لديهم، الذي يمكن ربطه بظهور أعراض اضطراب شذوذ البنية العضلية، ويختتم سيباستيان ساندغرين قائلاً: "يجب أن يعي الشباب علاقتهم برياضة كمال الأجسام وهدفهم من ممارستها، وأن تكون لديهم الشجاعة لطلب الدعم والتحدث إلى شخص ما إذا لزم الأمر".
اقرأ أيضاً: الاغتراب الأبوي: هل يمكن لأحد الوالدين التلاعب بطفله نفسياً؟