دراسة حديثة تكشف السبب الرئيس لمعاناتك من الكوابيس

1 دقيقة
الكابوس
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: على عكس الأحلام الجميلة والهادئة، توقظنا الكوابيس فجأة أحياناً وتترك في أذهاننا ذكريات لا تُمحى، فمن أين يأتينا الكابوس؟

بالطبع سبق لك أن رأيت كابوساً في أثناء نومك. يستيقظ المرء من كابوسه فزِعاً؛ نبضات قلبه متسارعة، لا يكاد يميز بين الواقع وما كان في خضمّه للتو، وقد يستيقظ أحياناً وهو يبكي أو يتعرق أو يصرخ، وفي حين أن البعض لا يتذكر أصلاً أنه حلم خلال نومه، فإن آخرين تعلق في أذهانهم الكوابيس التي رَأَوْها وتمنعهم من النوم.

تتضمن الكوابيس أحداثاً حزينة أو مخيفة قد تتكرر سيناريوهاتها ذاتها أو تفاجئنا بصور جديدة في كل مرة، حتى أنه يصعب علينا أحياناً فهم كيف رسم اللاوعي هذه الصور كلها، وهو بالضبط ما حاولت مجموعة باحثين مجريين وألمان اكتشافه من خلال دراسة نُشرت في دورية "المحفوظات الأوروبية للطب النفسي وعلم الأعصاب السريري" (European Archives of Psychiatry and Clinical Neuroscience) في مارس/آذار الماضي، وقد ركزوا فيها تحديداً على دراسة تأثير نشاط الجهاز العصبي النظير الودّي في تواتر الكوابيس.

هل معدل نبض القلب مسؤول عن التسبب بالكوابيس؟

يمكن أن تحدث الكوابيس لعدة عوامل، فعلى سبيل المثال؛ الأشخاص الذين يعانون اضطراب ما بعد الصدمة غالباً ما يكونون عرضة لها، وتشمل الفئات الأكثر عرضة للكوابيس أيضاً النساء، والمدخنين، والأشخاص المصابين بداء السكري من النمط الثاني واضطرابات القلق والإمساك؛ وذلك وفقاً لما ذكره أستاذ علم النفس والأعصاب غاري وينك (Gary Wenk) لموقع "سايكولوجي توداي" (Psychology Today).

للتوصل إلى تفسيرات أخرى لحدوث الكوابيس، تابع الباحثون لمدة ليلتين؛ مجموعة من 24 مشاركاً كانوا يعانون الكوابيس بانتظام، ومجموعة ضابطة من 30 مشاركاً؛ إذ قاسوا معدل نبض القلب وتقلباته لدى أفراد المجموعة الأولى خلال أدائهم مهاماً تتطلب جهداً عاطفياً، وفي أثناء نومهم.

خلاصة الدراسة

في نهاية التجربة، خلص الباحثون إلى أن الأشخاص الذين عانوا الكوابيس أكثر من غيرهم كان معدل نبضات القلب لديهم أعلى خلال مراحل النوم جميعها، وكذلك في أثناء النهار، ترافقاً مع انخفاض نشاط الجهاز العصبي النظير الودّي المسؤول عن خفض معدل نبضات القلب.

ومن ثَمّ، وفقاً للباحثين؛ إذا لم تكن الصدمة النفسية السبب وراء الكوابيس، فإنها يمكن أن ترجع إلى عدم انتظام في الجهاز العصبي النظير الودّي، ويقول غاري وينك: "يمكن أن يرجع عدم الانتظام هذا إلى خلل وظيفي في الجهاز الحوفي (الدماغ العاطفي) على وجه الخصوص".

المحتوى محمي