يبحث الكثيرون عن طريق يهتدون منه إلى سعادتهم وراحة بالهم، وهذا ما سنستعرضه في المقال من خلال تقديم عدة نصائح فعالة أولها أن تتخذ قراراً بأن تكون سعيداً وألا تترك مساحة كبيرة لمشاعر الحزن، ولا تَنْسَ الاعتناء بنفسك في الأوقات الصعبة وابتعد عن الكمالية والمثالية، وواجه مخاوفك اليومية بشجاعة ولا تغذي مشاعرك العدائية، وحينها ستجد نفسك تستمتع بأسعد لحظات حياتك.
1. اتخذ قراراً بأن تكون سعيداً
يقول الفيلسوف آلان: "عليك اتخاذ القرار بأن تكون سعيداً. تفاعل ولا تتخذ من حياتك موقف المتفرج، فلا يكفي مواربة الباب وانتظار دخول السعادة إليك فبهذا الشكل قد ترى أن التعاسة هي التي تتسلل من هذا الباب.
إن استقبال الحزن قد يكون أسهل- من ناحية الطاقة النفسية المطلوبة- من السعي نحو العيش السعيد والتي يتطلب الوصول إليها بذل مزيد من الجهد.
ولتوضيح هذا المفهوم بشكل أدق يجب علينا أولاً النظر إلى الأسباب الشخصية إذ تختلف متطلبات الشعور بالرضا من فرد لآخر. ومن ناحية أخرى هنالك عوامل تتعلق بالجنس البشري بشكل خاص، إذ يبدو أن التطوّر قد أسهم في جعل المشاعر السلبية جزءاً من تفضيلات النفس البشرية بوصفها أحد العوامل المساعدة على البقاء. فالخوف يشجع على الهروب أو القتال، والغضب يرهب الخصوم أو المنافسين، والحزن يجذب مشاعر الرحمة وما إلى ذلك، لكن يبدو أن الطبيعة التي ساعدتنا على البقاء لم تساعدنا بالمثل على تحسين جودة حياتنا. ويُعد نطاق المشاعر الإيجابية لدى الإنسان أضيق وأكثر تحديداً واستهلاكاً للطاقة النفسية، مقارنة بنطاق المشاعر السلبية.
اقرأ أيضاً: كيف تساعد تمارين التنفس في الاسترخاء وتخفيف التوتر؟
2. لا تترك مساحة كبيرة لمشاعر الحزن
إذا كانت المشاعر السلبية التي نمر بها عرضية ولا تبدو معرقلة لحياتنا اليومية إلى حد كبير، فستختفي من تلقاء نفسها.
أما المفهوم المسمى بـ "مغازلة الحزن" على طريقة "المدرسة الرومانسية في القرن التاسع عشر"، فهو ينطوي على بعض عوامل الخطر التي بدأ علم النفس بدراستها بشكل أوسع. إن إطلاق العنان للمشاعر السلبية قد يعني إطالة أمدها. حتى أن بعض الأفعال التي كنا نؤمن أنها قد تريح النفس مثل الشكوى التي قد تخفف معاناة صاحبها، قد تحمل تأثيراً عكسياً، إذ يمكن أن تولد الشكوى المتكررة التي لم تلق آذاناً صاغية الشعور لدى صاحبها بأنه ضحية. وتتغذى هذه المشاعر التي يمر بها الشخص على نفسها وكلما استسلم لها أطال ذلك من أمدها. علاوة على ذلك، يؤدي الاستسلام للحزن إلى الانتقال تدريجياً من عاطفة سلبية محددة -يشعر المرء بالحزن- إلى رؤية سلبية دائمة وتعيسة للحياة بمجملها. أخيراً، تهيئ هذه الحالة لعودة المشاعر السلبية اللاحقة، وهي ظاهرة معروفة جيداً في نوبات الاكتئاب التي تميل للتكرار وترتبط بشكل مباشر بمزاج الحزن المستمر.
اقرأ أيضاً: فوائد التأمل للصحة النفسية
3. اعتن بنفسك عندما لا تكون على ما يرام
يبدو الأمر بديهياً أليس كذلك؟ صحيح لكن معظم الأشخاص الذين يعانون من القلق والاكتئاب يفعلون عكس ذلك تماماً. وكلما ساءت حالتهم النفسية ساء تعاملهم معها، مثل التوقف عن رؤية الأصدقاء أو ممارسة الهوايات التي يحبون، ما سيؤدي في النهاية إلى الدخول في حلقة مفرغة وتفاقم حالتهم النفسية بشكل مستمر.
وعلى الرغم من أن الحالة النفسية السيئة للشخص قد تجعل القيام ببعض الأنشطة اللطيفة أمراً مستهجناً بالنسبة له، تُظهر جميع الدراسات المتاحة أنه يجب إعادة إحياء هذه الرغبة لديه من خلال الجهود الأولية (مثل إعادة تشغيل محرك بعد توقفه). وليس الهدف من القيام بهذه الأنشطة الشعور بالسعادة إنما التخفيف من أثر الحالة النفسية التي نمر بها ومنعها من التفاقم.
4. لا تكن مهووساً بالبحث عن الرفاهة الشخصية الكاملة والمثالية
يقول فلاوبرت في حديثه عن السعادة: هل تعي كم سببت هذه الكلمة الرهيبة-السعادة-تعاسةً للباحثين عنها؟ لو لا البحث عن السعادة لنام المرء قرير العين وعاش حياته ببساطة.
ووفقاً لتعبير الكاتب باسكال بانكر، فإن بحث الإنسان عن رفاهته لا يجب أن يتحول إلى هوس له، إذ يقول بانكر: "وكما جاء في الدستور الأميركي: السعادة هي حق للإنسان فلا تحولها إلى واجب".
يمكن للشعور بالحزن كجزء من الوجود البشري أن يكون ذا فائدة عندما يجعلنا نتفكر، أو ذا ضرورة عندما يتيح لنا إدراك الحقائق غير السارة. وبينما لا مفر من مواجهة مشاعر الحزن، إلا أنه في متناولنا تماماً استخدام هذه المشاعر بطريقة إيجابية.
5. عند مواجهة مخاوف الحياة اليومية: لا تجتر الأفكار بل فكر
تظهر الدراسات النفسية أن الشخص الذي يعاني قلقاً مستمراً، دائماً ما يكون مشغول الذهن بمشكلة معينة، إلا أن المفارقة هي أنه لا يتخذ خطوات فعالة لحل هذه المشكلات، فاجترار الأفكار بهذه الطريقة لن يقدم حلولاً له. وسبب ذلك أن القلق يُعد إشارة تحذيرية توجه انتباهنا للمشكلة، لكنه لا يقدم لنا طريقة صحيحة لرؤية الواقع ومواجهة هذه المشكلة.
ويأتي هنا دور العلاج النفسي وبشكل خاص العلاج المعرفي، إذ يساعد الشخص على إدراك أن ما يواجهه هو مشكلة تحتاج حلاً وليس مصيبة لا يمكن الخروج منها.
وباستخدام ما يسمى بالمقاربة السقراطية نطرح تساؤلات دقيقة حول هذه المخاوف: هل هي مخاوف واقعية؟ ما مدى إمكانية حصولها؟ هل القلق المستمر بشأنها يقدم حلاً؟ ما هي أسوأ الاحتمالات وما إمكانية وقوعها؟ لن تكون الإجابة عن هذه الأسئلة سهلة لكنها ستقدم في النهاية الكثير من المعلومات المهمة.
6. لا تغذّي المشاعر العدائية
إن تغذية المشاعر العدائية قد يكون مسؤولاً عن كم كبير من التعاسة التي نشعر بها. وقد تكون هذه المشاعر العدائية أحياناً شديدة وموجهة بشكل مباشر ضد أشخاص معينين مثل مشاعر الاستياء والغيرة. ويرجع سبب تغذية المشاعر العدائية لدى الإنسان بهذا الشكل إلى أنه يفضل الشعور بأنه على صواب والنظر إلى الآخرين على أنهم مخطئون وتجب معاقبتهم، على الشعور بمشاعر طيبة ومحاولة الإستفادة من الموقف بطريقة إيجابية والمضي قدماً.
7. استمتع باللحظات السعيدة
إن السلاح الأقوى ضد الشعور بالحزن هو بلا شك الاستمتاع باللحظات السعيدة التي تمنحنا إياها الحياة.
ويمثل تذوق العيش السعيد كلما أُتيح لنا ذلك "وقاية" جيدة للغاية ضد الشعور بالحزن، فهي قد لا تمنع "المرض" لكنه سيكون أخف وطأة بالتأكيد.
ويتحدث الفيلسوف أندريه كونت سبونفيل عن مدى صعوبة أن تكون "سعيداً عندما يكون كل شيء على ما يرام"، ويدعونا إلى عدم انتظار وقوع الشدائد لتذكير أنفسنا بأن الحياة يمكن أن تكون جيدة والتأسف على عدم الاستمتاع بها بشكل أفضل... ونعود هنا إلى أقدم نصيحة فلسفية وأكثرها قيمة، (carpe diem) "اغتنم يومك قدر الإمكان".