4 أنواع للأصدقاء السامين تعرف إليهم لتحذرهم

4 دقائق
4 أنواع من الأصدقاء السامين
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: تمثل الصداقة واحدةً من أجمل العلاقات الإنسانية التي نتعرَّف إليها حينما ندخل إلى المدرسة، ثم نتابع اكتساب صداقات جديدة طوال الحياة، وقد أظهرت دراسة نُشرت في المكتبة الوطنية للطب الدور الإيجابي للصداقة في تعزيز الصحة النفسية؛ ولكن من المؤسف أن الصداقات ليست كلها كذلك؛ إذ نقابل أشخاصاً نكتشف بمرور الوقت أن لهم تأثيراً ساماً في حياتنا. وفي هذا السياق، حددت المعالجة النفسية والكاتبة الأميركية إيرين ليونارد 4 أنواع من الأصدقاء السامين عليك تجنُّبهم، فما صفاتهم يا ترى؟

قد تصبح الصداقة مصدراً للمعاناة أحياناً، ويوضح المقال التالي 4 أنواع من الأصدقاء عليك تجنُّبهم وفقاً لمختصي العلاج النفسي.

تمثل الصداقة واحدةً من أجمل العلاقات الإنسانية التي نتعرف إليها حينما ندخل إلى المدرسة، ثم نتابع اكتساب صداقات جديدة طوال الحياة. وقد أظهرت دراسة نُشرت في المكتبة الوطنية للطب (National Library of Medicine)  الدور الإيجابي للصداقة في تعزيز الصحة النفسية؛ ولكن من المؤسف أن الصداقات ليست كلها كذلك؛ إذ نقابل أشخاصاً نكتشف بمرور الوقت أن لهم تأثيراً ساماً في حياتنا، لذا من الضروري أن تختار صداقاتك بحذر لتحيط نفسك بأناس صالحين. وفي هذا السياق، حددت المعالجة النفسية والكاتبة الأميركية إيرين ليونارد (Erin Leonard) 4 أنواع من الأصدقاء السامين عليك تجنُّبهم، وذلك في مقال نُشر في الدورية العلمية "سايكولوجي توداي" (Psychology Today)؛ إذ تقدم فيه نصائح عن كيفية الحفاظ على صحتنا النفسية حينما نواجه سلوكات هؤلاء الأشخاص المؤذية والهدّامة.

ما تأثير الصداقة في حياتنا؟

لا شك في أننا جميعاً نتفق على أهمية الأصدقاء في حياتنا وقد أوضح بحث علمي مدى هذه الأهمية؛ إذ خلص إلى وجود علاقة بين تفاعلات المرء الاجتماعية وشعوره بالرضا عن حياته، وأظهر أن الصداقة ثروة حقيقية تؤثر على نحو كبير في العافية النفسية والأداء المهني وتحقيق الذات.

ربطت الدراسة بين مدى شعور المرء بالرضا عن حياته ووجود أصدقاء من حوله على نحو مباشر، وتقول الباحثة الرئيسية في الدراسة فيفيانا أماتي (Viviana Amati): "تعزز الصداقة شعورنا بالانتماء والأمان الاجتماعي لما تحمله من قيم الألفة والتعاون والدعم، وعلى هذا النحو يخفف وجود الأصدقاء حولنا من مشاعر التوتر والقلق التي قد نعانيها في الأوقات الصعبة".

إضافة إلى ذلك، أظهرت نتائج الدراسة أن التعرف إلى أصدقاء جدد وبناء علاقات صداقة صحية معهم يعزز صحتنا النفسية والجسدية؛ إذ يمثل أصدقاؤنا رأس مالنا الاجتماعي الذي يمكننا الاعتماد عليه، وتقول فيفيانا أماتي: "تقوم علاقات الصداقة الحقيقية والصحية على تبادل الدعم والعطاء والألفة". ومن جهة أخرى، تشير الدراسة إلى أن علاقات الصداقة غير الصحية تؤدي إلى الشعور بالقلق.

لذلك تؤكد إيرين ليونارد أهمية أن نعرف كيف نميز بين الأصدقاء الذين يمثلون خطراً على صحتنا النفسية والعاطفية وأولئك الذين يتمتعون بالذكاء العاطفي الذي يسمح لنا بإنشاء علاقات صداقة صحية معهم.

توضح المعالجة النفسية إنه ثمة 4 أنواع من الشخصيات التي تسبب لنا أذىً عاطفياً ونفسياً، ويتسم أصحابها بنقص التعاطف وعدم الوعي بذواتهم والآخرين؛ إذ لا يتمتعون بحس المسؤولية ويسعون غالباً إلى تحطيم أصدقائهم نفسياً.

المتعاطف المزيف

قد تثق بهذا الشخص وتشعر بالاطمئنان معه ثم تكتشف أنه يشارك خصوصياتك التي أطلعته عليها مع طرف ثالث، فهو يصغي إليك باهتمام بل وحتى يسدي لك النصح، وفي غيابك، يُطلع أشخاصاً آخرين على كل ما بُحت له به ويشوه صورتك أمامهم، وذلك على الرغم من أن حديثك معه لم يكن مجرد حديث عادي؛ بل كنت تعبر له عن مشاعرك أو مخاوفك مفترضاً أن محادثتكما هذه سرية وأنه محل ثقة، وبدلاً من ذلك فإنه يحرف كل ما قلته له وينقله إلى الآخرين دون إذنك، وعلى هذا النحو يأخذ عنك من نُقل إليهم الكلام صورة سيئة وتبوء محاولاتك لتوضيح موقفك أمامهم بالفشل.

على ما يبدو، فإن هذا الصديق الذي يُظهر تعاطفاً مزيفاً يشعر بنوع من الرضا حينما يخلق مواقف إشكالية، فهو يستمتع بأن يكون مركز الاهتمام ويشير إليك باستمرار على أنك الطرف المذنب في القصة.

المنافق ذو الوجهين

يبدو هذا الصديق طيباً جداً ويعاملك بلطف حينما تكون رفقته، أما في غيابك فدأبه تصغيرك أمام الآخرين من خلال انتقاد شخصيتك وسلوكك. يحاول هذا النوع من الأشخاص تشويه سمعتك بالسُّبل كافة دون أن يواجهك مباشرة، وفي حال حدث ذلك فإنه ينكر سلوكه بشدة مهما أظهرتَ له من أدلة، ثم يحاول أخذ دور الضحية أمام أصدقائكما المشتركين وادعاء البراءة ليكسب تعاطفهم ومؤازرتهم، ومن المفارقات أن هذا الصديق سيعكس الوضع ويسميك "الصديق السام".

مما يميز هذا الشخص أيضاً أنه يوجه لك ملاحظات تحط من قدرك ويحاول تمويهها بالفكاهة أو الإطراءات التي لا تقل إهانة، فهذه "العفوية" ليست إلا ذمّاً مقنّعاً.

المتفوق على الآخرين

يؤمن هذا الشخص إيماناً راسخاً بأن قيمه وآراءه ومعتقداته تتفوق تفوقاً مطلقاً على قيم الآخرين وآرائهم ومعتقداتهم. حينما تقابله، يتولد لديك انطباع بأنه شخص يتمتع بثقة كبيرة بالنفس، وعلى الرغم من ذلك ستدرك بمرور الوقت أن شغله الشاغل هو إطلاق الأحكام عليك وانتقادك، ومن ثم إذا أبديت رأياً يخالف آراءه فإنه سيرفضه على الفور أو يقلل من قيمته.

يتسم هذا الشخص بميله الشديد إلى إرشاد الآخرين إلى ما يجب فعله؛ إذ يؤمن تماماً بأنه أعلم من أي أحد وبأن على كل شخص الاستماع إليه.

وتقول إيرين ليونارد: "يتيح له ذلك التمتع بالسيطرة الاجتماعية وتصدُّر المشهد ضمن مجموعة أصدقائه". وحذار من أن تُبدي وجهة نظر مخالفة لوجهة نظره! إذ سيحاول حينها إسكاتك بشتى الطرائق واستبعادك من المجموعة.

الضحية

من النادر أن يتحمل هذا الصديق مسؤولية أفعاله المؤذية والأنانية التي يرتكبها، وتقول المختصة النفسية: "بدلاً من ذلك، سيبرئ هذا الشخص نفسه ويتخذ من صعوبات واجهها حجة ليبرر تصرفه معك بل ويُظهر أنه تضرر أكثر منك".

على سبيل المثال؛ خططت وأحد أصدقائك لتذهبا معاً إلى مباراة كرة قدم، وهي مباراة مهمة لأنكما جزء من التشكيلة الأساسية للفريق، وفي اليوم الموعود، لم يأتِ صديقك لاصطحابك وحاولتَ الاتصال به دون جدوى، فتصل إلى المباراة متأخراً إلى درجة أنها كادت تفوتك. وهناك، تتفاجأ بوجود صديقك هذا، وقبل أن تسأله عن سبب عدم مجيئه لاصطحابك، يسارع إلى إخبارك بأن عطلاً حدث في سيارته وانتابته حالة من الذعر بسبب ذلك.

ونتيجة لروايته هذه تعاطف معه أفراد الفريق وعذروه، وذلك على الرغم من أنه كان بإمكانه أن يبلغك بمانعه برسالة نصية بسيطة. حينما يتخذ الشخص في هذه القصة دور الضحية، يعفي نفسه تماماً من المسؤولية عن أفعاله تجاهك بل وحتى يُظهر أنه مصدوم ومتضرر أكثر منك.

ما نوع الأشخاص الذين يجب أن تصادقهم؟

من الحكمة أن تنشئ صداقات مع نوع محدد من الأشخاص، وهم أولئك الذين يتمتعون بالذكاء العاطفي؛ إذ يبادلك هؤلاء التعاطف ويمكنك الاعتماد عليهم والثقة بهم، وهم لن يحاولوا تحطيمك أو تصغيرك أمام الآخرين.

ولا نقول إن الأصدقاء الذين يتمتعون بالذكاء العاطفي مثاليون؛ لكنهم سوف يسعون جاهدين إلى فهمك، ومن النادر أن يستغلوا لطفك معهم؛ كما أنهم يتسمون بالانفتاح والتسامح مع آرائك ومعتقداتك.