ملخص: لا تتفكّك العلاقة الزوجية بسبب المواجهات المباشرة بين الزوجين فقط؛ إذ يؤدي بعض السلوكات التي تسود في أثناء التفاعل بينهما إلى الصراع، وقد تمكّن الطبيب النفسي وخبير العلاقات الزوجية، جون غوتمان من تحديد "السلوكات الأربعة المدمرة" التي تؤثر في العلاقة الحميمية بين الأزواج وهي سلوكات شائعة في العلاقات الزوجية الفاشلة.
محتويات المقال
يؤثر العديد من المواقف في توازن العلاقة الزوجية ويقود الزوجين نحو الصراع؛ كما يمكن أن تؤدي سلوكات خفية أخرى مع مرور الزمن إلى تدمير هذه العلاقة.
لا تتفكّك العلاقة الزوجية بسبب المواجهات المباشرة بين الزوجين فقط؛ إذ يؤدي بعض السلوكات التي تسود في أثناء التفاعل بينهما إلى الصراع.
في سنة 1983، أنشأ الطبيب النفسي جون غوتمان (John Gottman) "مختبر الحبّ" الذي مكّنه من مراقبة سلوكات الأزواج وتحليل طريقة تفاعلهم وتعاملهم مع خلافاتهم. وتمكّن الطبيب النفسي والخبير في العلاقات الزوجية بعد هذه التجارب، من تحديد "السلوكات الأربعة المدمرة" الشائعة في العلاقات الزوجية الفاشلة؛ وتشمل هذه السلوكات النقد والموقف الدفاعي واللامبالاة والاحتقار.
وترى اختصاصية الطب النفسي السريري فالنتينا ستويشيفا (Valentina Stoychev) أن هذه السلوكات الأربعة ليست وحدها المسؤولة عن تدمير العلاقة الزوجية، فهناك سلوكات يتبنّاها الأزواج والزوجات يمكن أن تكون لها انعكاسات سلبية على مستقبل العلاقة، سواء على المدى القريب أو البعيد.
عدم تصريح الزوجين بحاجاتهما
تقول الطبيبة النفسية في تصريح لموقع "سايكولوجي توداي" (Psychology Today): "قد تتخوف من إرهاق شريك حياتك بطلباتك، أو أن تتجاوز هذه الطلبات قدراته، أو أن يرفضها بمجرد تعبيرك عنها، ومع ذلك فإن عدم التصريح بهذه الحاجات يخلق دينامية تقصي شريكك من حياتك الشخصية؛ كما توحي إليك ضمنياً بأنك لا تستحق تلبية احتياجاتك"، ويمكن أن يخلق هذا السلوك فجوةً عاطفيةً بين الزوجين.
عدم الاعتذار بصدق أو عدم الاعتذار بالمرة
توضح فالنتينا ستويشيفا: "الاعتذار الصادق مفيد لعلاقتك الزوجية ويثبت الحقيقة العميقة للطبيعة الإنسانية؛ وهي أننا جميعاً نقترف الأخطاء". فاعترافنا بأخطائنا وسلوكاتنا الرعناء التي تجرح مشاعر الآخر وسيلة لإثبات إحساسنا بمعاناته وأن بإمكانه أن يثق أننا لن نكرر هذه السلوكات.
الرد على ملاحظات الآخر بملاحظات مضادة
إذا كان شريك حياتك يحدّثك عن بعض ممارساتك التي تزعجه، ثم تردّ على ملاحظته بأنه يزعجك أيضاً ببعض سلوكاته ، فهذا لا يحلّ المشكلة بل يعقّدها. تقول اختصاصية الطبّ النفسي السريري: "إذا كنت تردّ على طلب شريكك مناقشة بعض سلوكاتك أو أساليبك بتذكيره بسلوكاته، فقد تُشعره بالوحدة وأنك لا تصغي إليه، وهذا قد لا يشجع على استمرار النقاش البنّاء في المستقبل، أو قد يقضي على رغبته في التقرّب منك؛ وهو الأمر الذي لن يؤدي إلا إلى تراجع العلاقة الحميمية".
عدم الاعتراف بجهود الآخر
إن عدم تقبّل محاولات التقرّب التي يقوم بها الشريك أو مبادلتها بالمثل يمكن أن يؤدي مع مرور الوقت إلى الإضرار بالعلاقة، فمن المهم إذاً الانتباه إلى الجهد الذي يبذله الطرف الآخر ومحاولة معاملته بالمثل، سواء من خلال دعوته للتنزه أو قضاء وقت مشترك أو التعبير له عن المودّة. ويجب النظر إلى هذه المحاولات باعتبارها "طلباً للعلاقة الحميمية"، وإذا ظلّ هذا الطلب يصدر من جانب واحد فإنه قد "يوحي بأنك لا تهتم" بشريكك.