لماذا يجب تجنّب “التقديم الغاضب” على الوظائف؟

2 دقائق
التقديم الغاضب
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

زيادةً على انتشار ظواهر "الاستقالة الصامتة" و"الاستقالة المعلَنة" و"الاستياء" في أوساط العمال، برزت مؤخراً ظاهرة "التقديم الغاضب" على وظيفة جديدة؛ وهو توجه قد لا يكون في مصلحة الموظف.

عندما لا تكون راضياً عن بيئة العمل أو الراتب أو المهام أو عن الزملاء العاملين معك أو حتّى عن ربّ العمل، فإنك قد تنساق وراء التفكير في الالتحاق بوظيفة أخرى. وعلى الرغم من أن الرغبة في تغيير العمل مسألة عادية وجزء من المراحل الأساسية للمسار المهني؛ لكن قد يكون هذا التغيير قاسياً أحياناً. هذا ما يحدث مثلاً عندما تعاني الاحتراق الوظيفي أو عندما تصبح بيئة عملك سامةً. في هذه اللحظة بالضبط، يدفعك الغضب والإحباط نحو المغادرة، وهنا قد تشرع في "التقديم الغاضب" على وظيفة جديدة.

ما هو "التقديم الغاضب"؟

يُعدّ "التقديم الغاضب" من بين هذه الظواهر التي أضحت تنتشر في الوسط المهني مثل "الاستقالة الصامتة" أو "الاستقالة المعلَنة" أو "الاستقالة الواعية". ولا يُعدّ التقديم الغاضب استقالةً فعليةً بقدر ما هو بحث إجباري عن عمل في مكان آخر، ويمثل هذا النوع من البحث ردّ فعل الموظف الغاضب على ظروف عمله الحالي من خلال التقدّم إلى فرص عمل أخرى. وليس هذا السلوك جديداً؛ وإنما الجديد هو تسميته وانتشاره على نطاق واسع كما هي الحال على موقع التواصل الاجتماعي تيك توك الذي عرف انتشاراً في المحتوى المعبّر عن هذا النوع من التقديم على الوظائف.

مخاطر "التقديم الغاضب"

تقول مسؤولة التوظيف بوني ديلبر (Bonnie Dilber) في تصريح لموقع "هاف بوست" (HuffPost): "إذا لم تكن سعيداً في عملك فعليك بتحديث معطيات سيرتك والتقدّم إلى وظيفة أخرى، فالحياة قصيرة ونحن نقضي وقتاً طويلاً في وظائف تجعلنا تعساء". لكن يجب ألا تتسرّع، فالمخاطر الرئيسة للتقديم الغاضب هي الالتحاق بوظيفة أسوأ أو الفشل في الحصول عليها أصلاً.

ومن الضروري إذاً قبل التقديم أن تعرف إن كانت المشكلة التي تعانيها قابلةً للحلّ أو لا، فقد يكفي أحيانا قليل من التواصل من أجل تجاوزها. وعندما تتيقّن من رغبتك في مغادرة العمل، عليك أن تأخذ الوقت الكافي قبل اتخاذ القرار، وأن تتعامل مع مسألة تغيير الوظيفة على نحوٍ منهجي.

حدّد ما تنتظره من العمل الجديد، ولا تختر إلا عروض العمل المناسبة لهذه الانتظارات، ثم حضّر سيرتك الذاتية وملف ترشيحك بشكل جيد من أجل زيادة حظوظك. قد يشكل غضبك وإحباطك من عملك الحالي عاملَيّ تحفيز لك من أجل المغادرة؛ لكنهما يجب ألا يمنعاك من بذل جهدك بأكمله من أجل التغيير الحقيقي الذي يجب أن يكون نحو الأفضل.

المحتوى محمي