متى تختفي أعراض أدوية الاكتئاب؟

4 دقائق
أعراض أدوية الاكتئاب
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: يمكن اعتبار تجربة التعامل مع أعراض أدوية الاكتئاب تجربة فردية، فقد يعيشها كلّ شخصٍ يتناول مضادات الاكتئاب بشكل مختلف. إن الآثار الجانبية تختفي بالفعل مع مرور الوقت؛ لكن بعضها يحتاج إلى خارطة طريق لإدارة تعقيدات تناول هذه الأدوية؛ إذ إن هناك مجموعة متنوعة من الأعراض التي تظهر في بداية رحلة العلاج من الاكتئاب كاضطرابات النوم والخمول والقلق. ويقدّم هذا المقال معلومات قيّمة بشأن الآثار الجانبية المختلفة لمضادات الاكتئاب بنوعيها، وطرائق التكيّف معها.

إنّ الرحلة مع أعراض أدوية الاكتئاب تشبه المشي في طريق متعرّجة مليئة بالمنعطفات المتوقعة وغير المتوقعة. لذلك من المهم أن يتذكّر الأشخاص الذين يتناولون مضادات الاكتئاب أن التعامل مع آثارها الجانبية جزء أساسي من عملية العلاج. ومن خلال التعامل مع تلك المشكلات بشكل استباقي، فهم يتّخذون خطوة مهمة نحو استعادة توازن صحتهم النفسية.

متى تختفي أعراض أدوية الاكتئاب؟

قد تتسبّب مضادات الاكتئاب في آثار جانبية غير مريحة؛ بما في ذلك الغثيان وزيادة الوزن واضطرابات النوم؛ ولكن غالباً تتحسّن تلك المشكلات في غضون أسابيع قليلة بعد بدء العلاج. وعلى الرغم من ذلك، فقد يعاني الأفراد من آثار جانبية مستمرّة في بعض الحالات.

والجدير بالذكر إن الأشخاص أغلبهم يشعرون بتحسّن بعض أعراض الاكتئاب خلال أول أسبوعين؛ ولكن قد يستغرق الأمر في الغالب ما بين 4 و8 أسابيع للشعور بالفوائد الكاملة للأدوية. لذلك من المهم إخبار الطبيب المعالج إذا مرّت 4 أسابيع على الأقل دون أي تحسّن، فقد يغيّر الجرعة أو يصف أدوية جديدة.

اقرأ أيضاً: أفكار شائعة عن أدوية الاكتئاب أثبت العلم خطأها

ما أعراض تناول أدوية الاكتئاب؟

بالطبع تسبّب الآثار الجانبية لمضادات الاكتئاب بعض الصعوبات؛ ولكنّها تنقص عادةً بمرور الوقت. إذ يُعدّ استمرار العلاج أمراً بالغ الأهمية، حتى عند التعرّض للآثار جانبية؛ حيث تستغرق أدوية الاكتئاب بضع أسابيع لتتحسّن أعراض الاكتئاب.

يمكن أن يتوقّع المريض زيارة طبيبه المعالج مرة واحدة على الأقل كل أسبوعين إلى 4 أسابيع لتقييم فعالية الدواء؛ لكن يجب أن تفوق مزايا الأدوية أي مشكلات تنشأ عن آثارها الجانبية.

الآثار الجانبية لمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs) ومثبطات استرداد السيروتونين والنورإبينفرين (SNRIs)

  • الشعور بالاضطراب أو الرعشة أو القلق.
  • الشعور بالمرض.
  • عسر الهضم وأوجاع المعدة.
  • الإسهال أو الإمساك.
  • فقدان الشهية.
  • الدوخة.
  • اضطرابات النوم كالأرق أو الشعور بالنعاس الشديد.
  • الصداع.
  • فقدان الرغبة الجنسية.
  • صعوبة بلوغ النشوة الجنسية.
  • ضعف الانتصاب.

الآثار الجانبية لمضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (TCAs)

  • جفاف الفم.
  • ضبابية الرؤية.
  • الإمساك.
  • مشكلات التبوّل.
  • الخمول أو النعاس.
  • الدوخة.
  • زيادة الوزن.
  • التعرّق المفرط، وبخاصة في الليل.
  • عدم انتظام ضربات القلب؛ مثل الخفقان الملحوظ أو تسارع ضربات القلب.

المخاطر الصحية المحتملة

كما يمكن أن تسهم أدوية الاكتئاب في حدوث مضاعفات صحية نلخّصها كالآتي:

  • متلازمة السيروتونين: تُعد من الآثار الجانبية النادرة والخطِرة لمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية ومثبطات استرداد السيروتونين والنورإبينفرين. وتنتج من مستويات هرمون السيروتونين المرتفعة بشكل مفرط في الدماغ، وبخاصة إذا تمّ الجمع بينها وبين أدوية أو مواد أخرى مثل بعض الأعشاب التي تزيد أيضاً من مستوى السيروتونين. وتشمل أبرز أعراض هذه المتلازمة: الارتباك والتهيّج وارتعاش العضلات والتعرق والرعشة والإسهال. ويُنصح بالتوقّف عن تناول الدواء وطلب المشورة الطبية على الفور في حال ظهور هذه الأعراض؛ إذ يمكن أن يؤدّي بعض الحالات الشديدة إلى النوبات، وعدم انتظام ضربات القلب، وفقدان الوعي.
  • داء السكري: يزيد الاستخدام طويل الأمد لمضادات استرداد السيروتونين الانتقائية ومضادات الاكتئاب الثلاثية الحلقات خطر الإصابة بداء السكري من النوع 2؛ حيث قد تكون زيادة الوزن التي يعاني منها بعض الأشخاص الذين يستخدمون مضادات الاكتئاب عاملاً في مضاعفة خطر الإصابة.
  • الأفكار الانتحارية: قد تظهر لدى عدد قليل من الأفراد أفكار انتحارية تحثهم على إيذاء النفس في بداية العلاج بمضادات الاكتئاب، ويُعتبر الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 25 سنة الأكثر عرضة لهذه الأفكار.
  • نقص صوديوم الدم (Hyponatraemia): يكون كبار السن الذين يتناولون مضادات الاكتئاب، وبخاصة مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، أكثر عرضة لخطر الإصابة بنقص صوديوم الدم؛ وهو انخفاض خطِر في مستويات الصوديوم. ويرجع ذلك إلى أن مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية تتدخّل في تنظيم الهرمونات لمستويات الصوديوم والسوائل؛ حيث تصعّب الشيخوخة تنظيم تلك السوائل. وتشبه أعراض نقص صوديوم الدم الخفيف أعراض الاكتئاب أو الآثار الجانبية لمضادات الاكتئاب، في حين يمكن أن تؤدّي الحالات الشديدة إلى الارتباك والتهيّج وحتى الغيبوبة. ويُنصح بالتوقّف عن تناول مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية مؤقتاً واستشارة الطبيب في حال الاشتباه بنقص صوديوم الدم الخفيف، ويشمل العلاج إعطاء محلول الصوديوم عن طريق الوريد في الحالات الشديدة التي تستدعي الاتصال بالطوارئ.

اقرأ أيضاً: كيف تؤثر مضادات الاكتئاب على جودة الحياة المرتبطة بالصحة؟ 

نصائح للتكيّف مع الآثار الجانبية لمضادات الاكتئاب

من الضرورّي مراعاة كلٍّ من الفوائد والآثار الجانبية عند تناول أيّ دواء، فقد يستطيع المريض تحمّل بعض الآثار الجانبية، في حين أن البعض الآخر منها قد يكون شديداً بما يكفي ليتطلّب إيقاف الدواء أو تعديل جرعته من قبل الطبيب المعالج. وإن كانت الآثار الجانبية خفيفة، فقد ينصح الطبيب بالاستمرار في تناول أدوية الاكتئاب للتحقّق مما إذا كانت ستختفي بمرور الوقت.

ومن بين النصائح التي يقدّمها الخبراء من ويب إم دي (WebMD) لإدارة أعراض أدوية الاكتئاب وآثارها البسيطة، نذكر ما يلي:

  • تناول جرعات الدواء مع وجباتك إذا كانت تزعج معدتك.
  • اضبط توقيت تناول الدواء لتخفيف الشعور بالنعاس أو الأرق.
  • تجنّب شرب الكحول عند تناول أدوية الاكتئاب.
  • لا تتوقّف عن تناول الدواء دون استشارة طبيبك.
  • ناقش الآثار الجانبية مع طبيبك لإيجاد الحلول.
  • فكّر في إمكانية تعديل علاجك إلى جرعات أقل أو أدوية بديلة.
  • اعلم أنك بحاجة إلى خطّة لمعالجة الآثار الجانبية.
  • لا تتجاهل الآثار الجانبية أو تقبلها دون الاستشارة الطبيّة.

اقرأ أيضاً: 5 حقائق مهمة حول مضادات الاكتئاب وتأثيرها في المخ 

وفي الختام، قد تمثّل أعراض أدوية الاكتئاب تحديّاً في البداية؛ ولكن بمرور الوقت والصبر والتعاون مع الطبيب المعالج، يمكن لمريض الاكتئاب الاستفادة من خطة العلاج الأكثر فعاليةً وراحة. فبينما يتكيّف جسم الشخص مع الأدوية وتتلاشى الآثار الجانبية، سيجد نفسه يمضي قدماً على طريق التعافي.

المحتوى محمي