اضطراب الشخصية الحدية: الأسباب والعلاج

3 دقائق
اضطراب الشخصية الحدية

يعد اضطراب الشخصية الحدية من الاضطرابات العقلية. يرافق اضطراب الشخصية الحدية اضطراب فرط النشاط، ويعد هذا المرض واحداً من الأمراض النفسية التي يصعب التنبؤ بها، سواء بالنسبة للشخص المصاب أو من حوله، حيث يبدو المريض في أغلب الأحيان إنساناً طبيعياً، وقد تظهر عليه بعض السلوكيات الطفولية والأنانية، ثم فجأة وعند التعرض لموقف معين، يدخل المريض في نوبات الغضب، والسلوكيات الخطيرة، وحتى الأفكار الانتحارية.

  1. ما هو اضطراب الشخصية الحدية؟
  2. أسباب اضطراب الشخصية الحدية
  3. علاج الاضطراب الحدي
  4. حياة الأسرة مع الفرد المصاب باضطراب الشخصية الحدية

وبحسب المعالج النفسي آلان تورتوسا، فإن الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية، "هم عرضة للانفجار في أي لحظة".

ما هو اضطراب الشخصية الحدية؟

من الصعب وضع تعريف واحد لهذا الاضطراب بسبب تعدد أنواعه، إلا أن صعوبة التحكم في العواطف هي الفكرة السائدة عن هذا المرض النفسي، حيث يشكل حالة في المنتصف بين العصاب والذهان.

أما عن أبرز مظاهر اضطراب الشخصية الحدية فهي: فرط النشاط، وردود الفعل المبالغ فيها لأدنى إزعاج. وبالإضافة إلى هذه السمات المشتركة، هناك أعراض مميزة يعتمد عليها التشخيص الطبي للمرض (ظهور 5 أعراض أو أكثر في الشخص مما يلي):

  • الشعور المزمن بالفراغ.
  • صعوبة التعامل مع الغضب.
  • صعوبة توقع عواقب أفعال الفرد.
  • اضطراب الهوية (التشكيك في الخطط أو مشاعر معينة، التساؤل عن الذات، صعوبات في تحليل المشاعر).
  • الميل إلى المثالية ثم التقليل من قيمة الآخر.
  • عدم الاستقرار في العلاقات الشخصية (التغيير المتكرر للأصدقاء، والشركاء، والخلفيات المهنية، والميل إلى التلاعب، وما إلى ذلك)
  • بذل الجهد بشكل دائم خوفاً من الانفصال والهجر.
  • أعراض الانفصام والتفكير الاضطهادي (الشعور بأنه ضحية لمؤامرة)
  • السلوكيات الاندفاعية والخطيرة وتشويه الذات (الأكل بنهم، والميل إلى اللعب، والاستهلاك المفرط للكحول أو المخدرات).
  • أفكار وإيماءات انتحارية

لذلك يصعب تحديد حالة الشخصية المصابة بالاضطراب الحدي، خاصةً أنها غالباً ما تكون مصحوبة باضطراب آخر في الشخصية، مثل الاعتماد العاطفي.

أسباب اضطراب الشخصية الحدية

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني ما نسبته من 2٪ من سكان العالم من اضطراب الشخصية الحدية، وتمثل النساء نحو ثلاث من كل أربع حالات مرضية.

وتتعدد أسباب الإصابة باضطراب الشخصية الحدية مثل أعراضه؛ فإذا كانت الأسباب البيولوجية والكيميائية (اضطراب إنتاج السيروتونين) والاستعدادات الوراثية واضحة، فإن المرض يتجلى أكثر في الأشخاص الذين عانوا من سوء المعاملة أو القصور العاطفي، أو الانفصال في طفولتهم.

علاج الاضطراب الحدي

في مواجهة المرض، يتم تقديم حل علاجي مزدوج للأشخاص المصابين بالاضطراب الحدي:

- يوصى عموماً بوصف مضادات الاكتئاب ومضادات القلق لعلاج الأسباب البيولوجية للمرض والتخفيف من النوبات الاكتئابية ونوبات الهلع أو القلق، كحل أول لتحقيق الاستقرار المزاجي لدى المرضى.

كتب كوزكو على منتدى سايكولوجيز، وهو والد لابنة مصابة باضطراب الشخصية الحدية: "يعاني كل شخص من التقلبات المزاجية، لكن في حالة ابنتي التي تعاني من مزاج سريع وشديد التقلب بشكل كبير، تساعد مضادات الاكتئاب في السيطرة على هذا التفاوت الكبير في مزاجها بين ساعة وأخرى “

- كما يتم دعم العلاج الدوائي بنوع من العلاج المعرفي السلوكي الذي يساعد المرضى على تصحيح أنماط التفكير التي تزعج عواطفهم لإعادة تعلم السلوكيات الصحية.

ويُعرف العلاج السلوكي الجدلي (DBT) أيضاً بفعاليته، ويقدم منهجاً أكثر اكتمالاً، سواء من الناحية التحليلية -في معرفة الذات وفهم المشاعر- أو من الناحية السلوكية، ولكن الاعتماد عليه لا يزال محدوداً.

حياة الأسرة مع الفرد المصاب باضطراب الشخصية الحدية

يعد الاضطراب الحدي مرضاً طويل الأمد، وهو يمثل اختباراً حقيقياً للحياة بالنسبة للشخص المصاب أو لمن حوله. وكما توضح روزليز على منتدى سايكولوجيز، يتوجب على كل أسرة أن تعمل لإيجاد توازن جديد حول التقلبات العاطفية للمريض: "أعتقد أننا بحاجة إلى الاستماع دون إصدار أحكام، وأن نسمح له بتحمّل مسؤولياته، لا تجعله طفلاً، ولا تصدر أحكاماً عليه، ولا تدلي بملاحظات مؤذية قد تحط من قدره، بل أظهر له أنه مخطئ، وأنك بجانبه لإرشاده ".

في حين أن الاستماع والحوار غالباً ما يكون وسيلة للتعامل مع المرض، فإن الجمعيات التي تدعم الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية تنصح أيضاً من حولهم بما يلي:

  •  تعرف على كيفية الحفاظ على المسافات الصحيحة لتجنب العلاقات الاندماجية المكثفة.
  • لا تهول من نوبات الغضب التي لا يدركها المرضى في كثير من الأحيان.
  • لا تصدر أحكاماً على السلوكيات المندفعة والخطيرة التي قد تأتي أساساً كرد فعل على حاجتهم للمساعدة. يحتاج الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية ممن حولهم قبل كل شيء إلى الحنان والاهتمام.
  • شجعهم على مشاركة مشاعرهم مع طمأنتهم بشأن صفاتهم وقيمتهم عندما يظهرون اضطراب الهوية أو تدني احترام الذات.
  • التعرف على مشاعر الظلم أو التمرد التي يعبر عنها المريض، مع تذكيره بحقيقة الأمور.
  • لا بأس بتقبل أحد سلوكيات التلاعب التي يمكن أن يظهرها المريض، إذا كان ذلك من الممكن أن يساعد في اكتساب الثقة ووضع حدود في دائرة الأسرة.

المحتوى محمي