ملخص: ها قد حان موعد اختبار الأداء، ولم تدخر وسعاً لتكون جاهزاً وعلى أتم استعداد لاجتياز الاختبار، فقد حرصتَ على أداء التمارين التأهيلية ونلتَ قسطاً وافراً من الراحة وأديت تدريباتك البدنية والعقلية، وتعتقد أن لديك فرصة جيدة للنجاح؛ ولكنك تجد نفسك فجأة مصاباً برهبة المسرح. إنها ذلك الخوف الذي يجعل يديك ترتعشان ودقات قلبك تتسارع، ويبدو أن ركبتيك لم تعودا قادرتَين على حملك، وتواجه صعوبة في ابتلاع لعابك، وتشعر بأن فمك جاف تماماً. تنمُّ هذه المظاهر الجسدية كلها عن الخوف. فكيف تتعلم التغلب على رهبة المسرح؟
يجد الفنانون أنفسهم في كثيرٍ من الأحيان مطالبين بأداء اختبارات الأداء على خشبة المسرح أو أمام كاميرات التصوير لمعرفة مدى ملاءمتهم للأدوار المطلوبة، فيشعرون بما يشعر به الفرد العادي عندما يُحاول إلقاء كلمة على الجمهور أو حين يتقدم لخطبة الفتاة التي يحبها. ويُعرَف الخوف الذي ينتاب المرء في هذه المواقف باسم "رهبة المسرح"؛ ذلك الخوف الذي ينتشر بكثافة في الأوساط الفنية ويفرض نفسه بقوة في حياتنا اليومية أيضاً. وعلى الرغم من أثره الإيجابي في تعزيز أداء البعض، فإنه يؤدي إلى شل حركة معظمنا. فكيف تتعلم التغلب عليه؟ يستعرض مدرِّس الرقص الكلاسيكي منذ 35 عاماً، واين بيار (Wayne Byars)، في كتابه "دروس الرقص، ودروس الحياة" (Leçons de danse, leçons de vie)، نصائحه الثمينة لاستعادة السيطرة والثقة في النفس.
ها قد حان موعد اختبار الأداء، ولم تدخر وسعاً لتكون جاهزاً وعلى أتم استعداد لاجتياز الاختبار، فقد حرصتَ على أداء التمارين التأهيلية ونلتَ قسطاً وافراً من الراحة وأديت تدريباتك البدنية والعقلية، وتعتقد أن لديك فرصة جيدة للنجاح؛ ولكنك تجد نفسك فجأة مصاباً برهبة المسرح. إنها ذلك الخوف الذي يجعل يديك ترتعشان ودقات قلبك تتسارع، ويبدو أن ركبتيك لم تعودا قادرتَين على حملك، وتواجه صعوبة في ابتلاع لعابك، وتشعر بأن فمك جاف تماماً. تنمُّ هذه المظاهر الجسدية كلها عن الخوف.
رهبة المسرح، خوف غير مبرَّر
اعلم أن ظروف تقدُّمك لخطبة الفتاة التي تحبها أو اختبار الأداء المرتقب، تحمل بين طياتها أسباب إثارة الخوف كلها! وسيكون من الرائع أن تسترخي تماماً في مثل هذه الظروف؛ ولكن في حين أن الشعور بقدر بسيط من رهبة المسرح قد يكون مفيداً لك لأنه سيجعلك تصل إلى ذروة السيطرة على ملَكاتك (حيث ستكون في قمة تركيزك ومصمماً على النجاح وتشعر بالقوة الداخلية)، فقد يؤدي الخوف إلى إصابتك بحالة من الشلل وفقدان التوازن وصعوبة التركيز المصحوبة بسلسلة من الأفكار السلبية؛ لذا يجب أن تحرص على محاربته بكل ما أوتيت من قوة!
وعلى الرغم من ذلك، فإن مظاهر هذا الخوف غير مبررة. وقد تجتاح الفنانين مخاوف مبالغ فيها دون مبرر حقيقي، على الرغم من شعورهم عادةً بالاسترخاء الشديد تحت الضغط، حتى إن هناك فنانين أعلنوا اعتزالهم الحياة الفنية بسبب أعراض رهبة المسرح التي لا يمكنهم السيطرة عليها.
نصيحة ممثل كوميدي
إذا حدث هذا لك، فلا يوجد حل سحري لكن يمكنني أن أقدم لك بعض النصائح. قف قبالة حائط، على بعد 90 سم منه، واضغط بكلتا يديك على الحائط وادفعه بقوة كما لو كنت تريد أن ترديه أرضاً. استمر في الدفع لمدة 30 ثانية، ثم كرر العملية مرتين أو 3 مرات. كانت تلك وصفة قديمة لممثل كوميدي كان يمتلك قدرة عجيبة على التخلص من التوتر العصبي.
أرهِف السمع إلى دقات قلبك لتهدئة توترك العصبي
إذا كنت تجلس في وسط مجموعة من الأفراد وكان أداء مثل هذا التمرين أقرب إلى المستحيل، فيمكنك التوقف عن أنشطتك كلها وإغلاق عينيك لبضع ثوانٍ والتركيز على دقات قلبك، واحرص على ألا تفكّر في شيء سوى نبضات قلبك لمدة دقيقة. ما عليك إلا أن تراقب أحاسيسك، والأهم من ذلك ألا تحاول تحليلها. راقب إيقاع دقات قلبك فحسب، وسيؤدي هذا إلى تهدئة جهازك العصبي بأكمله.
انحنِ إلى الأمام لكي تهدّئ أعصابك
أخيراً، تذكر أن الانحناء للأمام له تأثير مهدئ، يمكنك الانحناء بجذعك إلى الأمام والبقاء على هذه الحال لمدة دقيقة واحدة. حتى إذا كنت تجلس على كرسي، فانحنِ إلى الأمام مع إمالة جذعك بحيث يلامس فخذيك، وابق في هذا الوضع لأطول فترة ممكنة. خذ الوقت الكافي لإعادة التواصل مع البيئة المحيطة بمجرد إنهاء التمرين والاعتدال.
انحنِ إلى الخلف لتحفيز نفسك
إذا كانت رهبة المسرح تستنزف طاقتك (فقد يظهر الخوف في شكل نوع من الخمول الذي يجعلك تشعر بأنك لن تستطيع بذل أدنى جهد)، فأنصحك بممارسة التمارين التالية: انحنِ بظهرك إلى الخلف واجعل بطنك مشدوداً، أو قف منتصباً، لكي تحفّز جهازك العصبي وتستعيد قواك. وبمقدور جلسة أولية بسيطة من تمارين "انحناء الظهر إلى الخلف" أن تصنع المعجزات في حالة الشعور بالإعياء، وستكون جلسة واحدة أكثر فاعلية بكثير من تناول أيٍّ من مشروبات الطاقة أو احتساء القهوة!